دخل الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط على خط الجدل بخصوص الاحتجاجات المتواصلة في مدينة السويداء السورية الجنوبية، عندما نشر تغريدة على موقع “إكس” مؤيداً الاحتجاجات في المدينة التي يسكنها العدد الأكبر من طائفة الموحدين الدروز في سوريا: “إن دروز سوريا، أسوة بإخوانهم في كل سوريا، يريدون الحرية والعيش الكريم، بعيداً عن نظام الاستبداد لبشار الأسد. إن دروز السويداء، بقيادة الشيخ حكمت الهجري، هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، يريدون الحرية والكرامة”. وأضاف: “الحذر الشديد من أصوات اليمين الصهيوني، أمثال وليد فارس وجماعته”.
وكان الكاتب اللبناني الأمريكي وليد فارس قد نشر تغريدة زعم فيها وجود “اتجاه لإعلان “منطقة حرة درزية” في السويداء”، مشيراً إلى “تقارير عن إقامة إدارة أمنية وسياسية ذاتية أو محلية”، وذهب فارس أبعد من ذلك في حديثه عن “احتمال حصول السويداء الحرة على “منطقة حظر جوي” أميركي No fly zone، عال جداً”.
مستدركاً أن ذلك “غير مؤكد، ولكن القرار يتم النظر إليه في واشنطن”.
وأرفق فارس تغريدته بخريطة لسوريا تحمل إشارات بالأحمر لقاعدة التنف الأمريكية شرقي سوريا، والجولان السوري المحتل، الذي يسكنه العرب الدروز، والقريب من مدينة السويداء.
وفي تغريدة تالية بعنوان “مطار في السويداء؟” قال فارس: “إذا نجحت مرحلة إقامة إدارة ذاتية في السويداء، وربما أوسع من ذلك، وإطلاق منطقة حرة من الميليشيات الإيرانية، وممنوعة على داعش وأمثاله، لا شيء يمنع فتح مطار يربط هذه المنطقة الحرة في جنوب سوريا برحلات إلى المطارات الأردنية، والحسكة (عندما توسع مدارجها)، وربما إلى أربيل. وإذا قامت منطقة حرة في لبنان، قد يتم إطلاق رحلات بين مطار السويداء، أو المنطقة الأوسع في الجنوب السوري، و مطاري حامات والقليعات”.
مزاعم وليد فارس استتبعت سلسلة من الردود، من بينها تغريدة للكاتبة والناشطة السورية المعارضة عالية منصور، تقول: “هذا الكلام لا صحة له، ولا يخدم سوى سردية نظام الأسد وإيران. من يتابع ما يكتبه وليد فارس يعرف أنه نادراً ما يصيب، إن أصاب. وأستغرب أن يتناقل البعض هذا الكلام وكأنه معلومة”.
وتساءلت منصور: “منطقة حرة درزية؟ يبدو أنه أيضاً لا يستمع لما يقوله السوريون، ولما يقوله أهل السويداء جيداً”.
من جانبه، ردّ النائب اللبناني السابق وئام وهاب على مواقف جنبلاط الداعمة لحراك السويداء وشيخ العقل الذي يشكل اليوم علامة بارزة في الاحتجاجات ويلتفّ حوله محتجو المدينة، قال: “يا وليد بك بمحبّة أقول لك، الشّيخ حكمت الهجري أحد قادة السويداء، وشيخ عقل نحترمه ونقدّره، لكنّه ليس قائد السويداء، ففي السويداء مشايخ كبار غيره، وقادة، ونحن وراءهم عندما يُجمعون على رأي واحد”. وأضاف: “أما الاستفراد بالمواقف فممنوع”. يذكر أن لافتات عديدة رفعت في تظاهرات السويداء تسخر من مواقف وئام وهاب، المعروف بتأييده الشديد لنظام بشار الأسد.
والاحتجاجات في مدينة السويداء السورية مستمرة منذ حوالى الشهر، وعلى الرغم من أن المدينة لم تتوقف خلال عشر سنوات عن احتجاجات متقطعة، فهي المرة الأولى التي تستمر فيها بهذا الزخم، والالتفاف الشعبي، وتأييد اثنين من شيوخ العقل الدروز.
“القدس العربي”