قتل أكثر من 60 مدنياً في سوريا خلال أكتوبر /تشرين الأول/ بينهم 10 أطفال، حيث وقع العديد من الضحايا المدنيين بسبب الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وفصائل الجيش الوطني التابع المعارضة المسلحة شمال سوريا، بينما وثق في درعا وحدها مقتل 80 شخصاً بينهم نحو 25 ينتمون لتنظيم الدولة جنوب سوريا.
مجلس عشائر تدمر والبادية السورية، وثق الشهر الفائت، مقتل رجل وابنه، تحت التعذيب في سجن صيدنايا، وذلك بعد عودتهما من مخيم الركبان الواقع عند مثلث الحدود السورية – العراقية – الأردنية إلى مناطق سيطرة النظام.
وقال عبر صفحته الرسمية، إن مؤيد العبيد وعبد العزيز العبيد، يتحدران من ريف حمص الشرقي، توفيا تحت التعذيب في سجن صيدنايا وذلك بعد إجراء تسوية عقب عودتهما من الركبان لمناطق سيطرة النظام خلال العام 2020 بسبب تدهور الأحوال المعيشية في المخيم، كما غادرت 4 عائلات من أبناء مدينة تدمر، مخيم الركبان، إلى مدينة تدمر ضمن مناطق النظام والميليشيات الموالية لها، دون ضمانات أمنية، عازياً السبب إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان المخيم، بعد معاناتهم دون تحسين الوضع المعيشي.
وفي درعا جنوب سوريا، شهد الشهر الفائت ارتفاعاً حادّاً في عمليات الاعتقال والاغتيال في المحافظة ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة.
ووثق مكتب توثيق الانتهاكات لدى شبكة “تجمع أحرار حوران” مقتل 82 شخصاً في محافظة درعا، 25 منهم ينتمون إلى تنظيم الدولة، وذلك خلال الاشتباكات التي اندلعت مع مجموعات محلية في مدينة جاسم، كما قتل 5 عناصر من المجموعات المحلية.
وأحصى 42 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 38 شخصاً، 27 شخصاً تمت تصنيفهم من المدنيين، وفي قسم الجنايات وثق المكتب مقتل 3 أشخاص من بينهم 2 من المدنيين، كما وثق المكتب اعتقال 30 شخصاً من قبل قوات النظام في محافظة درعا، أُفرج عن 15 منهم خلال الشهر ذاته. وحسب المكتب فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر تشرين الأول جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع كلاشنكوف، باستثناء عمليتان بواسطة قنبلة يدوية، وعمليتان بواسطة عبوة ناسفة، وعملية واحدة بواسطة حزام ناسف.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
مدير مكتب توثيق الانتهاكات لدى تجمع أحرار حوران، المحامي عاصم الزعبي، قال إن أعداد المعتقلين في المحافظة تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مؤكداً أنّ عملية تدقيق بيانات المعتقلين تجري بشكل متواصل في المكتب، حيث تم توثيق اختطاف 10 أشخاص من محافظة درعا، عثر على جثث 7 منهم، في حين ما يزال مصير 3 آخرين مجهولاً.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر الثلاثاء، إنَّ 60 مدنياً قد قتلوا في سوريا في تشرين الأول 2022 بينهم 10 أطفال و5 سيدات، و5 ضحايا بسبب التعذيب، مشيرةً إلى وقوع العديد من الضحايا المدنيين جلّهم من السيدات والأطفال بسبب الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام والمعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، إثر شن الهيئة هجوماً بهدف الاستحواذ على مناطق جديدة على حساب فصائل المعارضة المسلحة، انطلق هجومها من نقاط عدة ضمن مناطق سيطرتها في أرياف إدلب وحلب، لتمتد العمليات العسكرية إلى مناطق واسعة من ريف حلب الشمالي. ورصد التقرير مقتل 1 من الكوادر الإعلامية على يد قوات المعارضة المسلحة /الجيش الوطني، كما رصد مقتل 1 من الكوادر الطبية على يد جهات أخرى.
ورصد التقرير – الذي جاء في 19 صفحة – حصيلة الضحايا في تشرين الأول، وسلَّط الضوء بشكل خاص على الضحايا الذين قضوا بسبب التعذيب، وتضمَّن استعراضاً لأبرز الحوادث. كما تطرَّق إلى أبرز المهام التي تقوم بها الشبكة السورية لحقوق الإنسان في ملف القتل خارج نطاق القانون.
ووفقاً للتقرير فقد شهدَ تشرين الأول استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة من سوريا، حيث وثق مقتل 5 مدنيين بينهم طفلان.
“القدس العربي”