انتهز زعيم حزب “من أجل الحرية” الهولندي اليميني “المتطرف” خيرت فيلدرز، خبر توقيف طالب لجوء سوري مشتبه في انتسابه لتنظيم الدولة وتنظيم “جبهة النصرة” في سوريا سابقاً، ليحرض على اللاجئين في بلاده، ويتهمهم بـ”الإرهاب”. وبعد ساعات من إعلان الادعاء الهولندي توقيف المشتبه به، غرد فيلدرز “قلت خلال اجتماع في البرلمان، في أيلول/سبتمبر 2015 في مجلس النواب، إن 2 من كل 100 مهاجر سوري يأتون إلى أوروبا هم من مقاتلي تنظيم الدولة الإرهابيين”.
وكانت الشرطة الهولندية، قد أعلنت الثلاثاء عن اعتقال المشتبه فيه الذي كان يعمل في “مخيم اليرموك” للاجئين الفلسطينيين في دمشق ومناطق أخرى، بصفته مسؤولاً أمنياً في “جبهة النصرة” و”تنظيم الدولة” خلال سيطرتهما على المخيم. وتماشياً مع “الخصوصية” لم يسم المكتب الوطني للادعاء العام الهولندي اسم المُعتقل، مكتفياً بالقول إنه “يبلغ من العمر 37 عاماً طلب اللجوء في هولندا عام 2019، وكان من قياديي الجهاز الأمني في داعش بين عامي 2015 و2018، وتقلد الدور نفسه من قبل في جبهة النصرة”.
وذكرت وسائل إعلام هولندية، أن فريقاً مختصاً بجرائم الحرب معلومات تلقى معلومات تفيد بأن المشتبه به، هو قيادي سابق في تنظيم الدولة، وبدأ التحقيق معه بعد تلقي المعلومات عن ماضيه، بعد أن ألقي القبض عليه في بلدة أركيل غرب مدينة روتردام، مؤكدة أنه سيمثل أمام المحكمة في لاهاي غداً الجمعة. وتوقع عضو “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” ماهر شاويش المقيم في هولندا، أن تتشدد السلطات الهولندية أكثر في دراسة ملفات طلبات اللجوء، وذلك بسبب زيادة الانتقادات الشعبية الهولندية للأداء الحكومي في التعامل مع اللاجئين.
وفي تصريح لـ”القدس العربي” أشار إلى تزايد حدة الانتقادات لوزير الهجرة الهولندي إريك فان دير بورغ، موضحاً أن “الشارع الهولندي يتعاطى بحساسية كبيرة مع التنظيمات “الإرهابية”، ويبدو أن الحكومة ستشدد أكثر في دراسة ملفات طلبات اللجوء”.
وقال شاويش، إن الانتقادات التي تطال الحكومة الهولندية هي بسبب تزايد الكشف عن مثل هذه الحالات، لكن بشكل متأخر، أي بعد مدة طويلة نسبياً من تقديم طلب اللجوء. وكانت حسابات إخبارية قد تحدثت عن احتمالية أن يكون المشتبه به من جنسية فلسطينية، لكن شاويش أشار إلى غياب المعلومات عن هوية المشتبه به، من دون أن يغلق الباب على احتمالية أن يكون المشتبه به من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وكانت الشرطة الهولندية في أيار/مايو 2022، اعتقلت لاجئاً سورياً للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عندما كان عضواً في فصيل موالٍ لحكومة النظام السوري، مؤكدة أن “المتهم المشتبه به كان عضواً في لواء القدس الموالي للنظام والذي يعمل عن كثب مع أجهزة المخابرات السورية والقوات المسلحة الروسية”، مشيرة إلى أنه يعيش في البلاد منذ 2020 وتقدم بطلب للجوء هناك.
وفي العام 2021، أدانت محكمة هولندية شقيقين سوريين لتوليهما مناصب عليا في جبهة النصرة بين عامي 2011 و2014. وحكمت المحكمة على أحد الشقيقين بالسجن 15 عاماً و9 أشهر، والآخر بالسجن 11 عاماً و9 أشهر، ولم تنشر هويتيهما تماشياً مع لوائح الخصوصية الهولندية. وبعد اندلاع الثورة السورية فر آلاف اللاجئين السوريين إلى هولندا، وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، وينتظر البقية الحصول عليها، وتقدر تقارير رسمية عدد السوريين اللاجئين في هولندا بأكثر من 126 ألفاً.
“المدن”