أجرت الشرطة العسكرية الروسية دورية على طول الحدود السورية- الأردنية عند محافظة السويداء جنوب سوريا، في إطار اتفاق ضمني بين روسيا والأردن، بعد تصاعد عمليات التهريب نحو أراضي المملكة.
وقالت شبكة “السويداء 24” إن الشرطة العسكرية الروسية سيّرت دوريتها انطلاقاً من قرية ذيبين جنوب غرب السويداء، وصولاً إلى ملح جنوب شرق المحافظة، مشيرةً إلى إن الدورية أجرت زيارة في قرية أم الرمان.
ومع بداية العام 2023، بدأت القوات الروسيّة تسيير دوريات مراقبة على الحدود السورية الأردنية، بعد تصاعد عمليات تهريب المخدرات من المنطقة باتجاه الأراضي الأردنية. لكنها “شكلية” و”لا تساهم بأي شكل من الأشكال بمكافحة التهريب” حسب الشبكة.
ويوضح مدير الشبكة ريان معروف ل”المدن”، إن القوات الروسية تسيّر دوريات روتينية بشكل شهري، تجوب من خلالها القرى الحدودية في السويداء مع الأردن، مشيراً إلى أن هذه الدورية قطعت نحو 40 كيلومتراً على الحدود السورية- الأردنية.
ويقول معروف إن الدوريات بدأت بعد زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى الأردن ولقائه مع نظيره الأردني أيمن الصفدي.
وكان لافروف قد زار الأردن في كانون الأول/ ديسمبر 2022، حيث سيطر ملف تصاعد عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن على المحادثات المتعلقة بالملف السوري بين الجانبين.
ويؤكد معروف إن الدوريات لم تتفقد أي مقر أو مركز يشتبه بأن المخدرات تُهرّب عبره من سوريا إلى الأردن في القرى الحدودية التي تجوبها في محافظة السويداء.
وأشار إلى أن الدوريات تشمل القرى الحدودية في محافظة درعا كذلك، لكنه يؤكد أنها “شكّلية” ولا تؤثر في كبح عمليات التهريب وإيقافها، لافتاً إلى أن عمليات التهريب تجري خلال ساعات الليل وليس في النهار أثناء تسيير الدوريات.
وتقض عمليات تهريب مخدرات “الكبتاغون” مضاجع الأمن القومي الأردني وتؤرق الحكومة الأردنية التي تعلن بين الحين والآخر عن ضبط شحنات متجهة من سوريا إلى أراضيها.
ورغم قيادة الأردن للمبادرة العربية للحل السياسي في سوريا، ومحاولتها تعميق العلاقات مع النظام السوري سواء على الصعيد الثنائي أو من خلال دعم إعادته إلى الجامعة العربية وإنهاء عزلته الدولية والإقليمية، إلا أن عمليات التهريب تواصلت رغم وعود النظام بمكافحتها.
وفي تموز/يوليو، قال الصفدي إن محاولات تهريب المخدرات من الحدود السورية لا تزال مستمرة ومتكررة، موضحاً أن بلاده استطاعت مصادرة أكثر من 65 مليون حبة “كبتاغون” خلال العامين الماضيين.
وسبق أن حمّل الأردن، روسيا المسؤولية عن ضبط الحدود مع عمّان، ضمن اتفاق بين الطرفين خلال إنهاء فصائل الجبهة الجنوبية المعارضة في منتصف 2018، والتي كانت تتلقى السلاح والتدريب من قبل غرفة عمليات “الموك” على الأراضي الأردنية، بينما اتهمت الميلشيات الإيرانية بتهريب المخدرات.
“المدن”