تغريد الرشق
عمان- استغرب مشاركون اردنيون وسوريون، في اعتصام الشموع امام السفارة السورية اول من امس، ما وصفوه بهجوم من يسمون بـ “الشبيحة” عليهم بالحجارة والعصي الخشبية، سيما وان هؤلاء “الشبيحة” كانوا سوريين، واعتبروا هذا تعديا على حقوق الأردنيين التي منحهم اياها القانون بحرية
الاحتجاج السلمي وحرية التعبير عن الرأي فوق ارض بلادهم.
الكاتب والباحث السياسي الدكتور محمد ابو رمان، الذي شارك والقى كلمة في الاعتصام، قال في تعليقه لـ “الغد” على تهجم “الشبيحة” “هذا “الاعتداء هو اعتداء على الأردن وسياسته”، مضيفا ان “من حق الشعب الأردني التظاهر، وكذلك فإن الأردن اعطى الحق للجالية السورية في التظاهر”، فمن المؤكد انه “ليس من حق النظام السوري ان يأمر مؤيديه برجم المعتصمين الأردنيين والسوريين بالحجارة”.
ورأى ابو رمان، أن ما حدث كان “سابقة من نوعها”، وهي “ان يكون هناك افراد من جالية عربية اخرى لهم علاقة بسفارتهم ويقذفون الأردنيين واشقاءهم السورييين في الأردن بالحجارة”، قائلا ان “هذا استخفاف بسيادة الدولة الأردنية”. واشار ابو رمان الى ان “حكومتن
ا لم تمنع وفدا ذهب ليؤيد المجازر في دمشق”، وفقا لتعبيره، وكذلك “سمحت لأنصار النظام من الجالية السورية في الأردن بإقامة الاعتصامات والمسيرات دعما للأسد”، لكن “لا يعقل ان يسمح لهم بالاعتداء على الناس”، مبينا ان مثل هذا السلوك “يعكس عقلية المسؤولين السوريين الذين لا يحتملون معارضة في عمان، فكيف سيكون الحال في دمشق؟”.
وكان ابو رمان طالب في كلمته برحيل السفير السوري من عمان، وخيره بين ان “ينحاز لشعبه السوري او ان يرحل من عمان”، كما لفت في كلمته الى “علاقة الأخوة والدم بين الشعبين الأردني والسوري”، وقال “اذا جرحت حماة فإن السلط تبكي”.
احد المشاركين في الاعتصام، الذين تعرضوا للاعتداء احمد الشريقي “سوري الجنسية”، افاد لـ “الغد” بأن من سماهم “الشبيحة”، ما هم الا “سوريون موالون للأسد”، واضاف “ما جرى هو استفزازنا بصور بشار الأسد، وبزجاجات بها سائل احمر ليرعبونا، ليجعلونا نظن انه (مية نار)”.
وتابع الشريقي الذي اصيب بحجر في جبينه “اكتشفنا لاحقا انه مجرد عصير او ماء مصبوغ ولكن الواضح انهم اردوا ترهيبنا”، وعن مشاهداته ساعة الهجوم قال “رأيت احد افراد الشرطة يصاب بحجر” واكد ان رجال الأمن العام ابعدوا المعتدين “الشبيحة” عن المتظاهرين السلميين.
وفيما اذا كان قوات الأمن القت القبض على المعتدين بعد ان ابعدتهم، قال الناطق الاعلامي باسم مديرية الأمن العام محمد الخطيب لـ “الغد” ان دور الامن العام” هو الفصل بين الناس ونحن لا نصعد الأمر”، وبالنسبة لاعتصام اول من امس امام السفارة السورية، قال “اي شخص يتعرض للضرب او اي اذى يجب ان يذهب لأي مركز أمني، ويقدم شكوى باسم الشخص الذي اعتدى عليه”. مشددا على ضرورة “توافر اسم المشتكى عليه عند تقديم الشكوى”، ومؤكدا في الوقت ذاته على ان “دور الامن العام هو حماية الجميع في الموقع”.
وكان هذا الاعتصام الذي دعت اليه الهيئة الاردنية لنصرة الشعب السوري كنشاط اول ضمن سلسلة نشاطات تضامنية مستقبلية، جاء استجابة لنداء الشعب السوري في جمعته الأخيرة، كما ان الهيئة دعت للاحتجاج على القتل الذي يمارسه النظام السوري بحق شعبه، في احتجاجاته التي مضى عليها نحو خمسة أشهر، بحسب بيانها.
الى ذلك، اكد الناطق الاعلامي باسم الهيئة الدكتور موسى برهومة لـ “الغد” من مكان الاعتصام، ان هدف الوقفة هذه هو اشهار الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري “الذي يناضل بصدره العاري ويقاوم شبيحة النظام يوميا على مذبح الكرامة والحرية (…) نحن هنا لإعلان تضامننا مع صرخة الشعب السوري (صمتكم يقتلنا) وأن الشعب الأردني لن يصمت ابدا” بحسب عباراته.
يذكر ان الاعتصام شهد حضورا جماهيريا كبيرا بالآلاف، اعتصموا وصلوا صلاة التراويح، ومن ثم أضاءوا الشموع تضامنا مع الشعب السوري “الذي يتعرض الى مجزرة حقيقية على ايدي السلطات هناك، وخصوصا في مدن حماة ودير الزور ودرعا وريف دمشق” وفق بعض المشاركين في التظاهرة.
taghreed.risheq@alghad.jo
“الغد” الاردن