بعد قصف مكثف، شهدته مدينة طفس غربي درعا، سارع كل من وجهاء المنطقة واللجنة الأمنية التابعة للنظام إلى احتواء التصعيد ومنع انزلاقه إلى مواجهات واسعة، حيث اتفق الطرفان خلال اجتماع ثنائي أمس الخميس، على العودة إلى التهدئة مقابل عدة شروط.
وقال المتحدث باسم شبكة تجمع أحرار حوران» أيمن أبو نقطة، في اتصال مع «القدس العربي»، إن لجنة التفاوض التي تمثل أهالي مدينة طفس، توصلت لصيغة توافقية أولية مع ضباط اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري، يقضي بوقف فوري لإطلاق النار، مشيراً إلى أن الاتفاق «يقضي بإخراج عدد من الشخصيات المطلوبة للنظام من مدينة طفس، مقابل سحب قوات النظام التعزيزات العسكرية التي تمركزت في محيط المدينة». ونقل المصدر عن المتحدث الرسمي باسم لجنة التفاوض حسين الزعبي قوله بأن «الصيغة التوافقية الأولية التي توصلنا إليها مع ضباط الأسد خلال اجتماعنا بهم صباح الخميس تقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في المدينة ومتابعة تطبيق بنود الاتفاق».
صيغة أولية لوقف إطلاق النار في الجنوب
وشهد ريف درعا في الأيام الفائتة، تصعيداً ميدانياً جديداً، حيث قطعت ميليشيات مدعومة من إيران طريق درعا – طفس، وأنشأت 3 نقاط عسكرية، واستقدمت تعزيزات عسكرية إليه شملت مئات عناصر المشاة ودبابات وسيارات دفع رباعي تحمل رشاشات مضادة للطيران، وعربات شيلكا.
كما وصلت تعزيزات عسكرية إلى تل السمن القريب من مدينة طفس، وتل أم حوران بين نوى وجاسم، بالإضافة لتعزيزات من ميليشيات إيرانية تمركزت في الملعب البلدي بدرعا، وعلى الطريق الواصل بين درعا واليادودة. وقصفت قوات النظام يوم أول أمس، محيط مدينة طفس وبلدة اليادودة بقذائف الهاون وعربات الشيلكا، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة.
وجاءت هذه الأحداث بعد انتهاء المهلة التي أعطاها ضباط النظام لوجهاء المنطقة من أجل تسليم مطلوبين له في كل من مدن وبلدات طفس وجاسم واليادودة أو إخراجهم من المناطق المذكورة، خلال اجتماع ضم اللجنة المركزية الممثلة لأهالي درعا، واللجنة الأمنية نيابة عن النظام السوري، في صالة الملعب البلدي في مدينة درعا في 24 تموز/يوليو الجاري. ويصر النظام السوري على الاستمرار في المقاربة الأمنية التي تهدف إلى استعادة السيادة الكاملة على محافظة درعا، عبر إعادة احتكار العنف ونزع سلاح المنطقة بشكل نهائي مع تحييد كل الشخصيات التي تقف عائقًا أمامه، إما عن طريق التصفية أو الاعتقال.
ومع أن التصعيد الذي شهدته مدينة طفس انتهى، إلا أنّه يحمل دلالات عديدة، تحدث عنها الباحث لدى المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام النقيب رشيد الحوراني، أبرزها محاولة النظام السوري خلط الأوراق مع ما أشيع عن إنشاء قوة في الجنوب السوري، بدعم إقليمي ودولي لتحجيم دور إيران في الجنوب. وأضاف المتحدث «تقوم ميليشيات تابعة لإيران بالتصعيد وهي الجهة المستفيدة من الفراغ الذي خلفته روسيا بسبب انهماكها في الحرب في أوكرانيا، كما يترافق التصعيد في درعا أيضاً مع التطورات الجارية في السويداء القريبة، ويريد النظام توجيه رسالة مفادها أنه قوي وقادر على مواجهة خصومه في أكثر من ميدان».
التصعيد الذي شهدته الجهة الغربية من ريف درعا، القريب من الكيان الإسرائيلي، وجه النظام السوري عبره رسالة أخرى، تفيد بأنه «الأقدر على ضبط المنطقة، ويضاف لكل ما سبق محاولته التخلص من الثوار الذين لا يزالون يرفضون وجوده في درعا»، وينغصون عليه هذا الوجود
“القدس العربي”