أفعال حماس غير المسبوقة من شأنها أن تتبين لها كخطأ استراتيجي. بكلمات بسيطة، لا مفر أمام إسرائيل غير تفكيك حماس كمنظمة إرهابية وكحكم في المنطقة التي إلى الغرب حدودنا.هذه الأفعال الفظيعة لا تترك خياراً آخر، مهما كان الطريق.
حتى الان طهر الجيش الإسرائيلي في واقع الأمر المنطقة التي اجتاحها الإرهابيون الوحشيون. سلاح الجو ينفذ منذ أيام طويلة أعمالاً واسعة كإعداد لقرار القيام بخطوة برية.
كل من هو مسؤول عن هذه المذبحة يجب أن يختفي. هذا هو النموذج الذي استخدم في أعقاب أحداث ميونخ. لا مفر، لا توجد إمكانية أخرى.
سلاح الجو يواصل الأعمال الواسعة. حماس، وقدراتها كمنظمة تؤدي مهامها وكحكم، ستختفي.
لكن هناك واقعاً محظوراً بأي حال وهو دحر الفلسطينيين داخل مصر. فالمصريون ينظرون مثل هذه الإمكانية بخطورة. هناك من يختلفون مع هذه الفرضية، أما أنا فاستقبلها كما هي.
بالتوازي مع ذلك تنفذ كل الوقت أعمال إحباط في يهودا والسامرة.
بالنسبة للامريكيين، هم يعطوننا إسنادا غير مسبوق، يثير الانفعال: حاملتي طائرات وضخ عتاد. غير أنه أمر هام للأمريكيين ألا يكون هناك خروج عن أنماط السلوك في الموضوع الإنساني في قطاع غزة.
أنا واثق من أنهم يراعون هذا، وعلينا نحن أيضا أن نراعي كل ما يتعلق بمسألة اليوم التالي.
كل شيء مختلف هذه المرة. يوجد مستويان للمعالجة. والتحقيق في الإخفاق متعدد المنظومات، العملياتي والاستخباري، لكن الجيش الإسرائيلي يوجد في معنويات عالية جدا، والجمهور يبدي تصميماً، مقارنة بوهن الحكومة التي لعل وزارة الدفاع فيها فقط تؤدي مهامها. الحصانة الوطنية المذهلة هي مُضاعِف للقوة. إعادة الثقة بحكومة كهذه هو أمر لا اعتقد انه ممكن، لكن الجيش الإسرائيلي يجب أن يتمع بالثقة، إذ لا يوجد له بديل. رئيس الأركان هرتسي هليفي هو الوحيد الذي أخذ المسؤولية. هذا يظهر فقط أي شخصية خاصة هو، حتى وهو منشغل ليل نهار بالنشاطات العسكرية.
في النهاية حتى لو هزمنا حماس فإن هذا هو الحدث الأخطر منذ أقمنا الدولة في 1948. فقد عملت الولايات المتحدة ضد القاعدة بعد مصيبة البرجين. وهذا يعني أنه لا يمكن أن ينشأ وضع لا تكون النتيجة ضربة شديدة لحماس.
حماس هذه محظور أن تكون. ولا يوجد شيء أهم من إعادة النساء، الأطفال، الجنود، المجندات. وباختصار كل الرهائن. هؤلاء رهائن، ليسوا أسرى، ليس لهم حماية. حماس هي منظمة إجرامية، هذا هو الواقع، وننظر ونفكر في هذا. السؤال في النهاية هو ماذا ستكون الأولويات في الميدان.
دور القيادة السياسية هو أن تجد السبيل لإعادتهم كقيمة عليا. هذه النظرية انهارت. حكومة إسرائيل وعدت بأن تدمر حماس. لكن عملياً، وباذن الحكومة وصلت مساعدة من قطر ليس فقط للعائلات المحتاجة بل وأيضا للتأهل وكتمويل عسكري. القطريون لم يفعلوا هذا سراً. لكن حين يكون هذا مرتبط بإنقاذ الأرواح، فإن كل محفل يمكنه أن يساعد يجب استخدامه:مصر، تركيا، قطر وما شابه. هذه قيمة عليا كما اسلفنا، وعليه فيجب الاستعانة بكل محفل يمكنه أن يؤدي حتى النتيجة الأصغر حين تكون مصر في الأولوية.
بالنسبة للشمال، وكما هو متوقع يجري الحديث منذ سنين عن أن الجيش الإسرائيلي جاهز لمواجهة متعددة الجبهات.
بقدر ما يسمع هذا كأمر لا يصدق، أرادت حماس أن تقوم بحدث أكثر إجراماً بكثير وفقا للوثائق التي انكشفت وتحويل إسرائيل ساحة هجوم متعددة الأبعاد.
لكن هذا لا يجري الآن. فما الذي يجري حقاً؟ حزب الله يسمح لحماس بمهاجمتنا من هناك، كجزء من تضامنه. وهم أنفسهم يهاجمون المواقع التي تبدو لهم مناسبة للرد بالنار عليهم لكنهم مقتنعون بأن هذا لن يؤدي مواجهة شاملة تؤدي مس شديد بنا وبهم.
في أوساط القيادة الإسرائيلية توجد مدرستان: مهاجمتهم أو الاحتواء. اعتقد انه يجب الاحتواء قدر الإمكان من أجل تركيز كل القوة الهائلة للجيش الإسرائيلي المعركة في الجنوب وسحق حماس.
وبالنسبة لليوم التالي لحماس، سينشأ فراغ وتوجد الكثير من البدائل. لكن يبدو ان المصريين لن يدخلوا هناك. قوة دولية والجيش الإسرائيلي لا يمكنهم أن يعالجوا هذا. ومع الفلسطينيين هذا ينطوي على تسوية سياسية، تتواصل مع اتفاق سلام مع السعودية وخلق حلف استراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية.
في مثل هذه الحالة سيبذل جهد لإعطاء أبو مازن نوعاً من السيطرة هناك, لكن هذا لن يحصل بلا أفق سياسي مضمون له.
الدعم الأمريكي هام جداً، لكنه سيأتي مع مثل هذه القيود وغيرها، وفقا لمصالح الأمن القومي لديهم وعلى رأسها منظومة مستقرة في الشرق الأوسط وحماية أمن مصر والسعودية. ولهذا فقط جلبوا بسرعة حاملات الطائرات، المساعدة العسكرية والدعم السياسي.
الرسالة، في نهاية المطاف، هي في قدرة صمود الجمهور والقوة الهائلة للجيش الإسرائيلي.
الدولة ليست في خطر وجودي. الموضوع الهام هو موضوع المخطوفين الذين يجب إعادتهم. وفي المستقبل حساب النفس لكل منظومة الأوهام التي انهارت.
يجب العودة إلى مسار القوة. تشجعني روح الجمهور، رغم المعطيات القاسية التي كانت.
في إعادة تأهيل الجنوب على الدولة أن تخصص الإمكانات اللازمة. وعلى رئيس الوزراء ان يضع مشروع مارشال لاعادة تأهيل البلدات ولرفع غلاف إسرائيل، وليس غلاف غزة فقط ليقف على الأقدام.
بقلم: عاموس جلعاد
يديعوت احرونوت – 17/10/2023
“القدس العربي”