تلقت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, ببالغ القلق والاستنكار, أنباء عن استمرار السلطات السورية بنهج مسار الاعتقال التعسفي خارج القانون وملاحقة النشطاء السياسيين والمثقفين وبعض المواطنين السوريين ، الذي يشكل انتهاكا صارخا للحريات الأساسية التي يكفلها الدستور السوري، بالرغم الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ,وعرف منهم:
* في مدينة دير الزور وبتاريخ 5 / 7 / 2011 قامت قوات الأمن السورية باعتقال الدكتور أحمد طعمة من عيادته. ومازال مجهول المصير حتى هذه اللحظة, وهنالك مخاوف جدية على حياته. والدكتور أحمد طعمة: هو أمين سر الأمانة العامة لإعلان دمشق ,وناشط سياسي معروف من مواليد دير الزور في 1965 و هو أب لأسرة مؤلفة من أربعة أطفال و حاصل على الإجازة في طب الأسنان و مهتم في مجال الشأن العام و قد تمّ انتخابه بأمانة سر المجلس الوطني لإعلان دمشق وقد تم اعتقاله يوم الأحد 9 / 12 / 2007 وأفرج عنه بتاريخ 13 حزيران 2010
* بتاريخ 17 / 7 / 2011 قامت قوات الأمن السورية باعتقال الكاتب السوري البارز على العبد الله, من منزله بحي قطنا – في ريف دمشق, ورغم انه في وضع صحي غير مستقر و أجرى جراحة في القلب منذ ثلاث أسابيع مضت.ويذكر أن العبد الله ( 61 عاما ) مفكر علماني اعتقل من قبل على يد القوات السورية ﻹنتقاده التحالف السوري الإيراني و سياسات الرئيس السوري بشار الأسد و قد أطلق سراحه في أيار الماضي بعد أن أمضى أربعة أعوام في السجن كما أنه ناشط حقوقي و عضو جمعية حقوق الإنسان في سوريا.
* وبتاريخ 19 / 7 / 2011 أعتقل فرع الأمن الجوي في مدينة حلب الكادر القيادي في حزب يكيتي الكردي في سوريا, ويس عثمان شيخي المعروف بـ ويس أوسي, بعد استدعائه صباحا الى الفرع المذكور. وقد سبق لهذا الفرع أن أعتقل السيد ويس أوسي لمدة أربع وعشرين ساعة قبل حوالي شهرين ونصف على خلفية مشاركته في المظاهرات الاحتجاجية التي تجري في مدينة عين العرب-حلب….وكان قد تعرض السيد ويس شيخي خلال الأشهر الأخيرة لضغوطات واستدعاءات مستمرة من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة, على خلفية نشاطه المتميز في الاحتجاجات السلمية في منطقة عين العرب…والسيد ويس عثمان شيخي من مواليد عين عرب لعام 1966 متزوج وله ستة أولاد.
* وفي مدينة قطنا – ريف دمشق ,وفي فجر يوم الأربعاء 20 / 7 / 2011 اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية المعارض البارز جورج صبرة عضو في الأمانة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري. وعضو قيادة التجمع الوطني الديمقراطي في سوري, و عضو إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي…. وتعرض للاعتقال مرات عديدة ولسنوات عديدة وآخرها كانت في نيسان الماضي حيث قضى شهرا في المعتقل… والأستاذ جورج صبرة من مواليد مدينة قطنا في ريف دمشق 1947 عمل في حقل التعليم بالمدارس الرسمية والخاصة ، وفي التلفزيون التربوي وكتابة أدب الأطفال . اشترك بكتابة مسلسل الأطفال العربي الشهير ” افتح يا سمسم ” . وله عدة مجموعات قصصية للأطفال ومقالات تربوية منشورة داخل سورية وخارجها ، إضافة إلى العديد من المقالات السياسية والثقافية.
* وفي حلب، وبتاريخ 20 / 7 / 2011 اعتقل المحامي محمود عرفة من بيته الساعة الثانية فجرا, وهو محامي بفرع نقابة المحامين بحلب, ولم يعرف إلى الآن الجهة التي اعتقلته.
* وفي حلب، وبتاريخ 20 / 7 / 2011 اعتقل المحامي خالد مزهر من بيته الساعة الثانية فجراً, وهو محامي بفرع نقابة المحامين بحلب, ولم يعرف إلى الآن الجهة التي اعتقلته.
* في فجر يوم الأربعاء 20 / 7 / 2011 في محافظة حلب تعرض للاعتقال التعسفي الدكتور جمال طحان من منزله و تم اقتياده لجهة مجهولة وهو من المثقفين في حلب و أحد الموقعين على نداء حلب من أجل الوطن و عضو مجلس إدارة في جمعية العاديات وكان يدّعو للسلمية و تخلي النظام عن الحلول الأمنية و الإسراع في الإصلاحات ,وهو يحمل شهادة دكتوراه في الفلسفة,وعضو اتحاد الكتاب العرب- عضو اتحاد الصحفيين.,ومحرر في صحيفة تشرين ( مكتب حلب ) – مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر ( 2007- وما يزال ,ومدير تحرير مجلة( العاديات )، رئيس لجان الثقافة والمعلوماتية والإعلام في جمعية العاديات (2003- 2008 ومدير المركز الإعلامي لحلب عاصمة الثقافة الإسلامية 2006 -2007… وألقى العديد من المحاضرات وشارك في بعض الندوات الفكرية حول مسائل معاصرة في عدد من الدول العربية والإسلامية .وله اثنان وعشرون كتاباً مطبوعاً في الفكر والنقد والشعر والقصة.و نشر له ما ينيف عن ألف مادة بين الدراسة والنقد والقصة والشعر في الدوريات العربية المختلفة.وهو مشرف على منتديات حلب عاصمة الثقافة الإسلامية في مواقع كثيرة.و نال بعض الجوائز المحلية والعربية، منها:
– جائزة الباسل التي تمنحها رئاسة مجلس مدينة حلب عن مجمل الأعمال ( عام 2000 ). – الجائزة الأولى في الشعر في مسابقة محافظة حلب ( عام 2000 ). – الجائزة الثانية عن السيرة القصصية في مسابقة ثقافة الطفل العربي ( أبو ظبي ) ( عام2000 ).
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، إذ ندين ونستنكر بشدة اعتقال المواطنين السوريين المذكورين أعلاه، ونبدي قلقنا البالغ على مصيرهم, ونطالب الأجهزة الأمنية بالكف عن الاعتقالات التعسفية التي تجري خارج القانون والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور السوري لعام 1973 وإننا نرى في استمرار اعتقالهم واحتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي لفترة طويلة، يشكلان انتهاكاً لالتزامات سوريا بمقتضى تصديقها على الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، كما نذكر السلطات السورية أن هذه الإجراءات تصطدم أيضا بتوصيات اللجنة المعنية بحقوق الإنسان بدورتها الرابعة والثمانين، تموز 2005 وكذلك بتوصيات اللجنة ذاتها المتعلقة بالضمانات القانونية الأساسية للمحتجزين الفقرة ( 9 ) التي تؤكد على ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لضمان أن يمنح المحتجز جميع الضمانات القانونية الأساسية منذ بداية احتجازه، بما في ذلك الحق في الوصول الفوري إلى محام و فحص طبي مستقل، إعلام ذويه، وأن يكون على علم بحقوقه في وقت الاحتجاز، بما في ذلك حول التهم الموجهة إليهم، والمثول أمام قاض في غضون فترة زمنية وفقاً للمعايير الدولية دون المساس بهم أو ممارسة التعذيب بحقهم.
وإننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, نبدي قلقنا البالغ من ورود أنباء عن استخدام التعذيب على نطاق واسع وممنهج، ونعلن تأييدنا الكامل لممارسة السوريين جميعا حقهم في التجمع والاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة ونرى بان هذه المطالب محقة وعادلة وعلى الحكومة السورية العمل سريعا على تنفيذها, من اجل صيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي امن وواعد لجميع أبناءه دون أي استثناء.
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, نطالب السلطات السورية بتحمل مسؤولياتها الكاملة باتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة من أجل:
1- الوقف الفوري لدوامة العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية, آيا كانت مصادر هذا العنف وآيا كانت أشكاله ومبرراته.
2- تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة و محايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له, وعن المسؤولين عن وقوع ضحايا ( قتلى وجرحى ),سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين, وأحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم.
3- اتخاذ التدابير اللازمة والفعالة لضمان ممارسة حق التجمع السلمي ممارسة فعلية. وإصدار قانون للتجمع السلمي يجيز للمواطنين بممارسة حقهم بالتجمع والاجتماع السلميين.
4- إغلاق ملف الاعتقال السياسي وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين, ومعتقلي الرأي والضمير, وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية , ما لم توجه إليهم تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه السرعةً لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة
5- ضمان الحريات الأساسية لحقوق الإنسان ,عبر تفعيل مرسوم إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية.
6- أن تكف السلطات السورية عن أسلوب المعالجات القمعية واستعمال القوة المفرطة, والذي ساهم بزيادة التدهور في الأوضاع وسوء الأحوال المعاشية وتعميق الأزمات المجتمعية, ولم يساهم هذا الأسلوب القمعي بتهدئة الأجواء ومحاولة إيجاد الحلول السليمة بمشاركة السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم ,هذه الحلول التي ستكون بمثابة الضمانات الحقيقية من أجل صيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبناءه دون أي استثناء.
دمشق في 20 / 7 / 2011
المنظمات الموقعة:
1- منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف.
2- المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية.
3- المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD ).
4- المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية.
5- اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سورية ( الراصد ).
6- لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل. د. ح ).