بيان :
جمعة الشهداء هي الجمعة الثالثة بعد الخامس عشر من آذار يوم انطلاقة الشعب السوري نحو الحرية ، والجمعة الأولى بعد الخطاب الصدمة الذي أحبط السوريين وهدد بإدخالهم في منعرج عنفي خطر يهدد البلاد ، لكن يريده النظام . التظاهرات والاعتصامات تتسع دائرتها ، وقد خرجت في دمشق وريفها وحمص ودرعا وبقية مناطق حوران والحسكة والقامشلي واللاذقية وبانياس وعدد آخر من المدن والبلدات الأصغر . وقد بان أن خيار السلطة لمواجهة مطالب الشعب بالحرية والكرامة بات هو العنف وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين . وكانت حصيلة هذه الجمعة خمسة عشر شهيداً في دوما وحدها ، وعشرات الجرحى في غير مكان . وبالتوازي مع القتل ، تستمر القوى الأمنية في حملة اعتقالات واسعة تطال العديد من النشطاء الشباب على الأخص في حمص ودرعا ودوما .
بات واضحاً أن المسار الذي اختارته السلطة بتخيير الشعب بين قبول الأمر الوااقع أو القتل والاعتقال . وهو ذاته الطريق الذي سلكته بقية الأنظمة الاستبدادية في منطقتنا وفشلت فيه . إن شعبنا يرفض هذه المعادلة ، وسوف يفشل هذا الخيار أيضاً .
يدعي النظام أن من أطلق الرصاص هي مجموعات مسلحة ، استهدفت المتظاهرين ورجال الأمن . و نحن نسأل : لماذا لا تظهر هذه المجموعات المسلحة عندما يسيّر النظام أنصاره ؟ وهل الذين قتلوا في درعا هم من رجال الأمن أم من المحتجين ؟ غير أن الوقائع على الأرض ، وشهادات الجرحى والمتظاهرين تدحض هذا الادعاء .