قالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير أعده ستيف هندريكس، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، كرّس ما تبقى من ساعات في زيارة إسرائيل لإصلاح العلاقات مع الفلسطينيين، من خلال زيارة مستشفى، ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وزار بايدن مستشفى أوغستا فيكتوريا (المطّلع) بالقدس الشرقية، قبل وصوله إلى الضفة الغربية ولقاء عباس. وأعلن البيت الأبيض عن 316 مليون دولار كمساعدات للفلسطينيين، بما فيها 100 مليون دولار للمستشفى التي تقدم خدماتها لسكان الضفة الغربية وغزة. و200 مليون دولار ستذهب إلى الأونروا، والتي أوقفتها إدارة دونالد ترامب.
بدأ بايدن الذي تعهد بإعادة العلاقات مع الفلسطينيين، بالعمل بعد وصوله إلى البيت الأبيض. وأعلنت الإدارة عن 15 مليون دولار أخرى كمساعدات طارئة ودعم للمناطق الفلسطينية المحتلة، في وقت نقص الحبوب الناجم عن الحرب الروسية في أوكرانيا، بالإضافة لمبادرة تسرع عمليات إدخال نظام “4 جي” للاتصالات إلى الضفة الغربية وغزة.
وبعد جولته في المستشفى، قال بايدن: “إنه لشرف لي رؤية نوعية العناية التي تقدمونها للشعب الفلسطيني” وأكد أن “الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون الإجراءات المتساوية في الحرية والأمن والازدهار والكرامة، والحصول على العناية الصحية لكي تعيشوا بكرامة”.
وجاء لقاء بايدن بعد يومين من استقبال حار أعده له المسؤولون الإسرائيليون، وأكد خلاله على التزامه بأمن إسرائيل واعتبر نفسه “صهيونيا”. إلا أن استقباله على الطرف الآخر كان مختلفا وخاليا من الحماسة ويعكس حالة الخيبة من أن بايدن لم يقم بممارسة الضغط المطلوب على إسرائيل لاستئناف محادثات السلام وتحسين معاملة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
ورفع بعض المحتجين في رام الله لوحات “عد إلى بلدك يا بايدن”. ووضعت منظمة بيتسيلم لحقوق الإنسان الإسرائيلية، لوحة على جدار الفصل طولها 26 قدما، كتب عليها: “سيدي الرئيس هذا أبارتهايد” وهو وصف رفضه بايدن.
وأكد الرئيس الأمريكي دعمه للمفاوضات التي تقود إلى دولتين، لكنه ذكر بأن الظروف ليست متوفرة لتحقيق هذا الهدف. وعبّر مرة عن نيته لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، ولكنه لم يفعل بسبب الرفض الإسرائيلي. وشجب بايدن العمليات الفلسطينية في الربيع، والتي قتلت 15 إسرائيليا، لكنه تجنب الحديث عن مواطنين أمريكيين قتلهم الجيش الإسرائيلي مثل المسن الفلسطيني- الأمريكي عمر أسعد، الذي مات أثناء احتجازه من قبل القوات الإسرائيلية، والصحافية الفلسطينية- الأمريكية شيرين أبو عاقلة. وقبلت الولايات المتحدة النتيجة بأن الرصاصة جاءت على أكبر احتمال من الجيش الإسرائيلي، لكنها استبعدت القتل العمد.
ولا يرى الفلسطينيون في بايدن مدافعا عنهم، بحسب خبير الاستطلاعات خليل الشقاقي، والذي قال: “ينظر الفلسطينيون بإيجابية لمحاولات بايدن إعادة بعض التمويل والحديث مع القيادة الفلسطينية، لكن بالمجمل، فالشعور تجاه هذه الرحلة، والعام والنصف الماضيين هو الخيبة”. مضيفا: “اختفى الشعور بأنه سيكون مختلفا عن ترامب، وينظرون إليه الآن بأنه مختلف نوعا ما”.
وينتظر الفلسطينيون من بايدن أن يضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان وتخفيف الحصار عن غزة وإصلاحات أخرى، حتى عباس نفسه الذي رفض عقد انتخابات منذ توليه السلطة عام 2005.
ونظرا لوجود التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي وتعاطفه مع الفلسطينيين، فقد توقع الكثير من سكان الضفة أن يكون بايدن نشطا أكثر في حل قضيتهم. وقال الشقاقي: “لم يقم حتى بعمل ما عمله أوباما، إنهم غير قادرين على عمل أمر رمزي مثل إعادة فتح القنصلية، وينظر إليه كغياب للشجاعة والمقدرة”.
ويرى بعض الفلسطينيين أن حشر برنامج بايدن في الضفة الغربية بين زيارته لإسرائيل ورحيله إلى السعودية، على أنه هامش في أولويته الأولى، وهي تعميق علاقات إسرائيل مع العالم العربي. وأعلنت السعودية عن فتح مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية، وإنهاء المنع الذي سيوفر ساعات في الرحلات الجوية بين إسرائيل وآسيا، واعتبر بايدن والقيادة الإسرائيلية القرار أنه خطوة نحو علاقات رسمية مثل الإمارات والبحرين ودول عربية أخرى، رغم غياب التقدم باتجاه الدولة الفلسطينية.
“القدس العربي”