بيان من مؤتمر القوى الوطنية السورية يا شعب سوريا الأبي . إنها ثورتك العظيمة ثورة الحرية والكرامة ، من أهم ثورات التاريخ وأبلغها صمودا وتضحيات ، وبمقدار أهمية ما حملته من آفاق شاسعة للتغيير ، وما أظهره السوريون عبرها من شجاعة وتضحية وصبر وإصرار كان حجم استهدافها، فتكالب عليها أعداؤها وكثير ممن ادعى صداقتها ، فمنهم من ذبح وقصف، ومنهم من صمت وصم أذنيه ولم يزل يشيح بوجهه عن هذه المجازر التي قل في التاريخ مثيلها ، ومنهم من دعم و طبع مع النظام القاتل الذي قام بكل أنواع الجرائم واستعمل كل أنواع الأسلحة بحق شعبه ، وآخرون جاؤوا ليتحدثوا عن ” المصالحة” معه وهو الآيل للسقوط، وكأن شيئا لم يكن . و هناك من سبق وأن اختط مسارات في استانا وسوتشي حرفت القرارات الدولية عن منحاها الحقيقي وأفرزت تبعات وآثارا مشؤومة، وأدت لاحقا الى القضم المتدرج لمناطق حُررت بدماء الثوار الطاهره . ومنذ بدايات انطلاقتها واجهت الثورة سلسلة من المناورات والمؤامرات، وللآن لم تتوقف الصفقات على حسابها و لإجهاضها. اليوم تمر القضية السورية في منعطف جديد وخطير جراء ما يتسرب من مفاوضات تجري بين تركيا والنظام بتدخل ووساطة جهات أخرى معروفة مواقفها ، مع جهل كبير لحقيقة ما يجري حبكه وما سينتج عنه، و تضارب في التحليلات وتعدد في الاحتمالات، وذلك في ظل غياب وتغييب كامل للسوريين ساهم به إلى حد كبير ارتهان من تصدر المشهد التمثيلي زيفا والموت السريري لهياكله الرسمية كلها . أمام هذا الوضع المعقد تكمن الخطوة الأولى المستحقة على فعاليات الثورة كلها ، السياسية منها والمدنيه والشخصيات الوطنية وعلى الشعب السوري كافة متراس الصد والثبات – – ١ اتخاذ موقف قوي استباقي واحد موحد لتأكيد التمسك بالقرارات الدولية ذات الصله ، لما تمثله من سقف لا يمكن النزول دونه في أي حل يلبي الحد الأدنى من تطلعات السوريين ، خاصة بيان جنيف واحد ،و قرار مجلس الامن ٢١١٨ ، و ٢٢٥٤ بتراتبيته . ٢ – اعتبار التفاوض على هيئة الحكم انتقالي كاملة الصلاحيات ، بضمانة أممية ، المدخل الوحيد الأولي لأي تفاوض حسب ما أقرته جميع القرارات الدولية ذات الصلة كلها . ٣ – إن اللجوء إلى كل الوسائل لمقاومة واجهاض أي التفاف عل ى هذه القرارات، أو اللجوء إلى كل وسائل المقاومة لفرض تطبيقها، هو حق مشروع للشعب السوري لا يمكن أن يجادل به أحد . أخيرا نقول: واهم هو من يظن أن الثورة قد انكسرت ، وأن فرض ما يريده على السوريين قد حان وقته ، و نؤكد بأن مقاومة النظام المجرم لم تتوقف بل في تصاعد ، وان روحا جديدة نلامسها تسري بجسد الثورة لتعيدها إلى سيرتها الأولى من العنفوان ، وبأن مجاميع جديده من السوريين بدأت في ولوج أبوابها المشرعه. فيا أيها الشعب السوري العظيم على امتداد التراب الوطني المقدس وحدك من ستقول الكلمة الأخيرة، ول ك القرار الأخير الذي عليك أن تتخذه مهما كانت صعوبة الظرو ف ، وانت وحدك القادر على كسر مختلف القيود وتصعيد المقاومة بمختل ف أشكالها ، لفرض إرادتك على المجتمع الدولي للخلاص من هذا النظام القاتل ورأسه المجرم الآيل للسقوط، والحفاظ على سوريا وطنا موحدا وشعبا حرا ودولة مدنية ديمقراطية . اللجنة التحضيرية . ٢٩ / ١٢ / ٢٠٢٢