للمتسائلين والمهتمّين بأسعار الدولار وتذبذباته والغاية منها.. أقول : بدأت المسرحية بالدم والنار والدمار، وتمّ إنجاز الفصل الأول منها وبنجاح، حيث دبّ الذعر والرعب ، وعشعش الحقد والألم والثأر في صدور الناس، والخوف من بعضهم البعض.. مات من مات، وهرب من هرب، ومن استطاع الصمود صامتاً، بقي مذهولاً من هول المحرقة … لكنهم يعرفون ومتأكدون بأنه لن يبقى صامتاً مذهولاً الى الأبد، وأنه سينطق عاجلاً أو آجلاً …
لذا كان لابد من المرور والانتقال الى المشهد الثاني الذي سيتضّمن، وسيضمن بقاء هذا المذعور مذعوراً … ليس فقط صامتاً ، إنما صامت صاغر … مطاطئ الرأس، ولنتذّكر جميعاً شعارهم القائل: ( جوّع كلبك تا يلحقك ). فما تذبذبات أسعار ورقة العم سام الخضراء، إلا بداية للتجويع والقضاء على من بقي من الطبقة الوسطى من الناس … لأنهم المستهدف، وهم الأعداء الحقيقيون لجميع المتآمرين … وهم أصحاب القرار الفعلي في التغيير ، فمع زوال هذه الطبقة والتي نسميها عادة ( الشعب )، تزول العقبات وكل ما يمكنه إيقاف انزلاق هذه العربة نحو مزحلق بيروت … وبالنهاية … من سيبقى هم أثرياء حرب … وأمراء حرب ، ومن حولهم تجتمع جحافل من لاحول لهم … من فقراء حرب وأشقياء حرب ، يقتاتون بما يتساقط من موائد أسيادهم من فتات ، ضماناً لولائهم وإخلاصهم بحسب ما جاء في الكتب المقدسة: ( وبالشكر تدوم النعم ).. والنعم ، بكسر النون وفتحها … فهل لما أراه قادماً في الأفق ؟ وهل لما أقول .. من معارض … ؟
كاتب سوري