بيان إلى الرأي العام
ما زالت أحداث درعا الدامية مستمرة، وإجراءات النظام وحلوله القمعية مستمرة أيضا، وعلى الرغم من أن الحدث آخذ بالانتقال إلى العديد من المدن والأقضية السورية، وتتزايد الاعتقالات ونشر حالة من التوتر الأمني في شوارع المدن السورية، وتوجس السلطة من امتداد الحدث وتوسعه.
ثلاثة أيام دامية خلال أسبوع، النتيجة كان يمكن ألا تكون كذلك لولا إصرار العقل الأمني على العنف فكانت النتيجة خمسة عشر شهيدا على الأقل، ومئات الجرحى ومئات المعتقلين.
ليلة الثالث والعشرين من آذار الجاري اقتحمت القوات الخاصة وعناصر أخرى من الأمن، المسجد العمري بدرعا وأطلقت الرصاص الحي على المعتصمين داخله وسقط العديد من الشهداء من بينهم حميد نبوت، محمد أبو العيون، طاهر المسالمة، الدكتور علي المحاميد وعشرات الجرحى.
الإعلام الرسمي حاول التغطية على جرائم القوات الخاصة بالادعاء أن عصابة مسلحة هاجمت سيارة إسعاف، وأن هناك أموالا وأسلحة داخل الجامع قد صودرت. وكأن الحدث الليبي لم يسمع به النظام السوري عندما اتهم العقيد القذافي شعبه بتعاطي المخدرات والهلوسة والارتباط بالقاعدة إلى آخر المعزوفات التي لا تبرر شيئا ولا تفيد في شيء، لأنه لم يعد هناك من يقتنع بأية رواية تطلقها السلطات الرسمية في أي بلد عربي.
مرة أخرى نحذر من التمادي بدماء السوريين. وعلى السلطة السورية أن تعي، قبل الأوان، أن الحلول الأمنية والقتل بالجملة تعقد المشاكل ولا تحلها، وأنه لم يعد ممكنا أمام أحد التنصل من المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام ما يحدث.
إن تطلعات الشعب السوري إلى الحرية هي تطلعات مشروعة ومحقة وعلى السلطات السورية مواجهتها بالعقل وليس بالرصاص.
إننا نطالب الشعب السوري والرأي العام العربي والدولي بإدانة ما يحدث في درعا والتضامن مع مأساة أهلنا هناك، كما نناشد المنظمات العربية والدولية المدنية والحقوقية لإدانة ما يجري أيضا، وعلى الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها الانساني تجاه شعبنا.
تحية لأرواح الشهداء في درعا
عاشت سوريا حرة ديمقراطية
دمشق 23-3-2011
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
الأمانة العامة