لم تخيب وزارة التجارة الداخلية توقعات السوريين حول اشتداد أزمة المحروقات التي أدت إلى شلّ الحركة في مناطق سيطرة النظام، فقد رفعت، يوم الاثنين، أسعار مادتي المازوت والبنزين المبيعتين للفعاليات الاقتصادية، ليصبح سعر لتر المازوت 5400 ليرة سورية (نحو دولار أميركي واحد)، ولتر البنزين 4900 ليرة سورية.
وقالت مصادر أهلية في دمشق لـ«الشرق الأوسط»: «حفظنا هذا السيناريو كلما اشتدت أزمة البنزين وتم تخفيض المخصصات، نعلم مسبقاً أنه سيتم رفع أسعار المحروقات، وعادةً يحدث ذلك بداية موسمي الصيف والشتاء مع ازدياد الطلب على مواد الطاقة اللازمة للتبريد والتدفئة».
يذكر أن سعر البنزين في السوق السوداء وصل إلى 20 ألف ليرة للتر الواحد جراء الأزمة الحادة، حيث يعاني السوريون في مناطق سيطرة النظام من أزمة محروقات غير مسبوقة لخمسة أيام متواصلة، تسببت في حالة شلل شبه تام مع ارتفاع كبير في أجور النقل والمواصلات. وضرب الركود معظم الأسواق، فيما انفجرت الأوضاع في مدينة السويداء لتشهد اضطرابات عنيفة أسفرت عن حرق مبنى المحافظة ومقتل مدنيين من المحتجين وإصابة نحو 20 شخصاً آخرين.
وقالت المصادر الأهلية إن الحكومة في دمشق سارعت إلى احتواء الموقف عبر حزمة إجراءات إسعافية بتقديم دعم مالي وخدمي للمحافظة بقيمة 17 مليار ليرة سورية، وبدء توزيع مازوت التدفئة (50 لتراً للعائلة)، وتخصيص الزراعة بمواد نفطية شهرية، وتقليص ساعات تقنين الكهرباء، وإعفاء أصحاب الأعمال الصغيرة من الضرائب ضمن شروط معينة.
“الشرق الاوسط”