في أعقاب توجيه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، دعوة إلى المجتمع الدولي من أجل التعاون مع لبنان لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم بحزم وفق الطرق القانونية، كشف وزير المهجرين المكلّف الملف السوري في الحكومة اللبنانية، أمس الخميس، عصام شرف الدين، عن خطة طويلة الأمد، لترحيل النازحين السوريين بالتعاون مع النظام إلى بلادهم، عبر لجنة ثلاثية لبنانية – سورية – أممية، مكلفة بالتنسيق مع دمشق لضمان عودة النازحين.
واعتبر وزير المهجرين المكلّف ملف العلاقة مع الجانب السوري في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين أنَّ كلام ميقاتي «مرتجل»، ورفض التعليق عليه. وأضاف لموقع «الميادين نت» أن «الموقف سيتبلور قريباً»، كاشفاً عن تفاصيل اجتماعه بممثل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، أياكي إيتو، الذي طلب مهلة للرد على المقترحات والأسئلة.
وقال شرف الدين: «أهم ما توافقنا عليه هو تأسيس لجنة ثلاثية مشتركة: لبنانية – سورية – أممية، تتبلور تفاصيل مهمتها قريباً بإذن الله». كما كشف الوزير اللبناني عن وجود «خطة للترحيل على مراحل شهرية»، موضحاً أنَّ ذلك «سيكون على قاعدة إحصاء جغرافي للنازحين»، مذكراً بصدور قرار حكومي رسمي لمتابعة الموضوع مع الجهات المعنية، إذ كُلّف شخصياً ملف العلاقة بالجانب السوري، وقدّم اقتراحات للنقاش مع ممثّل مفوضية شؤون اللاجئين السوريين.
وتحدث شرف الدين «عدم قدرة لبنان على احتمال أعباء النازحين، وضرورة العمل بالتنسيق مع الدولة السورية والجهات المانحة والمنظمات المختصة لضمان عودة آمنة وكريمة إلى بلادهم، في ظلّ الظروف القاهرة والصّعبة التي يمرّ بها لبنان، وما يكابده من أعباء اقتصادية ومالية وصحية وأمنية واجتماعية وتربوية بسبب ملف النزوح». وقال: «الحلّ الوحيد لعودتهم يكمن في الخطّة التي أُعدّت وأُقرّت في الحكومة السابقة (التي كان ترأسها حسان دياب)، إضافةً إلى التعديلات التي قمنا بإدخالها في الحكومة الحالية». وأشار إلى أنَّ «الدولة السورية قدمت مشروعاً على مراحل لعودة النازحين، على أن يكون التعاون مشتركاً مع الهيئات الدولية المعنية، ومبنياً على الثقة بين الأطراف المعنية لضمان عودة كريمة للنازح السوري».
وكان وزير المهجرين والسياحة في الحكومة السابقة رمزي مشرفية زار العاصمة السورية دمشق، ومن مؤتمر إعادة اللاجئين في دمشق الذي حضره بشار الأسد، أعلن أن «حاجات لبنان تفوق المساعدات التي تلقاها بـ 8 مليارات دولار»، موضحاً أنَّ «خطة الحكومة اللبنانية ترتكز على تذليل العقبات أمام عودة النازحين بالتنسيق مع دمشق وموسكو»، وشدّد على أنَّ «معالجة عودة النازحين السوريين غير مرتبطة بإنجاز الحل السياسي في سوريا».
وكشف الوزير شرف الدين عن إرسال مذكرة أخطر فيها مجلس الوزراء اللبناني بمضمون زيارته لدمشق في أواخر نيسان/أبريل الماضي ونتائجها، كاشفاً عن سلسلة إجراءات سورية مهمة في هذا المضمار منها ما يزيل أيّ شكوك في نيّة السلطات السورية إعادة اللاجئين، وأولها إصدار مراسيم العفو، وطريقة التعامل مع المطلوبين لخدمة العلم، واستخراج الوثائق المفقودة، وتسجيل الولادات الجديدة… مع رفد ذلك بحزمة جديدة من التدابير الحياتية واليومية التي تؤمن حياة كريمة للعائدين.
وتزامنت الدعوات اللبنانية، لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بالتزامن مع التحضير لمؤتمر «بروكسل 6» الذي ينظّمه الاتحاد الأوروبي لدعم «مستقبل سوريا والمنطقة» حيث كان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي قد قال في تصريحات صحافية، إن لبنان تحمل على مدى السنوات الإحدى عشرة الماضية، عبئًا ضاغطاً لا يُحتمل بسبب وجود أكثر من 1.7 مليون نازح سوري ولاجئ فلسطيني يعيشون في جميع أنحاء البلاد أي في 97% من البلديات في كل لبنان.
“القدس العربي”