نقلت صحيفة “الفايننشال تايمس” عن برقيات ديبلوماسية أميركية سرية حصل عليها موقع “ويكيليكس” ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أقام امبراطورية مالية ضخمة في قطاعات مختلفة من النفط والغاز والاتصالات والبنى التحتية للتنمية والفنادق، الى الاعلام وتجارة التوزيع، خلال فترة حكمه التي تمتد 42 سنة، مشيرة الى أن هذه الامبراطورية هي مصدر خلافات جدية بين ابنائه.
وجاء في برقية مؤرخة أيار 2006 عنوانها “الشركة المحدودة للقذافي” أن” أبناء القذافي يحصلون على عائدات منتظمة من الشركة الوطنية للنفط التي تبلغ قيمة صادراتها السنوية عشرات المليارات من الدولارات.
وقالت إن ابنة الزعيم الليبي عائشة “لها ارتباطات وثيقة بقطاعي الطاقة والبناء إلى جانب مصالح مالية في عيادة سانت جيمس الخاصة في طرابلس”، فيما يسيطر محمد ابنه البكر “على لجنة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والتي تمنحه نفوذاً كبيراً في مجال خدمات الهاتف والانترنت”.
ويتمتع سيف الاسلام “بمداخل إلى الخدمات النفطية عبر شركته “مجموعة واحد – تسعة” المسماة تيمناً بـ”ثورة الفاتح من سبتمبر (ايلول)”. ويخطط الساعدي، ثالث أبناء القذافي، لبناء مدينة جديدة في غرب ليبيا كمشروع تنموي سياحي ضخم، علماً أنه لاعب محترف لكرة قدم سابقاً، منشغل بفرقه لكرة القدم واللجنة الأولمبية الليبية وحياته العسكرية، وتردد أنه يجمع بين هذه المصالح أحياناً و”يستخدم القوات الخاضعة لسيطرته للتأثير على الصفقات التجارية”.
وأضافت البرقية أن عائلة القذافي “تسيطر على مساحات كبيرة من الاقتصاد في ليبيا إلى درجة أن ابناءها يتقاتلون أحياناً للحصول على فرص مربحة، وتردد أن خلافاً نشب بين محمد والمعتصم والساعدي على امتياز شركة كوكا كولا”.
وتحدثت برقية مؤرخة آذار 2009 عن “صراعات داخلية” بين ابناء القذافي يمكن “ان توفر ما يكفي من الاثارة والصخب لانجاز مسلسل ميلودرامي ليبي”.
وقالت ان التوتر زاد بين افراد العائلة خصوصاً مع التركيز على اظهار سيف الاسلام في مقدم الساحة السياسية الليبية.
وأفادت “الفايننشال تايمس” أن ناشطين ضد الفساد طالبوا السلطات المالية الأجنبية بالتحقيق في ثروة عائلة القذافي التي اشرفت أيضاً على استثمارات ضخمة في الخارج وتحكمت بالقطاع الخاص في ليبيا.
ونسبت إلى تيم دانيال، وهو محام في لندن شارك في الجهود المبذولة لاستعادة الأصول المنهوبة لأنظمة سابقة في نيجيريا وباكستان وأندونيسيا، أن “مصادر ثروة عائلة القذافي ومكانها ينبغي أن تكون محور تحقيق عاجل من الحكومات في الخارج إذا أُريد أن يكون هناك أي أمل في اعادتها إلى الشعب الليبي باعتبارها حقاً له”.
وأوضحت أن عائلة القذافي تملك استثمارات كبيرة في الخارج بينها حصة في “يونيكريديت”، أكبر مصرف في ايطاليا من حيث الأصول، وممتلكات في لندن، وحصة حجمها 3,01 في المئة من أسهم شركة “بيرسون” مالكة “الفايننشال تايمس”، وحصة في نادي جوفنتوس الايطالي لكرة القدم. وص ف، ي ب أ