عبرت الولايات المتحدة على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن غضب واضح تجاه النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، عندما علق بلينكن على العقوبات التي فرضتها الحكومة الأميركية، يوم الثلاثاء الماضي، على أقارب للرئيس السوري.
ربط بلينكن مباشرة بين أفراد عائلة الأسد وشخص الرئيس وتجارة المخدرات، فيما ربط بيان وزارة الخزانة الأميركية بين هذه المجموعة من أفراد أسرة الأسد وتجارة المخدرات وحزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة “تنظيما إرهابيا”.
مديرة مكتب العقوبات الأميركية قالت أيضا إن “سورية أصبحت في واجهة إنتاج الكبتاغون الذي يتسبب بالإدمان وأغلبه يهرب من لبنان”.
مأساة سورية
يعبر الكلام الأميركي عن موقف لدى الإدارة الأميركية الحالية من النظام السوري، وعند التحدث إلى موظفي الإدارة الأميركية من السهل ملاحظة كلامهم الممزوج بالعاطفة، فهم يقولون إنه لا يمكن أن ننسى ما شهدناه من أحداث غير معقولة في السنوات الـ12 الماضية، ولا يمكن نسيان صور الاعتداءات على الإنسانية، حسب تعبيرهم.
يشدد الأميركيون على أنه من الضروري أن تكون هناك محاسبة، وأن حدوث الزلزال ووقوع الضحايا “لا ينسيان ما فعله نظام الأسد”، ويضيفون أنه لو كان بشار الأسد جديا في معالجة المشاكل فإن القرار 2254 موجود، ويستطيع الالتزام به، والمقصود دائما الوصول إلى حل سياسي في سورية.
تشدد الإدارة الأميركية الحالية على أنه لا يمكن وليس من الطبيعي أن يتم استغلال قضية الزلزال للتفلت من المحاسبة، والمحاسبة في صلب المقاربة الأميركية للوضع في سورية، ويشدد الأميركيون على أنه لا يجب أن يستفيد الأسد من الوضع الحالي.
معارضة التطبيع
كما تؤكد الإدارة الأميركية أنها لا تشجع الزيارات إلى سورية أو زيارات المسؤولين السوريين إلى الدول العربية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: “معارضتنا للتطبيع لم تتغير، ونحن كنا واضحين حول هذا الموضوع”.
وقد شعرت الإدارة الأميركية بأن الأوضاع ذهبت خلال الأسابيع الماضية لمصلحة النظام السوري، وحاولت بقوة لكن من دون الكثير من الدعاية، ضبط هذه الاندفاعة بين دمشق والدول، سواء كانت تركيا أو غيرها.
أجنحة الإدارة
لا يعترض الأميركيون على أنه من الضروري تحسين أوضاع المواطنين السوريين، وأن على دول العالم مساعدتهم على تحسين أوضاعهم، وهذا ما أكده المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لهذا التقرير، لكنهم ما زالوا عاجزين عن قيادة مسار يكسر الجمود في الوضع السوري، كما أنهم عاجزون عن ضبط خيارات دول المنطقة في حل مشاكلها.
بعض المعلومات في العاصمة الأميركية تشير إلى أن هنا اختلافا في مقاربة “أجنحة” الإدارة الأميركية للوضع في سورية، فوزارة الخارجية تبدو أكثر تشددا مع النظام السوري، فيما يبدو العاملون قرب الرئيس الأميركي أكثر براغماتية، بمعنى أن العاملين في البيت الأبيض لا يرفضون محاولة تركيا حل مشاكلها بالتحدث إلى النظام السوري، ويرى المقربون من الرئيس جو بايدن أن واشنطن لا يجب أن تعترض على هذه المسارات، “فالنظام السوري لن يقدم لهذه الدول الحلول التي تحتاجها على أي حال”.
(وكالات)