قال الشيخ جمعة البدراني أحد وجهاء قبيلة البكارة في الرقة في تصريح لـ»القدس العربي قال إن النظام افتتح مركزاً للمصالحة في بلدة السبخة الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف الرقة الشرقي، وسيستمر العمل في المركز عدة أيام متواصلة.
والرقة المحطة الثالثة بعد درعا ودير الزور التي يوجد فيها منذ أيام رئيس اللجنة الأمنية اللواء حسام لوقا برفقة ضباط من قوات النظام السوري، بالتزامن مع الحملة الإعلامية الواسعة التي روجت لها الماكينة الإعلامية في النظام السوري وتحمل عنوان «المكرمة من سيد الوطن» بتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والفارين ومن لديهم وضع أمني من أهالي محافظة الرقة.
وقد تسارعت خطى اللجنة الأمنية باتجاه الرقة لأسباب كثيرة، أهمها استغلال الوضع الميداني القائم على الأرض من توترات بين الجيش الوطني وقوات النظام، والحشود على جبهات الشمال، ونوايا القوات التركية الحليفة للجيش الوطني الهجوم على «قسد»، ويبدو اختيار هذا التوقيت هدف لسحب الكثير من أبناء المنطقة الشرقية من صفوف «قسد» للانضمام لقوات النظام، ووضع أبناء المنطقة تحت الأمر الواقع، بعد ان تم استدراجهم لصالح «قسد».
موقف عشائري رافض
الشيخ أحمد من عشيرة «العفادلة» كبرى عشائر مدينة الرقة، يقول إنه «يرفض دخول أي عنصر من قوات النظام السوري»، وأضاف الشيخ احمد في حديث خاص مع «القدس العربي»، أن «مئات الآلاف في الرقة يخشون عودة النظام السوري إلى مدينتهم، ويعرفون جيدًا مدى إجرامه، فكيف لهؤلاء أن يأمنوا جانب النظام ويقوموا بإجراء التسويات»، وأكد الشيخ أن عشائر الرقة لها موقف يرفض هذه التسويات. وقبل أيام، روّجت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، لإجراء «التسويات» الخاصة بأبناء مدينة الرقة، ما أثار ردودًا رافضة لهذه «التسويات» من قبل أبناء المحافظة في مناطق سيطرة «قسد».
الشيخ عبد الجبار من قبيلة البكارة، وهي من كبرى عشائر شرق سوريا، قال إن «النظام السوري يذر الرماد في العيون، عبر إعلانه بدء التسويات سواء في الرقة أو حتى في دير الزور»، إذ رفضت عشائر مدينة الرقة في بيان بدء «التسويات». وخرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، للتنديد بالتسويات وعمليات «المصالحة» التي أطلقها النظام السوري في ريف المحافظة.
«تهويا إعلامي»
من جهتها تقول مصادر محلية لـ»القدس العربي «، أن النظام «يهوّل إعلامياً في ملف ما يسمّى بالمصالحات التي يجريها»، موضحة أن مراكز التسويات تقع ضمن منطقة سيطرة النظام، وليس في مناطق سيطرة «قسد». وتسعى روسيا والنظام السوري إلى توسيع نفوذهما في مناطق شرق سورية الواقع معظمها تحت سيطرة «قسد»، ولا تزال الاجتماعات تجري في محافظة الرقة بين الروس و»قسد»، وسط إصرار «قسد» على الاحتفاظ باستقلاليتها أمام الضغط الروسي عليها للانضواء تحت جناح الدولة السورية، فالروس وفقاً لمصادر صحافية طالبوا برفع علم النظام على النقاط المقابلة لنقاط «الجيش الوطني السوري» المعارض، وهو ما قبلت به «قسد». وفي تصريح لـ«القدس العربي» وجهت مسؤولة في «قسد» رفضت الكشف عن اسمها، وجهت اتهاماً للنظام السوري بـ»ضرب الاستقرار» في مناطق سيطرتها شمال وشرق سوريا، من خلال عمليات التسوية التي أطلقت مؤخراً ووصلت إلى محافظة الرقة بعد دير الزور.
ويقول الصحافي السوري همام عيسى، في حديث مع «القدس العربي» إن عمليات التسوية تعتبر مشروعاً روسياً بامتياز، «أطلقت روسيا هذا المسار قبل سنوات عقب السيطرة على المناطق التي كانت بيد فصائل المعارضة المسلحة، مثل الغوطة الشرقية وريف محافظة حمص، وأخيراً في محافظة درعا، جنوبي البلاد». وتأتي هذه الخطوة في وقت كثر فيه الحديث عن اتفاق بين القوى الفاعلة في المنطقة، ينص على دخول النظام السوري إلى المناطق التي تسيطر عليها «قسد» في الرقة.
“القدس العربي”