تعيش مدينة منبج في ريف حلب الشرقي والخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، هدوءًا حذرا بعد يوم من التوصل إلى اتفاقتراجعت بموجبه “قسد” عن سياسة التجنيد الإجباري في المدينة، لكنها دفعت بتعزيزات إلى محيطها، فيما تشن قوات النظام السوريحملات اعتقال في بعض المناطق بحثًا عن الشبان لسوقهم للخدمة العسكرية.
وذكر الناشط محمد الشمالي لـ“العربي الجديد“، أن الهدوء الحذر يسيطر على مدينة منبج في اليوم التالي للاتفاق بين الأهالي وقوات“قسد” التي تسيطر على المدينة، عقب احتجاجات شعبية خلال الأيام الماضية ضد سياسة التجنيد الإجباري التي تتبعها “قسد“، ما أوقععددًا من القتلى والجرحى في صفوف المحتجين، إضافة لاعتقال ما يقارب 200 شاب من المدينة وريفها.
وأوضح الشمالي أن “قسد” تواصل فرض حظر التجول في المدينة وسط ترقب من الأهالي لتنفيذ بنود الاتفاق الذي قضى أيضا بتحسينالأوضاع المعيشية والخدماتية وتوفير الوقود ومحاسبة عناصر “قسد” المتورطين بانتهاكات بحق المحتجين، إضافة لتعويض ذوي القتلىومعالجة الجرحى، مشيرا إلى أن الموقعين على الاتفاق أمهلوا “قسد” حتى 11 من الشهر الحالي، مهددين باستئناف الاحتجاجات وبشكلأوسع، في حال عدم تنفيذ بنود الاتفاق.
وكانت “قسد” قد أعلنت بعد التوصل إلى اتفاق مع الفاعليات المحلية، أمس الأربعاء، عن حظر جديد للتجول مدته 48 ساعة، بدأ اعتباراً منمنتصف الليلة الماضية.
إلى ذلك، ذكرت شبكة “عين الفرات” المحلية أن “قسد” أرسلت تعزيزات عسكرية تابعة للواء الشمال الديمقراطي قوامها 300 عنصر برفقةعربات مدرعة خرجت من الرقة نحو مدينة منبج.
وأوضحت أن قوات “قسد” تقطع طريق الجزيرة بريف منبج بأكثر من 5 حواجز عسكرية، بعد بيان المجلس العسكري بالمدينة بتمديد حظرالتجول لمدة يومين إضافيين، ومنع الدخول للمدينة والخروج منها.
من جهة أخرى، قصفت قوات النظام السوري، فجر وصباح اليوم الخميس، قرى وبلدات بريف حلب الغربي، إضافة لقرى فليفل والفطيرةوكنصفرة وبينين والبارة والرويحة، جنوبي إدلب، عدا عن قصف محيط منطقتي قيلدين والعنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشماليالغربي.
وبحسب ما أفادت مصادر محلية لـ“العربي الجديد“، فإن الليلة الماضية شهدت اشتباكات على محور الرويحة بريف إدلب الجنوبي بينقوات النظام وفصائل المعارضة، فيما شهد محور المشاريع بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي اشتباكا بالرشاشات بين الجانبين.
إلى ذلك، تشن قوات النظام حملات اعتقال في مناطق عدة بمدينة حلب، شمالي البلاد، حيث نصبت حواجز للبحث عن الشبان المتخلفين عنالخدمة العسكرية. وذكرت مصادر محلية لـ“العربي الجديد“، أن الشرطة العسكرية التابعة لقوات النظام نشرت حواجز، منذ أمس الأربعاء،في أحياء ميسلون والجابرية والسليمانية، واعتقلت حتى الآن عشرات الشبان.
وكانت المدينة قد شهدت حملة مماثلة في مايو/ أيار الماضي، حيث استغل عناصر من الشرطة العسكرية وجود عشرات الشبان في احتفالاتالانتخابات الرئاسية في الساحات والخيام في حلب، وشنوا حملة اعتقالات بحق المتخلفين عن الخدمة العسكرية.
وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير له اليوم الخميس، أن الغوطة الشرقية تعيش واقعًا صعبًا، إذ أحصىالمرصد اعتقال أجهزة النظام أكثر من 3100 شخص منذ تاريخ السيطرة على الغوطة، بدعوى المشاركة في فعاليات ثورية أو الانتماء لمنظماتمدنية محسوبة على المعارضة، أو المشاركة في القتال ضمن الفصائل التي كانت تسيطر على المدينة، إضافة لاعتقال عدد من المدنيينلأسباب مجهولة، فيما جرى الإفراج عن عدد كبير منهم على فترات متباينة بعد التحقيق معهم، وتحويل قسم آخر منهم إلى الخدمة العسكرية،بينما لا يزال 790 منهم قيد الاعتقال والمصير المجهول.
وكان النظام السوري قد سيطر على الغوطة الشرقية بريف دمشق قبل نحو أكثر من 3 سنوات، عقب اتفاق أفضى إلى تهجير غير الراغبينبالتسوية إلى الشمال السوري.
من جهتها، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ما لا يقل عن 162 حالة اعتقال تعسفي في سورية خلال شهر مايو/ أيار الماضي،إضافة إلى حجز حرية عشرات آلاف الطلاب والعاملين في المؤسسات الحكومية لساعات، لإجبارهم على التصويت لبشار الأسد فيانتخابات النظام الرئاسية.
وقالت الشبكة، في تقرير لها أمس الأربعاء، إن النظام السوري اعتقل خلال الشهر المذكور 97 شخصاً، بينهم 3 أطفال، في حين احتجزت“قوات سورية الديمقراطية” (قسد) 48 شخصاً، بينهم طفلان، بينما احتجز “الجيش الوطني السوري” 11 مدنياً، واعتقلت “هيئة تحريرالشام” ستة مدنيين.
“العربي الجديد“