بحث مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، خمسة ملفات أساسية خلال زيارته إسرائيل والأراضي الفلسطينية، الخميس، حيث التقى في اجتماعات منفصلة برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
وتركزت مباحثات سوليفان على: البرنامج النووي الإيراني، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والحرب في أوكرانيا إضافة لملف الصراع الفسلطيني – الإسرائيلي.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتانياهو وسوليفان بحثا “الجهود المشتركة لوقف برنامج إيران النووي وتحركات إيران في المنطقة”.
وتابع البيان أن “رئيس الوزراء رحب بالتزام الرئيس الأميركي، جو بايدن، بضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية”.
كما ناقش الجانبان الخطوات المقبلة لتعميق “اتفاقات إبرهيم”، في إشارة إلى اتفاقات التطبيع التي جرت في العام 2020 بين إسرائيل ودول عربية و”توسيع دائرة السلام مع التركيز على السعودية”.
كما تطرق نتانياهو في محادثاته مع المستشار الأميركي إلى “التحركات الأخيرة للفلسطينيين على الساحة الدولية”، معتبرا إياها “هجوما على إسرائيل يتطلب منا الرد”.
وأشاد الاثنان، وفق البيان، بأهمية العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة وضرورة تعميقها.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي قد التقى، الخميس، رئيس الموساد، ديفيد برنيع، وناقش معه “التحديات الاستراتيجية للبلدين، والأهمية الكبرى للتعاون بين الأجهزة الأمنية في التعامل معها”، وفق البيان.
“الحفاظ على حل الدولتين”
وخلال لقاء سوليفان مع الرئيس الفلسطيني، في رام الله بالضفة الغربية، حذر عباس “من خطورة الإجراءات الإسرائيلية من انتهاكات تتمثل بتكثيف الاستيطان، وعمليات القتل اليومية، واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، واستباحة المسجد الأقصى والمقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، وتنكرها للاتفاقات الموقعة، والقرصنة ضد أموال الضرائب الفلسطينية”.
وطالب عباس الإدارة الأميركية، بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية، “بالتدخل الفوري قبل فوات الأوان لوقف هذه الإجراءات أحادية الجانب”، مؤكدا “أننا لن نقبل باستمرار هذه الجرائم الإسرائيلية وسنتصدى لها وسندافع عن حقوق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.
كما شدد على “أهمية إيفاء الإدارة الأميركية بالتزاماتها التي أعلنت عنها، بالحفاظ على حل الدولتين، ووقف الاستيطان، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وإعادة فتح مكتب القنصلية الأميركية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن”.
وفي مؤتمر صحفي في رام الله، الخميس، اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن سياسات الحكومة الاسرائيلية “تؤدي إلى تدهور فعلي وخطير للوضع على الأرض”، علما أن 17 فلسطينيا من مدنيين أو أعضاء في فصائل مسلحة قتلوا منذ بداية العام في الضفة الغربية.
“اتفاقات إبراهيم”
كما شارك المسؤول الأميركي في اجتماع عبر الفيديو ضمه ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ونظيريهما في دولة الإمارات، طحنون بن زايد آل نهيان، والبحرين، ناصر بن حمد آل خليفة.
وأعلن الأربعة التزامهم بتعميق “اتفاقات إبراهيم”، وناقشوا الخطوات العملية لتعزيز المصالح المشتركة في المنطقة، بحسب بيان مكتب نتانياهو.
وفاز نتانياهو في انتخابات الأول من نوفمبر 2022، وصوت 63 نائبا من أصل 120 في البرلمان لصالح حكومته التي تضم حزبه الليكود وأحزابا دينية متشددة ويمينية متطرفة.
ووقعت إسرائيل في 2020 اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب ثم السودان في يناير 2021.
واعتبر الفلسطينيون جميع هذه الاتفاقات “طعنة في الظهر”، إذ أنها خالفت الإجماع العربي الذي جعل من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أساسا لأي سلام مع إسرائيل.
وتسعى إسرائيل إلى توسيع دائرة الاتفاقات التي حصلت برعاية أميركية، لتشمل السعودية.
في نهاية ديسمبر 2022، قال رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد أمام البرلمان “وضعنا الأسس لانضمام السعودية إلى اتفاقات أبراهام وسيتم تسليم التفاصيل السرية لرئيس الوزراء القادم”.
وأضاف “إذا أكملت الحكومة الجديدة المسار الذي رسمناه، فيمكن تطبيع العلاقات مع السعوديين خلال وقت قصير”.
الحرب في أوكرنيا
وقال البيت الأبيض، الخميس، إن سوليفان ناقش الحرب في أوكرانيا مع قادة إسرائيل.
وأضاف البيت الأبيض في بيان “ناقشا أيضا أوكرانيا وكذلك الشراكة الدفاعية المتنامية بين روسيا وإيران وتداعياتها على الأمن في منطقة الشرق الأوسط”.
واستنكرت إسرائيل الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن مساعدتها لكييف اقتصرت على المساعدات الإنسانية ومعدات الحماية.
“الحرة”