لا أحد يمكنه تجاهل ما تميزت به دورة كأس العالم قطر 2022، التي تعد من أفضل بطولات كأس العالم منذ بدايته في 1930. كانت الشكوك دائماً ما تثار حول إمكانية نجاح دولة عربية في تنظيم مثل هذه البطولة، فالعرب دائماً يمتلكون تاريخا من الأخطاء، هكذا كان الظن دوماً، وما النجاح في شيء إلا رهين المصادفة، أو حظ المبتدئين على الأكثر، لكن هذه البطولة أثبتت وجهاً آخر للعرب.. حضارياً وثقافياً وإنسانياً، والأخير هو الأهم.
وبعيداً عن مشجعي اللعبة الأولى في العالم، نأتي لاستطلاع آراء بعض من المثقفين العرب، حول هذه الدورة وتبعاتها، التي صححت بشكل كبير صورة العربي أمام نفسه أولاً، وأمام الغرب الذي اعتاد أن ينظر نظرة متعالية لهذه الدول..
العالم في بلد عربي
بداية تقول الصحافية السورية زينة شهلا.. أرى أن الأمر يشكل علامة فارقة بالنسبة للمنطقة وشعوبها، التي يعيش قسم كبير منها اليوم في ظروف متردية. قد تكون هذه الاستضافة فرصة لتغيير صور نمطية مسبقة وخاطئة عن البلدان العربية، وهي راسخة للأسف في أذهان كثيرين منذ عشرات السنين، والتعريف بها وبسكانها من منظور جديد، وفي الوقت نفسه للفت النظر لقضايا مغيّبة عن الاهتمام العالمي لاعتبارات مختلفة.
ويضيف الشاعر والكاتب المغربي صالح البريني.. استضافة قطر لمجريات أطوار كأس العالم 2022 حدث يثلج الصدر، ويكشف للعالم الغربي أن العرب قادرون على تنظيم مثل هذه المناسبات الكروية العالمية، بجودة وابتكار، ولعلّ دولة قطر أبانت عن قدرتها الخارقة لكل التوقعات، بل يمكن القول إنها أبهرت العالم بالبنيات التحتية المهمة والتنظيم المحكم والجيّد، بل إن العالم لمس الخَلْق والإبداع والاختراع على المستويات قاطبة، ما أثار حفيظة الغرب المتعالي والمستصغر لكل فعل عربي، واليوم فدولة قطر قلبت الموازين وغيّرت نظرة هذا الغرب، بما قامت به من جهود جبارة تشكر عليها، وبوّأت الإنسان العربي المكانة التي تليق به، رغم أن دوره قائم الذات منذ قرون في بناء الحضارة الإنسانية.
ويرى الشاعر اليمني محمد جميح، أن استضافة بلد عربي لمونديال 2022 يعني كسر احتكار المركزية الدولية لتنظيم فعاليات عالمية من حجم كأس العالم، ما يدل على أن الإنسان العربي قادر إذا أتيحت له الفرصة على الإبداع على مستوى التنظيم والإدارة، بل إن مونديال قطر نال شهادات دولية عالية، متفوقاً على ما سبقه من مونديالات نظمتها دول ذات تجارب عريقة في تنظيم فعاليات عالمية ببنية تحتية قوية وخبرات تراكمية، وحضور رياضي أصيل.
من جانبه يضيف الروائي الجزائري سعيد خطيبي قائلاً.. أظنّ أن البلدان العربية لم تعدّ مثلما كانت عليه في ما سلف، فهي تتوفّر على البنية التحتية اللازمة، ومن حقّها أن تترشّح إلى تنظيم حدث كوني كهذا. وأرجو ألا تكون المرّة الأولى والأخيرة التي يُلعب فيها كأس العالم في بلد عربي، فهناك بلدان أخرى تحوز الإمكانيات أيضاً، وليس مستبعداً أن نشاهد دورات أخرى من كأس العالم في بلدان عربية أخرى. كما أن دورة 2022 من شأنها أن تحسّن صورة العربي التي حاولت بعض وسائل الإعلام اليمينية تشويهها.
ويرى الروائي السوري فواز حداد، أنه مهما قيل عن هذه الاستضافة، فهي حدث عالمي، يحظى ليس بملايين المتفرجين، بل بما يزيد عنهم. كانت فرصة طيبة ليرانا العالم كما نحن. قطر بلد عربي، ومثلت العرب في هذه المناسبة، كانت بكامل لياقتها، وكما نحب الظهور على حقيقتنا. الحدث الحقيقي فيها أن العرب ليس ذاك الإسلام المشوه، ولا الإرهاب، إنه الإسلام النابذ للإرهاب، الإسلام الذي ينشد السلام والعدل. وبوسع مثل هذه المناسبة أن تجمع بلاد العالم بأمان تحت ظلها دون افتعال، وبلا مسايرة للضغوط الغربية في أمور لا تنسجم مع تقاليدنا، حقيقتنا حسب معتقداتنا، لم يكن فيها أي تزلف للعالم، بل كرم الضيافة والاستضافة.
يقول الروائي السوري فواز حداد.. أتمني ألا تتدخل السياسة في الرياضة، تدخلها لا ريب له جوانب سلبية، وإن لا تخلو من جوانب إيجابية.. لكن لا جدوى من الفصل بينهما. تتدخل السياسة في كل شيء ومن العبث ما دام أنها قدر، ألا تلعب أدوارا جيدة، أي ألا نهمل هذا العامل ونستثمره، فالسياسة تتدخل في الثقافة والأدب والغناء والموسيقى.
كذلك يؤكد الشاعر اللبناني سلمان زين الدين قائلاً.. إن استضافة قطر أو أي بلد عربي آخر لهذا الحدث يعني لي الكثير، فهو يعيد إدخالنا في العصر من نافذة الرياضة، بعد أن خرجنا منه، من أوسع الأبواب، وعلى مستويات كثيرة. ونأمل أن تشكّل هذه الاستضافة الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل لاستعادة العرب دورهم التاريخي في صنع الحضارة الإنسانية، على مختلف المستويات، فنحن لا تنقصنا الموارد البشرية والمادية للنهوض بهذا الدور. والمهم أن يبادر صنّاع القرار العربي إلى ذلك.
ويرى الروائي المصري حمدي البطران، أن قطر أول دولة من بين الدول العربية أو منطقة الشرق الأوسط التي أقدمت على استضافة المونديال، وما أراه من روعة الافتتاح ودقة التنظيم، وجمال وروعة الملاعب التي أقيمت خصيصا، والقدرة التنظيمية الهائلة على استيعاب المشجعين من مختلف الجنسيات والميول السياسية. ويحسب لقطر وقوفها بحزم أمام حملة شعارات ذوي المثلية الجنسية، باعتباره أمرا ضد تقاليد بلادنا العربية. ولا تقبله الذائقة العربية. ويحسب لقطر تمسكها بالتقاليد العربية المتوارثة وبروز هذا في حفل الافتتاح الذي كان عربيا خالصاً.
الرياضة والسياسة
ويرى صالح البريني أن كرة القدم منذ إحداثها تقوم على السياسة كخلفية متحكم فيها، تمارسها الدول القوية على الدول الضعيفة، والأحداث عبر تاريخ كرة القدم، كرست وتكرس هذه النظرة المتعالية لفرق الدول العظمى، لكن المستجد في هذا المونديال هو أن فرق الدول الضعيفة كسرت هذه النظرة الدونية، وبدأت الفرق العالمية تهابها وتتخذ الاحتياطات كافة. لهذا يجب الفصل بين السياسة التي هي إدارة فن الممكن والرياضة باعتبارها جسرا لإشاعة الروح الرياضية والقيم النبيلة بين الأمم.
ويرى محمد جميح أن السياسة كما تتدخل في الدين فإنها تتدخل كذلك في الرياضة شئنا أم أبينا. وفي أجواء تشهد صراعات دولية وإقليمية محتدمة لا يمكن تصور عدم حضور السياسة بصورة أو بأخرى، واختلاط الهدف الرياضي بجملة من الأهداف السياسية، التي أرادت بعض الأطراف الدولية والإقليمية تحقيقها على المستوى السياسي.
ويقول الروائي السوري فواز حداد.. أتمني ألا تتدخل السياسة في الرياضة، تدخلها لا ريب له جوانب سلبية، وإن لا تخلو من جوانب إيجابية.. لكن لا جدوى من الفصل بينهما. تتدخل السياسة في كل شيء ومن العبث ما دام أنها قدر، ألا تلعب أدوارا جيدة، أي ألا نهمل هذا العامل ونستثمره، فالسياسة تتدخل في الثقافة والأدب والغناء والموسيقى.
ويضيف حمدي البطران.. هناك من يرى أن الرياضة شأن مختلف عن السياسة، لكن في النظام العالمي الجديد، أصبح ارتباط الرياضة بالسياسة عضويا. أصبحت الرياضة جزءاً من الوسائل الدبلوماسية بين الدول، فمنذ 1971 برز مفهوم «دبلوماسية كرة البنغ بونغ» عندما هبط فريق الكرة الأمريكي في الصين في أبريل/نيسان عام 1971، بعد قطيعة استمرت لأكثر من عشرين عاماً، بسبب الحرب الكورية وحرب فيتنام، ومساندة الولايات المتحدة استقلال تايوان عن الصين، بعدها حدث التصالح بين الدولتين، وكانت تلك المباراة هي بداية لعودة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وبعدها أصبح العالم يتكلم عن دبلوماسية الرياضة.
وترى زينة شهلا.. أن السياسة موجودة في كل مفاصل وسياقات حياتنا الاجتماعية والثقافية، مهما كانت بسيطة، ومن الطبيعي أن ننظر للرياضة في كثير من الأحيان على أنها يمكن أن تكون حاملاً لقضايا سياسية، أو اجتماعية معينة، لا أعتقد بأن هناك رياضة «نقية» ولا أرى بأننا يجب أن نستهجن الأمر. ربما يمكننا التفكير بكيفية أن تكون هذه العلاقة بنّاءة وجامعة.
كذلك يضيف سلمان زين الدين.. نحن في عالم تدخل فيه السياسة في كل شيء، بدءا من اختيار الدول التي يجري فيها المونديال، وانتهاء بأي نصر يحرزه هذا الفريق الكروي أو ذاك؛ فالدول تستثمر سياسيّا في النصر والهزيمة، حتى بالمعنى الرياضي للكلمة. ولعل الفرح الغامر الذي عم العالم العربي، من المحيط إلى الخليج ومن المشرق إلى المغرب، بانتصارات الفريقين المغربي والسعودي في المونديال يشكّل دليلاً على ما أقول، فهذه الانتصارات، على محدوديتها، تعيد للعربي ثقته بنفسه، في عالم يتزاحم على تحقيق المكاسب والإنجازات على حساب الآخرين، وتتحكم فيه موازين القوى، على مختلف المستويات.
ويرى الروائي الجزائري سعيد الخطيبي.. إنّها من القضايا الطوباوية أن نفصل الكرة عن السياسة، فالاثنان متجاوران. إفراغ الكرة من بعدها السّياسي يعني إفراغها من الفرجة ومن الحماسة التي ترافقها. كلّ منتخب كرة يتبع فيدرالية وكلّ فيدرالية تُسيّر بميزانية تدفعها الحكومة، فهل نطالب الساسة بدفع المال ثم نمنعهم من دخول الملاعب؟ الأمر يبدو مبالغا فيه، ومن الحكمة أن نتقبّل هذه العلاقة الملتبسة بين الكرة والسياسة، وليس بوسعنا كجمهور للكرة سوى حماية أنفسنا من السّقوط في فخّ التّرويج لطرف على حساب آخر، أن نكتفي بما يدور في الملعب من غير إعلاء من شأن الخطابات السياسية، التي لا يمكن أن نمحوها من عقول السّاسة.
يقول محمد جميح.. حاول الإعلام الإسرائيلي إحداث نوع من الاختراق للإيهام بوجود تطبيع شعبي عربي مع الاحتلال، لكن مراسلي بعض القنوات الإسرائيلية ظهروا منعزلين بشكل جعلهم يدركون استحالة إحداث الاختراق المنشود، وجاءت محاولاتهم في التسويق للتطبيع بنتائج عكسية
القضية الفلسطينية
وتقول زينة شهلا بهذا الصدد إن قضية فلسطين عادلة ولا تحتاج لمناسبات بعينها للتأكيد على عدالتها وأحقيتها. في الوقت ذاته، لا شك في أن حدثاً عالمياً كهذا، يحظى اليوم بكل هذه التغطية الإعلامية، سواء من وسائل الإعلام التقليدية، أو مواقع التواصل الاجتماعي، يفسح المجال لإعادة التذكير بما يعانيه الشعب الفلسطيني يومياً على يد الاحتلال، وبأن هذه القضية تبقى أولوية بالنسبة لنا، سواء كنا نتحدث عن رسائل موجهة لشعوب أخرى، وحتى أحياناً للأجيال الأصغر، التي انحسرت أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لها لحساب قضايا أخرى تشغل تفكيرها بشكل يومي.
وفي رؤية مغايرة يضيف صالح البريني قائلاً.. بداية أنا من المساندين لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته، لكن الحضور السياسي لقضيتها، من خلال رفع أعلامها من لدن الجماهير، أو من لدن بعض اللاعبين أمر مستحب، ومع ذلك لن يخدم القضية، بقدر ما يسيء إليها. لأن الأمر ليس مجالا للتدافع السياسي، بقدر ما هو تدافع من أجل الاحتفاء بالكرة المستديرة وإنتاج نصوص كروية هائلة؛ وتتسم بالكثير من الخيال والدهشة والإبداع.
أما سعيد خطيبي فيقول.. في رأيي أن القضايا العادلة تسكن القلوب وليست في حاجة أن تلتفت إليها كاميرات التلفزيون. عن نفسي لست أنتظر حدثاً رياضيا كي أتذكّر قضية عادلة، فألتفت إليها، بل هي قضية حاضرة، قبل كأس العالم وأثناء كأس العالم وبعده أيضاً.
ويضيف فواز حداد… الملاعب فضاء للاعبين والمتفرجين أيضاً، فعدا عن التأييد والتشجيع، تشكل فسحة مثيرة للتعبير عن الرأي والانحياز لقضايا سياسية، وكان من الطبيعي والعالم كله يرى هذه المباريات ظهور الإجماع الكاسح حول القضية الفلسطينية، وقد تجلى فيها تضامن العرب، كما لا غرابة في ظهور أعلام الثورة السورية.
ويقول محمد جميح.. حاول الإعلام الإسرائيلي إحداث نوع من الاختراق للإيهام بوجود تطبيع شعبي عربي مع الاحتلال، لكن مراسلي بعض القنوات الإسرائيلية ظهروا منعزلين بشكل جعلهم يدركون استحالة إحداث الاختراق المنشود، وجاءت محاولاتهم في التسويق للتطبيع بنتائج عكسية، عندما حاولوا إجراء مقابلات مع بعض المشجعين العرب الذين إما رفضوا الحديث لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أو عبّروا عن رفض صارم للتطبيع وعدم الاعتراف باحتلال فلسطين، الأمر الذي جعل الكثير من الإعلاميين والمعلقين الإسرائيليين يسهمون في الحملة الدعائية ضد استضافة قطر لتلك الألعاب، كرد فعل انتقامي على خيبة الأمل التي مني بها الإسرائيليون إزاء الفشل في تحقيق الهدف المنشود من تغطياتهم للمونديال.
الرأي نفسه يؤكده سلمان زين الدين قائلاً.. رفع الأعلام الفلسطينية في هذا الحدث العالمي، من شأنه تذكير العالم بالقضية الفلسطينية ناهيك من رفض بعض الجمهور التحدث إلى الصحافة الإسرائيلية، ورفض تزوير التاريخ واستبدال اسم إسرائيل بفلسطين. غير أن تعزيز القضية الفلسطينية يحتاج إلى ما هو أكثر ممّا تقتضيه مناسبة رياضية عابرة، على أهميتها، يحتاج إلى عمل منظم ودؤوب في التوجه إلى شعوب العالم وحكوماتها لوضعها أمام مسؤولياتها التاريخية إزاء الشعب الفلسطيني، الذي تكاد تبلغ جلجلته القرن، ويحتاج إلى تضافر الجهود العربية في هذا السياق.
حوار الثقافات
يرى سعيد خطيبي في هذا الشأن أن الأصل في كأس العالم هو مقاربة ثقافية أيضاً بين الشّعوب. وهو أمر ليس جديداً. مع ذلك أظنّ أننا في حاجة إلى بذل جهود أكبر في تقريب وجهات النّظر بين الشعوب، فالعنصرية لا تزال حاضرة بين جماهير الكرة والعنف كذلك، وهذا يعني فشلاً في سياسات التّقريب بين النقيضين. بحكم أن الأصل في الكرة التقريب بين وجهات النّظر، فهذا لا يعني أن ننعزل وننتظر أن تحصل معجزة، بل يجب بذل جهود إضافية في تحقيق ذلك المسعى.
ويضيف فواز حداد أن الأمر قد يفتح آفاقا، لكن إن لم نتابع ما تشكل من حوار، فسوف يكون لقاء عابرا، لابد من تعددها وعلى السوية نفسها ما يؤدي إلى التراكم لتنتج حصيلة متينة يمكن البناء عليها، في المونديال وضعنا لبنة إلى ما سبق، قد تشكل قفزة، نرجو الا تكون في الهواء، فالبلدان العربية كلها مدعوة للمتابعة وهو ما أثبت في المونديال، كان للعرب حضور فاعل ومشرف.
ويؤكد سلمان زين الدين أن أي لقاء على المستوى العالمي من شأنه أن يفتح الأفق للحوار بين ممثلي الثقافات المختلفة المشاركة فيه، فكيف إذا كان اللقاء مونديالاً رياضيّا ينتظره العالم بفارغ الصبر، وينتقل الناس بالآلاف للمشاركة المباشرة فيه، ناهيك من مئات الملايين الذين يتابعونه عن بعد، لاسيّما أن الرياضة هي مكوّن ثقافي في نهاية المطاف. لذلك، من الطبيعي أن يفتح المونديال آفاقا جديدة للحوار بين الثقافات.
ويقول صالح البريني، إن قطر كما نجحت في تنظيم واحدة من أبدع دورات المونديال، فإنها نجحت كذلك في تسجيل جملة من الأهداف ذات الطابع الثقافي، وقد تبدت تلك الأهداف في حفل الافتتاح، كما تجلت في جملة الأنشطة المصاحبة للمونديال، وهي الأنشطة التي تم من خلالها إرسال جملة من الرسائل سياسياً وثقافياً عبرت عنها تصريحات كثيرة لمسؤولين رياضيين ولاعبين ومشجعين عاديين، وهي الرسائل التي تدور حول تخليص صورة العربي والمسلم، مما علق بها من شوائب على مدى عقود من الضخ على مستوى وسائل الإعلام ودوائر سياسية وأكاديمية وصور سينمائية سعت لتكريس صورة سلبية عن الشخصية العربية المسلمة لدى المتلقي في الدول الغربية.
وفي الأخير تقول زينة شهلا.. منذ الأيام الأولى رأينا مشجعي الفريق الكرواتي يرتدون عباءات بألوان علمهم كتعبير عن اهتمامهم بالانفتاح على ثقافة البلد المضيف، وفي كل مباراة نرى مشجعين يرتدون غطاء الرأس الخليجي، أو العباءات بألوان مختلفة، وآخرون يتعلمون كلمات عربية، أو يرقصون في الشارع على أنغام أغنيات عربية. دون شك فإن النسخة الحالية من كأس العالم فرصة للتعريف بثقافة المنطقة بطريقة جميلة وبعيدة عما يتخيله كثيرون كونها فقط مكاناً للصراعات والحروب.
اعلامية من سوريا