أفرج النظام السوري عن 22 سجيناً من مدينة دوما شرق العاصمة دمشق، يعتقد أنهم سجناء بتهم جنائية، ألقى القبض عليهم بعد عملية تهجير أهالي المدينة المناهضين للنظام إلى الشمال السوري، بينما قصف الجيش التركي بلدات ريف عفرين شمالي غرب حلب، الواقع ضمن مناطق انتشار الميليشيات الكردية وقوات النظام.
تزامناً، تشهد محافظة إدلب شمال غربي سوريا، عودة للقصف والمواجهات بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية، رغم محاولة الضامنين الدوليين تدوير الزوايا وتجنب خيار التصعيد الذي يبدو قائماً وتزداد احتماليته.
وقالت مصادر محلية، إن طيران الاستطلاع الروسي والإيراني كثف حركته في أجواء محافظة إدلب، بينما صعّدت قوات النظام من قصفها الصاروخي والمدفعي، حيث قتل مدني وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف قوات النظام على بلدة بليون في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
المتحدث الرسمي للجبهة الوطنية للتحرير، قال إن التصعيد التي تشهده مناطق ريف إدلب الجنوبي، وسهل الغاب في ريف حماة، وجبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية وبعض المناطق في ريف حلب الغربي، ومناطق متفرقة شمال غربي سوريا، في الآونة الأخيرة من قبل قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له ليس بجديد.
وأضاف النقيب ناجي المصطفى، في تصريحات له الاثنين، «التصعيد العسكري التي تشهده المنطقة يأتي في إطار الخروقات المستمرة بشكل دائم من قبل قوات النظام والميليشيات الطائفية والروسية المساندة له، حيث تكون هذه الخروقات في بعض الأحيان مكثفة، وأحياناً تكون خروقات محدودة، والفصائل العسكرية الثورية تقوم بشكل فوري بالرد على هذه الخروقات».
وأكد المتحدث رد الفصائل المسلحة على قوات النظام حيث قال «بالتعاون مع باقي الفصائل العسكرية حققنا إصابات مباشرة من خلال استهداف مواقع ومعسكرات قوات النظام التي تستهدف المدن والبلدات المأهولة في السكان ضمن المناطق المحررة كرد على هذه الخروقات». ولفت إلى أنهم رصدوا تحركات عسكرية لقوات النظام والميليشيات المساندة له في بعض المواقع، وأنهم لا يثقون في قوات الاحتلال الروسي وهم متحسبون لكافة السيناريوهات المحتملة وأنهم في كامل الجاهزية والتأهب لصد أي عدوان على المنطقة».
وأشار إلى أن الفصائل العسكرية تقوم بالإعداد الجيد منذ فترة طويلة من خلال إخضاع المقاتلين كافة إلى معسكرات متعددة يتم من خلالها رفع سوية وقدرات المقاتلين، وكفاءاتهم القتالية على كافة التكتيكات والسيناريوهات المحتملة في هذه المعارك، لا سيما التكتيكات والأساليب التي استخدمها العدو في المعارك السابقة، إضافة إلى تلافي الضربات الكثيفة أو الكثافة النارية التي تستخدمها القوات المعادية.
وأكد أن التدريب والتكتيك الليلي للمعارك للاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع، كما عملت الفصائل العسكرية على زيادة التحصينات والتدشيم العسكري على كافة الجبهات للاستفادة منها في الخطط العسكرية الدفاعية والهجومية.
وفي حلب، نفذت القوات التركية قصفاً مدفعياً بنحو 23 قذيفة، طالت أطراف بلدة دير جمال وخربكة والزيارة في ناحية شيراوا في ريف عفرين شمالي غرب حلب، ضمن مناطق انتشار القوات الكردية وقوات النظام، بالإضافة إلى سقوط عدة قذائف مدفعية قرب أوتستراد عفرين – حلب، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد إن القوات التركية جددت قصفها الصاروخي على مناطق انتشار القوات الكردية في ريف حلب الشمالي، حيث رصد قصفاً صاروخياً مكثفاً نفذته القوات التركية منذ ساعات الصباح الأولى على بلدة دير جمال ومحيطها ومناطق أخرى شمالي حلب.
وانتقالاً إلى جنوب سوريا، أفرج النظام السوري عن 22 سجيناً من مدينة دوما، وقال أمين سر اللجنة السورية للمعتقلين والمعتقلات مروان العش إن النظام أخلى سبيل 22 من أصل 2500 معتقل تقريباً من أبناء المدينة فقط عدا عن بلداتها وجوارها، حيث يبلغ عدد معتقلي الغوطة الشرقية ما يقارب 9800 معتقل ومخفى.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، ذكر أن أجهزة النظام الأمنية أفرجت عن 14 معتقلًا من أبناء مدينة دوما، من بينهم سيدتان، وذلك بموجب عفو صادر عن رئيس النظام السوري بشار الأسد حيث أذاعت قوات النظام صباح الإثنين عبر مكبرات الصوت في المساجد خبر الإفراج عن عدد من المعتقلين من أهالي المدينة، وذلك بعد مضي أقل من أسبوعين على زيارة رئيس النظام إلى مدينة دوما للتصويت لنفسه في «مسرحية الانتخابات الرئاسية» التي فاز بها.
وتجمهر المئات من أهالي مدينة دوما في الشوارع الرئيسية للمدينة، بحضور وجهاء وأعيان المدينة والفرق الحزبية في الغوطة الشرقية، استعداداً لاستقبال المعتقلين المفرج عنهم بموجب عفو رئاسي.
وأثار خروج 22 شخصاً يعتقد انهم سجناء بتهم جنائية، غضب أبناء مدينة دوما حيث عقب خالد رشيد أبو جمال على خبر الإفراج بالقول «جمعوا أهل دوما بمكبرات الصوت في الجوامع والسيارات والموتيرات..على أن هناك إفراجاً عن معتقلين عند النظام وتجمعت النساء والأطفال الرجال والشيوخ تحت الشمس الحمراء وعلى صوت المذيع الموالي لسيده ولكبار البلد في رأي النظام والأقزام، وفي رأي كل شريف عفيف حر كريم وجاء أول باص والثاني والثالث وبعد عصر وشد بالولادة التي هي في الأساس عسيرة ولدت الباصات عن 22 شخصاً معظمهم معتقلون من بعد تهجير الأهل من دوما للشمال ..القصد بأنهم غير سياسيين بالمفهوم عند النظام البعثي».
وكتب سعيد عجان «الإفراج عن هؤلاء سببه أن الأهالي سمحوا له يروح ينتخب نفسه بدوما» كما قال فادي خياط «للأسف آلاف المعتقلين من شباب وأهالي الغوطة الشرقية لا زالوا معتقلين، ويضحك النظام ويكذب وينافق مؤيدوه بأنه سيفرج عن (المعتقلين ) وفجأة باص صغير و22، اعتقل أغلبهم منذ أشهر، وأحضرهم النظام للتمويه».
ويقول مراقبون، إنه لم يتم التأكد حتى الآن، من أن المفرج عنهم من المعتقلين السياسيين لأنهم غالباً سجناء بسبب تهم جنائية.
“القدس العربي”