تحتاج اليوم العدالة إلى تحركٍ على أرض الواقع، يبدو أن الرحلة ما زالت في بدايتها، وما زال أمامنا طريق طويل من النضال في وجه ذكوريين وذكوريات لا يريدون الاعتراف حتى بوجود جرائم قتل النساء.
إذا أسسنا جيشاً من النساء لحماية النساء، هل سنكون متطرفات؟ وإذا سلّحنا النساء لحماية أنفسهن والأخريات هل سنُعَدّ مجنونات؟ وما الحل اليوم لمواجهة هذا العنف كله ضد النساء؟ هل ما أُخِذ منّا بالقوة يجب أن يسترجع بالقوة؟ وهل يجب أن يخافنا الذكوريون كما نخاف منهم لنصبح في مأمن؟
جميعنا تحت تهديد القتل
لم أكن في يوم مع العنف لمواجهة العنف لكن للحظة قلت لنفسي، ما عاد الكلام والاحتجاج ولا المطالبة السلمية تنفع، يجب التظاهر والصراخ وإبعاد كل ذكوري من طريقنا، ليس لأننا نريد سلطة أو قوة أو نسعى إلى هضم حقوق الرجال، سنقوم بكل هذا فقط لأننا نريد الحياة، بعيداً من تهديدنا بالذبح في كل يوم لأن أحدهم “وقع في حبنا” وقرر قتلنا بعد رفضه. تملك كلّ منا قصة من هذا النوع، عن رجل مهووس، لاحقها على رغم الرفض، ليست المشكلة في هوس الملاحقة، والذي قد يتعلق بالرجل تماماً كما المرأة، لكن أيعقل الآن أن ننظر إلى كل مهووس على أنه قاتلنا المستقبلي؟
نحن خائفات والذكوريون يقولون إننا متطرفات، نحن نخشى على حيواتنا، والذكوريون يتهموننا بالعهر بحجة الدعوة إلى الفساد الأخلاقي، إننا ببساطة قلقات على بناتنا وصديقاتنا، والذكوريون يقولون: الرجال يُقتَلون أيضاً، وحين ندافع عن أنفسنا نُتهم باستغلال جرائم قتل النساء. هل المطالبة بقانون يجرم قتل النساء ويحميهن فساد أخلاقي؟ إذا كان كذلك فما الميزان الأخلاقي في كل ما يحصل إذاً؟
الحديث عن قصة واحدة ظهرت على العلن هو فرصة للتحدث عن ملايين النساء حول العالم وليس بهدف التسلق على آلام الآخرين، هي فرصة للدفاع عن الجميع ضد العنف، حين نكون جميعاً تحت تهديد الموت لن تكون الشهرة ذات أهمية، كما يدعي البعض، وسيكون اتهامنا بالتسلق فارغاً، إذ إننا بالفعل مشاريع ضحايا.