قتل 4 عناصر أمنيين، تابعين لقوات سوريا الديمقراطية، أمس الخميس، بقصف طائرة مسيرة تركية في عين عيسى شمال الرقة، وأعلنت وزارة الدفاع التركية «تحييد 4 من إرهابيي تنظيم بي كي كي/ واي بي جي» شمالي سوريا. وأفادت الوزارة في بيان، الخميس، بأن العناصر كانوا يتجهزون لتنفيذ هجمات في مناطق عمليتي «نبع السلام» و»درع الفرات» عندما تم تحييدهم، مؤكدة عزمها على مواصلة «نضالنا بعزم وإصرار حتى تحييد آخر إرهابي» وتأتي هذه الهجمات وازدياد وتيرتها منذ قمة طهران التي جمعت قادة روسيا وتركيا وإيران، وفق ما أفاد متحدث كردي والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وأعلنت «قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا» التابعة لقوات «قسد»، مقتل 4 من عناصرها في قصف طائرة مسيرة تركية لقواتها في عين عيسى شمال الرقة. وأصدرت «قوى الأمن الداخلي»، بياناً، قالت فيه «في ظل الصمت الدولي تجاه الاعتداءات المتكررة.. أقدمت طائرة مسيّرة على استهداف لقواتنا في عين عيسى أثناء أداء واجبها، حيث نتج عن الاستهداف» مقتل أربعة عناصر هم «بشار محمد علي بوزان» والعضوة «جيهان محمد مصطفى» و»سارة محمد الحسين» و»سلمى علي مصطفى».
ويأتي التصعيد بعد تلويح أنقرة منذ قرابة شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد منطقتين تحت نفوذ القوات الكردية، وتأكيد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل أيام أن بلاده ستواصل «قريباً القتال ضد المنظمات الإرهابية» في شمال سوريا، رغم تحذيرات دولية من مغبة المضي في هجومه. وأكد المرصد استهداف القوات الكردية في ريف الرقة الشمالي، «بصاروخ من طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو التركي».
وزادت تركيا، وفق المرصد ومسؤولين أكراد، منذ قمة طهران التي جمعت رؤساء تركيا وروسيا وإيران في طهران في 19 من الشهر الحالي، من وتيرة استهدافها بواسطة مسيرات لأهداف عسكرية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري. وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت في 22 تموز/يوليو مقتل أربع مقاتلات في صفوفها بقصف تركي، بينهن ثلاث قياديات، قالت إنهن شاركن في المعارك ضد تنظيم «الدولة».
وقال المتحدث باسم هذه القوات فرهاد شامي «منذ اجتماع طهران، استهدفت الطائرات التركية تسعة من مقاتلينا بينهم قائدة وحدات مكافحة الإرهاب جيان تولهلدان»، إضافة إلى العناصر الأربعة الخميس. وأضاف «تثير زيادة وتيرة الهجمات بعد اجتماع طهران الشكوك لدينا حول مضمون أي تفاهم أو اتفاق بين الأطراف المجتمعة هناك».
وأكدت الدول الثلاث في ختام القمة تصميمها على «مواصلة تعاونها القائم للقضاء في نهاية المطاف على الأفراد والمجموعات الإرهابية» في شمال سوريا. إلا أن تركيا لم تحظ على الأرجح، وفق محللين، بتفويض لشن هجوم واسع النطاق في شمال سوريا. وقال الباحث في معهد «نيولاينز» نيك هيراس لفرانس برس، غداة قمة طهران، «أحد الخيارات المتاحة الآن لتركيا هو استخدام القوة الجوية لضرب أهداف كردية»، مضيفاً «يتمتع اردوغان بهذا الضوء الأخضر». وشكلت الوحدات الكردية رأس حربة في مواجهة تنظيم «الدولة» في سوريا. لكن أنقرة التي شنّت ثلاث هجمات سابقاً في سوريا، تصنّفها «إرهابية» وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.
وتشهد مناطق التماس بين «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة وقوات «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة، اشتباكات ومحاولات تسلل بشكل مستمر زادت حدتها الأسابيع الماضية، بالتزامن مع إعلان المسؤولين الأتراك عن عزم أنقرة شن حمة عسكرية تستهدف المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا.
“القدس العربي”