تداول مغردون مقطع فيديو لشبان أتراك في مدينة كهرمان مرعش التركية، مركز الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري الاثنين، وهم يطلقون شعارات تحريضية على اللاجئين السوريين وغيرهم في تركيا. وأظهر المقطع مجموعة من مشجعي نادي بشكتاش التركي المحلي (إسطنبول)، وهم يرددون وسط أجواء احتفالية: “لنطلق النار على السوريين في هاتاي، لنطلق النار على الأفغانيين في مرعش”.
ويبدو أن الهتافات التي أطلقها الشبان الأتراك لم تكن اعتباطية، حيث نشرت حسابات إخبارية تركية مقطع فيديو يظهر لقاء رئيس حزب النصر التركي المعارض أوميت أوزداغ، بمشجعي النادي في كهرمان مرعش. وذكر حساب” 23 DERECE” الإخباري التركي، أن مجموعة الشباب التي أطلقت الهتافات العنصرية كانت قد قابلت أوميت أوزداغ من قبل في منطقة الزلزال.
وما يبدو غريباً أن المقطع جرى تصويره أمام إحدى مدارس المدينة المنكوبة، ليبدو هذا السلوك مخالفاً للتداعيات الطبيعية التي تفرضها الكارثة على المجتمع، إذ من المعروف أن منسوب التكافل الاجتماعي يرتفع خلال الكوارث. وتباينت ردود فعل المغردين الأتراك على المقطع، فمنهم من أيد الدعوات رغم خطورتها، في الوقت الذي استهجن فيه البعض هذه الدعوات.
واعتبر أحد المغردين الأتراك أنه من “المعيب أن تطلق هكذا دعوات في دولة قانون مثل تركيا”، ورد آخر: “لن ندافع عن هاربين دخلوا تركيا بطريقة غير شرعية”.
مغرد تركي آخر، انتهز الفيديو ليحرض على اللاجئين السوريين، قائلاً: “هل نسيتم كيف صوروا النساء التركيات على الشواطئ، ومع ذلك يأخذون أولوية في العلاج، ورواتب شهرية للتبضع”.
واستغل السياسي التركي أوميت أوزداغ الزلزال للتحريض على اللاجئين السوريين، حتى أعلنت السلطات التركية عن البدء بالتحقيق معه عقب ادعاءات باستغلال الزلزال من أجل السرقة بحق ناشط تركي، وترويج اتهامات للسوريين.
وحسب مصادر إخبارية تركية، فتح مكتب المدعي العام لولاية شانلي أورفا جنوبي البلاد، تحقيقاً رسمياً ضد أوزداغ بتهمة التشهير، لادعائه أن المتطوع التركي عبد الباقي بوزداغ استغل حالة الفوضى لسرقة هاتف، حيث انتشرت عصابات النهب في بعض اﻷماكن جنوبي البلاد.
وادعى أن المتطوع سوري، قبل أن يرد عليه اﻷخير في مقطع مصور أنه تركي وأنه لم يسرق الهاتف كما ادعى أوزداغ، ما دفعه إلى حذف المنشور.
كذلك تقدمت جمعية “المحامين المعاصرين” التركية بشكوى ضد أوزداغ على خلفية استهدافه اللاجئين الموجودين في مناطق الزلزال جنوبي تركيا. وقالت الجمعية في بيان لها على حسابها الرسمي على تويتر إنها رفعت شكوى جنائية ضد أوميت أوزداغ الذي استهدف اللاجئين في منطقة الزلزال، مضيفة: “نعلن للجمهور أننا سنقوم بالترافع طوعية عن المهاجرين في مكافحة العنصرية والتمييز والعداء للمهاجرين”.
ويعبر أحد اللاجئين السوريين لـ”القدس العربي” عن استغرابه من ارتفاع منسوب العنصرية ضد اللاجئين في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تداعيات كارثية جراء الزلزال المدمر. ويقول مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: “حتى في الموت والأيام العصيبة ترتفع العنصرية ضدنا، عندما حدث الزلزال لم يفرق بين سوري وتركي، لكن بعض الأتراك يصرون على معاملتنا بعنصرية”.
ومنذ الزلزال والتهم تساق للسوريين بالسرقة وعدم المشاركة في عمليات الإنقاذ، رغم مشاركة عدد كبير منهم فرق الإنقاذ بشكل طوعي.
“القدس العربي”