ثورات الربيع العربي والمحرقة السورية، أثبتوا فساد النظام العالمي القديم والمتجدّد، كما أنهم فضحوا هشاشة مفهوم الحريات والديموقراطية الغربية. القفزة النوعية التي حققتها المجتمعات الغربية في العدالة الاجتماعية والإنسانية في النصف الثاني من القرن الماضي وبداية هذا القرن، لم تكن ممكنةً لولا الغِنى الاقتصادي لهذه المجتمعات ، لكن وللأسف ننسى دائماً أن جزءاً كبيراً من هذا الغِنى لم يكن ممكناً لولا التاريخ الاستعماري القديم لهذه الدول، والذي اعتمد على سرقة خيرات الشعوب المستعْمَرة. من هنا أعتقد أن ثورات الربيع العربي، وخاصة ثورة الشعب السوري ” التي تحوّلت إلى محرقة “، قد تكون نقطة تحوّل، أو محطة مهمة يجب استغلالها للبدء في زحزحة وحرف هذا النظام العالمي الظالم عن مجراه التاريخي المحفور في ذاكرة البشرية منذ عقود وأجيال.
شرطان أساسيان للتغيير باتجاه العدل والعدالة، أولهما: وعي الفقير لحقوقه ولواجباته، وثانيهما: وعي الغنيّ لواجباته ولحقوقه. وهنا نلاحظ أن الوعي هو العامل المشترك بين الاثنين ” الوعي الإنساني ” الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بفضاء من الحرية المطلقة، الوعي الإنساني الهدف الأول والأخير لكلّ الأديان والأفكار والأحزاب، ولكلّ من عمل من أجل خير البشرية والإنسان.
وللخائفين من مقولة الحرية المطلقة، أقول : كلما زاد وعيك الإنساني، ترسّمت وتوضّحت حدود حرّيتك.
صباح الحبايب خير ونور … حرّية ووعي … بعقل وقلب وضمير.
كاتب سوري