منذ أن أتت حكومة بنيامين نتانياهو التي تضم أركان التطرف والعنصرية، وهي تسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع.. بل وتعزز هذا الواقع على الأرض بالمزيد من الإجراءات التي يصعب التراجع عنها مستقبلا. وخير شاهد على ذلك مخطط التهويد الذي يمضي على قدم وساق خاصة في القدس الشرقية العربية المحتلة.
سياسة الأمر الواقع..أكد عليها من جديد وبشكل سافر أحد رؤوس العنصرية والتطرف في حكومة نتانياهو المدعو أفيغدور ليبرمان الذي يتبنى مخطط طرد الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر.
قال صراحة.. ان السياسة الإسرائيلية يجب أن تستند إلى الواقع بدلاً من الأوهام. وحتى يغلق الباب على أي بصيص أمل في التسوية، أكد أن أقصى ما يمكن الوصول إليه مع الفلسطينيين هو تحسين أمنهم ووضعهم الاقتصادي. واعتبر مطالب الفلسطينيين التي عبر عنها الرئيس «أبو مازن» وحركة فتح والتي تدعو إلى استعادة الأراضي المحتلة وإخلاء المستوطنات وعودة اللاجئين.. مطالب متطرفة وراديكالية وتخلق هوة عميقة مع إسرائيل.
تصريحات ليبرمان قالها أمام وفد من الكونغرس الأميركي يضم 29 عضوا ديمقراطيا أي أعضاء من فصيلة الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس المعقود عليه آمال السلام باراك أوباما. الأكثر من ذلك أن ليبرمان، وكأنه يريد أن ينقل رسالة إسرائيلية واضحة إلى صانعي القرار في الولايات المتحدة، حذر من تداعيات أي حل يتم فرضه.
هذا هو موقف إسرائيل الواضح تجاه عملية السلام التي يسعى الأميركيون إلى إحيائها. ومن المؤسف أن الوفد الأميركي الذي قاده زعيم الأغلبية الديمقراطية ستيني هوير.. سار على درب ليبرمان. بل أشاد بنتانياهو، ودعا السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن أي شروط مسبقة والدخول في المفاوضات. ووصف هوير التصريحات التي خرجت عن مؤتمر فتح والمتعلقة بالحقوق الفلسطينية.. بأنها تدعو للأسف!
ويضاف إلى موقف وفد الكونغرس الذي زار الكيان الإسرائيلي.. الرسالة المفتوحة التي بعث بها أكثر من سبعين عضوا من أصل مئة في مجلس الشيوخ الأميركي إلى الرئيس اوباما، تطالبه بالضغط على العرب للقيام ب(مبادرات مذهلة) تجاه إسرائيل. ودعت الرسالة العرب إلى وضع حد لمقاطعة إسرائيل عبر الجامعة العربية والى إجراء لقاءات مفتوحة مع مسؤولين إسرائيليين وتشجيع العلاقات التجارية مع الدولة العبرية ومنح تأشيرات دخول للإسرائيليين ودعوتهم إلى المشاركة في مؤتمرات علمية أو في مهرجانات رياضية.
ما نسمع عنه داخل الكيان الإسرائيلي وداخل الكونغرس.. يؤكد أن ما سيفرض على الفلسطينيين هو «الأمر الواقع» وغير ذلك فهو «وهم».. وهذا يعني أن الأمل في السلام بعيد المنال.