يشهد ريف درعا هدوءاً حذراً بعد يوم من حملة دهم واعتقال شنتها قوات الأمن العسكري، في قرية عدوان في ريف درعا جنوب سوريا، أسفرت عن اعتقال مدنيين اثنين، بالتزامن مع عمليات دهم مماثلة شنتها قوات النظام في ريف درعا الشرقي، نتيجة هجوم شنه شبان المنطقة المسلحين على حاجز لقوات النظام. يجري ذلك بينما يستذكر السوريون مجزرة مدينة دوما التي وقعت يوم السابع من نيسان 2018، والتي راح ضحيتها أكثر من 40 مدنياً اختنقوا حتى الموت نتيجة استهداف مروحيات النظام لمدينة دوما بأسطوانات تحمل غازات سامة.
وشهدت الساعات الماضية، مقتل ثلاثة وإصابة رابع في عمليات استهداف متفرقة في ريف درعا، تزامناً مع انفجار في مدينة داعل، واشتباكات في مدينة جاسم، وسط استمرار حالات الخطف مقابل الفدية، ومداهمة دوريات أمنية منازل مدنيين شرق درعا وغربها.
ووثقت صفحة “درعا 24” اغتيال الشاب عمار محمد الفلاح (القابوني) من مدينة الصنمين في الريف الشمالي من محافظة درعا، حيث تم استهدافه بإطلاق نار مباشر من قِبل مسلحين مجهولين، مما أدى إلى مقتله. وجرى انفجار في مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، ناجم عن إلقاء مسلحين مجهولين قنبلة يدوية على منزل في الحي الجنوبي من المدينة، فضلاً عن مقتل اثنين في بلدة تل شهاب غربي درعا، أحدهما من عناصر الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد.
عضو تجمع أحرار حوران يوسف المصلح، قال في تصريح لـ “القدس العربي” إن أرياف درعا تشهد حالة من الحذر بعدما داهمت دورية أمنية تتبع لميليشيا الأمن العسكري، قرية عدوان في ريف درعا الغربي، واعتقلت مدنيين اثنين، في حين شنت دورية أخرى عملية دهم في ريف درعا الشرقي، وذلك في أعقاب هجوم شنه مجهولون استهدفوا حاجز عسكري لقوات النظام بالأسلحة الرشاشة، في ريف ردعا.
وأضاف أن دورية أمنية خرجت من مفرزة الأمن العسكري في مدينة نوى صباحاً وتوجهت إلى قرية عدوان غرب درعا، وداهمت منزل خالد الشعباني لتعتقله مع ابنه عبدالله وتقتادهم إلى المفرزة، دون معرفة مصيرهم حتى الآن. تزامن ذلك مع حملة دهم أخرى، شنتها دورية أمنية للنظام على عدد من المنازل في بلدة المليحة الغربية بريف درعا الشرقي، ظهر اليوم، ثم انسحبت من البلدة.
وجاءت حملة الدهم في مدينة المليحة، بعد عدة ساعات من هجوم شنه مجهولون على حاجز عسكري لقوات النظام بالأسلحة الرشاشة، عند مفرق “رخم – المليحة الغربية”.
وأضاف: تحاول قوات النظام وأجهزته الأمنية فرض هيمنتها وإحكام قبضتها الأمنية على رقاب سكان محافظة درعا، من خلال عمليات الاعتقال التي تستهدف مطلوبين، وتحدث المصلح عن استدراج فرع أمن الدولة لأحد المطلوبين،
وقال: قتل الشاب عبد الحكيم أحمد البلخي من مدينة إنخل شمالي درعا، نهاية شهر مارس/آذار الفائت، بعد إطلاق الرصاص المباشر عليه واعتقاله، من قبل قوات النظام المتواجدة في المدينة، وسلمت جثته لذويه بعد نحو أسبوعين من التحقيق والاستجواب.
من جهة ثانية، نقل الدفاع المدني السوري عن شاهد على مجزرة الكيميائي في مدينة دوما تفاصيل المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري في السابع من نيسان 2018.
وقال الشاهد “هل سمعتم يوماً بميت يقف على قدمين، وينطق كالأحياء، ويخاطبكم يا أيها الأحياء؟ هذا الميت هو أنا، وهذا ليس مجازاً، أن تسمع مشارق الأرض ومغاربها هذه الحكاية لا أراها سوى المهمة الأخيرة لي، وحينها فقط يلتحق هذا الجسد بالروح المتروكة الهائمة في أقبية دوما. وأضاف: لقد انتشلنا في ذلك اليوم أكثر من أربعين جثة، أما من تأثر فأعدادهم تخطت المئات، لم نشفَ من هول الصدمة إلى صباح اليوم التالي، لكن إجرام النظام أبى إلا أن يكون كما اعتدناه حين استقبلنا بقصف عشوائي مجنون، ليجبر من نجا على التهجير قسراً من مدينة دوما.
“القدس العربي”