ساد التوتر في ساحة السير وسط مدينة السويداء الاثنين، بعد حشد حزب “البعث” أنصاره للخروج في مسيرة تؤيد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد في التوقيت الذي ينظم فيه ناشطون معارضون وقفتهم الاحتجاجية الأسبوعية المطالبة بالتغيير السياسي وفق القرارات الدولية والمناهضة للنظام وسياسته.
وبثّت شبكات إخبارية محلية صوراً ومقاطع تُظهر تجديد ناشطي السويداء المعارضين للنظام وقفتهم الاحتجاجية للأسبوع الخامس على التوالي في ساحة السير(الكرامة) من أجل التأكيد على مطالبهم بالتغيير السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وإخراج المعتقلين وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي في المحافظة.
لكن هذه الوقفة لم تكن كسابقاتها الأربع، إذ شهدت الساحة نفسها تجمع عدد من مؤيدي رئيس النظام أمام مدخل مجلس مدينة السويداء من المنتمين لحزب البعث، وخروجهم في مسيرة داعمة للأسد هتفوا خلالها بشعارات مؤيدة له في محاولة للتشويش واستفزاز الناشطين المعارضين للأسد على الجهة المقابلة.
ويوضح مدير شبكة “السويداء 24” ريان معروف ل”المدن”، أن حزب البعث في السويداء، وجّه دعوات لأنصاره عبر غرف جماعية على تطبيق “واتس أب” من أجل التجمع في ساحة السير في توقيت الوقفة الاحتجاجية للناشطين المعارضين للنظام، في محاولة من الأخير تكرار سيناريو العام 2020، عندما افتعل اشكالاً بين الموالين والمعارضين، وتدخلت على إثره قوات النظام واعتقلت عدداً من المتظاهرين والناشطين، لينتهي معه الحراك حينها.
ويؤكد معروف أن أعداد المُستجيبين للدعوة من أعضاء الحزب كانوا قلّة جداً، في حين شهدت الوقفة الاحتجاجية الاثنين، تزايداً ملحوظاً في أعداد المشاركين. ورغم ذلك، حاولوا التشويش على الناشطين في وقفتهم من خلال الهتافات المؤيدة للأسد، وخصوصاً لحظة تواجد إعلام النظام لتصوير المسيرة المؤيدة، لكن الأهالي في السويداء، المناصرين لوقفة المعارضين وجّهوا تحذيراً شديد اللهجة للمؤيدين من مغبة الاعتداء على الناشطين.
ولفت إلى أن النظام سيحاول ابتكار أساليب جديدة من أجل إنهاء التظاهرات والوقفات المعارضة ضده، عقب فشله في افتعال إشكال بين “البعثيين” والمعارضين للأسد، لكنه يستبعد أن يصعّد أمنياً ضد الناشطين في الوقت الحالي، معيداً السبب إلى أن الوقفة الاحتجاجية حضارية وصامتة، عدا عن إبدائهم صبراً كبيراً أمام استفزازات المؤيدين.
ويؤكد معروف أن الناشطين مستمرون في وقفاتهم المناهضة للنظام من أجل التأكيد على مطالبهم، وليس هناك مشروع من أجل إيقافها أمام محاولات الاستفزاز والتشويش من قبل أنصاره، مشدداً على أن المعتصمين أكدوا الاثنين، كما في كل مرة على المطالبة بالتغيير السياسي وتطبيق قرارات مجلس الأمن وخصوصاً القرار 2254.
وكان عناصر أجهزة النظام الأمنية قد قتلوا متظاهراً وأصابوا 18 آخرين في كانون الأول/ديسمبر، خلال تظاهرة في ساحة السير وسط المدينة، شهدت إحراق مبنى المحافظة من قبل مجهولين يقول الناشطون أنهم مدفوعون من قبل النظام لتغيير مسار التظاهرة التي طالبت بإسقاط النظام عن أهدافها.
“المدن”