أحيا آلاف السوريين في عموم شمال غرب سوريا الأربعاء، الذكرى الثانية عشرة على انطلاق الثورة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، رغم التحديات التي بدت أكبر من ذي قبل في سبيل تحقيق أهدافها بالحرية والعدالة والمساواة الاجتماعية، ورحيل الأسد.
تظاهرات حاشدة
وقال ناشطون معارضون إن ساحة “السبع بحرات” وسط مدينة إدلب، احتضنت مظاهرة حاشدة من آلاف السوريين الذين قدموا إليها من مختلف القرى والبلدات المحيطة بالمدنية، للمشاركة في الذكرى السنوية ال12 لانطلاق الثورة السورية.
وأضافوا إن المتظاهرين رددوا شعاراتهم وأغانيهم المحببة إليهم منذ انطلاقة الثورة في 15 آذار/مارس 2011، وهي “يلا ارحل يا بشار”، “الموت ولا المذلة”، “يا محلاها الحرية”، كما أكدوا على ثوابت الثورة المتمثلة برفض المصالحة مع النظام، ورحيل الأسد ومحاسبته على جرائمه ضد السوريين على مدى 12 عاماً.
وبث الناشطون مقاطع مصورة تظهر لحظة رفع العلم الممثل للثورة على سارية ضخمة وسط الساحة، مؤكدين أن التحديات التي ستواجه الثورة مع دخولها عامها ال13، أكبر من أي وقت مضى، لكنها لن تثنيهم عن الثبات على مواقفهم حتى الوصول إلى أهدافهم برحيل الأسد ونظامه.
كما شهدت مدن عفرين والباب وقباسين وأخترين وأعزاز في ريف حلب الشمالي، ومدينتي تل أبيض ورأس العين في ريف الحسكة، مظاهرات حاشدة، ردد خلالها المتظاهرون الشعارات نفسها، وأكدوا ثباتهم على المواقف والمبادئ نفسها.
آلاف القتلى والمعتقلين
وبالتزامن مع ذكرى الثورة، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً الأربعاء، قالت فيه إن عدد القتلى منذ بداية الثورة في 2011، بلغ مئتين و30 ألفاً و224 مدنياً، بينهم 15 ألفاً و272 قتيلاً قضوا تحت التعذيب في أقبية مخابرات النظام السوري والقوى المسيطرة على الجغرافيا السورية.
وأضافت أن زهاء 155 ألف مدني لا يزالون في عداد المفقودين والمختفين قسراً، في حين أن أكثر من 14 مليون سوري باتوا مشردين.
وأوضح التقرير أن “الشعب السوري نزل إلى الشوارع قبل 12 عاماً، للمطالبة بحقه في التغيير السياسي من حكم عائلة الأسد إلى انتخابات ديمقراطية، وبالحرية والكرامة من تسلط الأجهزة الأمنية”، لكن النظام السوري “رد بإطلاق الرصاص، وبحملات الاعتقال التعسفي بحق المتظاهرين العزل، حيث قضى قسم منهم تحت التعسي الوحشي، بينما لايزال آخرين في عداد المفقودين والمختفين قسراً”.
وأكدت الشبكة أن مجلس الأمن والمجتمع الدولي لم يردعا النظام السوري عن هذه الانتهاكات التي وصلت إلى جرائم ضد الإنسانية، مما ساهم في تحول الحراك الشعبي إلى نزاع مسلح داخلي، تسبب في طول مدة الكارثة السورية.
تحديات كبيرة
وتدخل الثورة السورية عامها ال13، مثقلة بالتحديات التي تعترض طريقها في الوصول إلى أهدافها، أبرزها التطبيع التركي مع النظام السوري الذي بدأ منتصف 2022، ثم تسارعت خطواته حتى الوصول إلى اجتماع ضم وزراء دفاع روسيا وتركيا والنظام السوري نهاية كانون الثاني/يناير، إضافة إلى اجتماع لنواب وزراء خارجية البلدان الثلاثة إلى جانب إيران، من المقرر عقده يومي الأربعاء والخميس.
ويهدد التطبيع التركي الذي لا بد أن يمر على حساب ثورة السوريين ومعاناتهم، على الرغم من نفي أنقرة المستمر لذلك، بإجبار أكثر من 5 مليون سوري شمال غرب سوريا، بالعودة إلى مقصلة الأسد مجدداً، بالتزامن مع التراجع الدولي عن الاهتمام بقضية السوريين.
كما برزت تحديات مماثلة سببها الزلزال الذي ضرب البلاد فجر 6 شباط/فبراير، إذ سرّع عدد من الدول العربية خطوات التطبيع مع النظام تحت ستار التضامن الإنساني مع المنكوبين من الزلزال أبرزها مصر والأردن والأمارات والعراق، بينما تبدو السعودية في طريقها لاتخاذ خطوات مماثلة في وقت لاحق، بحسب الإشارات الصادرة عن وزير خارجيتها.
“المدن”