نشرت وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 1-4-2022, تقريراً أعدته مؤسسة “راند” البحثية حول الأضرار بين المدنيين في الرقة، وقت تحريرها من عناصر تنظيم الدولة.
ويقول التقرير، إنه كان بإمكان الجيش الأمريكي فعل المزيد للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين خلال معركة الرقة التي شهدت سقوط تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017.
وأشار التقرير إلى أنه في نهاية هذه المعركة التي دامت قرابة خمسة أشهر واستهدفت تحرير هذه المدينة السورية الكبيرة من قبضة التنظيم المتطرف، “كان 60 إلى 80% من المدينة غير صالحة للسكن” ونتيجةً لذلك، صب السكان جام غضبهم على القوات التي حررت المدينة، بحسب ما أكد التقرير.
وأضاف أن الضربات “المُستهدَفة” والقصف المدفعي لقوات التحالف على الرقة تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، ما يتراوح بين 744 إلى 1600 قتيل بحسب إحصائيات التحالف ومنظمة العفو الدولية وموقع “أيروورز” المتخصص.
ولفت التقرير المكون من 130 صفحة إلى أن معركة الرقة تسببت أيضاً في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية ما “أضعف مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل” في المنطقة.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة التي استشهدت بها الجهة معدة التقرير، تم تدمير أو إلحاق أضرار بأحد عشر ألف مبنى بين شباط/فبراير وتشرين الأول/أكتوبر 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجداً وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات بالإضافة إلى نظام الري في المدينة.
ونفذ الجيش الأمريكي 95% من الضربات الجوية وشنّ ما نسبته 100% من نيران المدفعية خلال معركة الرقة، ولم يرتكب أيّ جرائم حرب خلال تلك المعركة لأنه حاول احترام القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب ولكنه كان “بإمكانه أن يفعل أفضل من ذلك” بحسب “راند”.
ولفت التقرير إلى أن قرار تطويق المدينة لـ”القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية” والذي أعلن عنه مسؤولون عسكريون أمريكيون في ذلك الوقت، أدى إلى منع إنشاء ممرات إنسانية للمدنيين ودفع مقاتلي التنظيم إلى اتخاذ السكان دروعاً في الأحياء الأكثر اكتظاظاً, وبدلاً من تركيز عملياته على الضربات الجوية لإنقاذ حياة جنوده توجب على الجيش الأمريكي أيضاً أن يكون مستعداً لإرسال مزيد من القوات إلى الميدان لاكتساب معرفة أفضل بالوضع وبالمخاطر.
وقال التقرير إنّه توجَّب على التسلسل الهرمي العسكري أن يُعدّ عمليّاته آخذاً في الحسبان أنّ الضرر اللاحق بالمدنيين له كلفة إستراتيجية.
وأشار إلى أنّ “الرقة تعرّضت لأكبر أضرار هيكلية في الكيلومتر المربّع مقارنة بأي مدينة سورية”، مبيناً أن “مستوى الدمار البنيوي ونقص الدعم الأمريكي لإعادة إعمار الرقة دفعا بكثير من السكان إلى التنديد بالطريقة التي تم بها تحرير مدينتهم”.