أجرى الجيش التركي تغييراً في قيادة “الفيلق الثاني” التابع لـ”الجيش الوطني”، وذلك بتعيين الرجل الأكثر قرباً من تركيا في الفصائل المعارضة وقائد تكتل “ثائرون للتحرير” فهيم عيسى قائداً للفيلق بدلاً من العقيد أحمد عثمان.
وقال مصدر في “الجيش الوطني” لـ”المدن”، إن تعيين عيسى جاء بعد اجتماع ضمَّ قبل يومين في شمال سوريا، قادة الفصائل الكبرى والفيالق التابعة لـ”الجيش الوطني”، إضافة إلى وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة حسن حمادة، وقيادات من الجيش وجهاز المخابرات التركيين المسؤولين عن إدارة المنطقة شمال سوريا.
لكن المصدر اعتبر أن التعيين “صوريّ ولا علاقة له بارتباط عيسى بالقيادة التركية”، موضحاً أن العثمان كان في الأصل قيادياً في فرقة “السلطان مراد” التي يتزعمها عيسى، عدا عن أن القائد الفعلي والمتحكم بقرارات الفيلق “لم يكن العثمان، وإنما عيسى نفسه”.
وقال إن الاجتماع شهد رسمياً تسلّم الجيش التركي لإدارة الفصائل المعارضة شمال سوريا، وأنتج تعيين عيسى “في محاولة لردم الهوة في التنظيم الفصائلي والتنظيم العسكري، وذلك بتعيين قائد الفصيل الأكبر في الفيلق قائداً له بالوقت نفسه”، مضيفاً أن الاجتماع شهد عودة فرقتي “السلطان سليمان شاه” (العمشات) و”الحمزة” (الحمزات) إلى “ثائرون للتحرير” وحلّ الخلافات بين زعيم “الحمزات” سيف بولاد “سيف أبو بكر” وفهيم عيسى.
وأضاف أن الجيش التركي بدأ عملياً إعداد دراسات جديدة غير تلك التي كانت تُرفع إليه في السابق من قادة الفصائل والألوية إلى القيادة التركية المسؤولة، وذلك من أجل إعادة التنظيم الفصائلي وإحصاء أعداد العناصر الحقيقية على الأرض بما في ذلك “تحرير الشام”.
وكان قادة الفصائل اجتمعوا في مدينة غازي عنتاب التركية مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، مع مسؤولين أتراك على خلفية المعارك الأخيرة التي شهدها الشمال السوري بين فرقتي “الحمزات” و”العمشات” المدعومتين من “تحرير الشام”، وبين “الفيلق الثالث”، افضت إلى خسارة الأخير عفرين وريفها.
اجتماع غازي عينتاب، أسفر عن عدد من النتائج المهمّة أبرزها انسحاب كامل لخلايا “تحرير الشام” وعناصرها الأمنية من المنطقة وتشكيل هيئة استشارية من قادة الفيالق الثلاثة مع الحكومة المؤقتة ووزارة الدفاع فيها، للتنسيق مع الجانب التركي وإدارة المنطقة، وتجتمع أسبوعياً، إضافة إلى تسليم جميع المعابر من أجل إدارتها من فريق عمل اقتصادي متفق عليه وتوحيدها مالياً في صندوق واحد مشترك.
“المدن”