ملخص
يظن الإصلاحيون أن مشاركة مسعود بزشكيان في الانتخابات تعد إعادة نظر من جانب المرشد في مكانتهم، وتشير إلى أن الأخير لا يمانع وجود إصلاحي هادئ يدعي أنه لا ينوي أن يختار طريقاً غير طريق إبراهيم رئيسي.
كان الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد يحظى بدعم المرشد علي خامنئي، وقال عنه المرشد بشكل واضح إن آراءه قريبة إليه أكثر من رفسنجاني، لكن أحمدي نجاد حل به مصير الرؤساء السابقين، وجاء حسن روحاني مرتدياً شالاً بنفسجياً بدعم من فنانين معروفين وترحيب خارجي، وتحمل تدخلات المرشد لثلاثة أعوام، ليقدم نفسه مصلحاً مثل الأمير الكبير ميرزا محمد تقي خان الفراهاني، وتباهى وزير خارجيته محمد جواد ظريف بأنه ينادي بشعارات محمد مصدق، لكنهم تخلوا عنه منذ اليوم الأول من التوقيع على الاتفاق النووي، وأطلق رونالد ترمب الضربة الأخيرة على الاتفاق النووي لينقل الاتفاق إلى أرشيف الخداع الإيراني، فإذا كانت نيتهم صادقة فلماذا لجأوا إلى الاتفاق النووي؟
رئيسي جاء إلى الحكم بتمهيد من المرشد وخدعة تم تمريرها على محمد باقر قاليباف بواسطة مجتبى خامنئي، إذ أبلغوه بأن مجلس الشورى سيكون من نصيبه، وقاليباف الذي تحمل ضربة في الانتخابات السابقة انسحب من السباق الرئاسي السابق لمصلحة إبراهيم رئيسي وتوجه إلى مجلس الشورى.
وفي ما يتعلق بأمين مجلس الأمن القومي السابق علي شمخاني فإن المصالحة بين إيران والسعودية تعود لجهوده، وعندما كان يهم بالتوجه إلى القاهرة لترتيب مصالحة أخرى مع مصر، استدعاه المرشد وأبلغه بأنه يريده لمنصب أكبر، وكان لشمخاني علاقات مع رئيس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وقال له خامنئي أن يتنازل من مجلس الأمن القومي لمصلحة رفيقه أحمديان، وكان شمخاني يظن أن المرشد يعمل لتحضيره لقيادة الحرس الثوري وبعدها المنصب الرئاسي، لكن نصيبه لم يتعد منصب المستشار للمرشد ومجمع تشخيص مصلحة النظام ووعود فارغة أخرى.
لقد أغلقوا ملف علي شمخاني بعد انتهاء المصالحة مع الرياض، وانظروا إلى المرشحين للانتخابات الرئاسية، فلا يتمتع أي منهم بالمكانة الداخلية والدولية، ويظن الإصلاحيون أن مشاركة مسعود بزشكيان في الانتخابات تعد إعادة نظر من جانب المرشد في مكانتهم، وتشير إلى أن المرشد لا يمانع وجود إصلاحي هادئ يدعي أنه لا ينوي أن يختار طريقاً غير طريق إبراهيم رئيسي، وتقديم الخدمة لمرشد النظام ويكون منفذاً لأوامره.
ومن بين المرشحين الذين لم يزكهم النظام لخوض الانتخابات ورفض ترشيحاتهم، لم يكن أي من عباس آخوندي ولا عبدالناصر همتي ولا إسحاق جهانغيري ينتظرون تأييد ترشيحاتهم، أما وحيد حقاني فكان قد تقدم للتشريح بناء على أوامر النظام من أجل رفض ترشيحه، ليتظاهر النظام بأنه رفض ترشيح حقاني وقبل ترشيح الإصلاحي مسعود بزشكيان، أما أحمدي نجاد فكان يبحث عن الأضواء، لكن علي لاريجاني الذي كان مؤملاً جداً أزيح من الساحة بشكل مر وثقيل، وأرغم على اللجوء إلى العزلة، فهو يتألم في عزلته ويشتم المتسببين، وكان قد رسم خريطة الانتقال من مركز التسجيل في وزارة الداخلية إلى مبنى الرئاسة.
ومن بين ما تبقى من مرشحين في حلبة الانتخابات جاء محمد باقر قالياف مسرعاً من مجلس الشورى، وتناديه حاشيته التي تتمتع بإمكانات بواسطته من الآن، بـ “السيد الرئيس”، لكن هل يقبل خامنئي رئيساً من بين العسكر؟ وماذا يعني وجود أفسد الفاسدين، علي رضا زاكاني، ضمن المرشحين؟ وهل ينوي خامنئي تكرار التمهيد لرئاسة شخص مثل محمود أحمدي نجاد؟
هل يتصور سعيد جليلي وقاضي زاده حقاً أنهما ينافسان محمد باقر قاليباف؟ وهل وجود مصطفى بور محمدي، صاحب الوجه والسلوك القبيحين وقاتل آلاف من أبناء وطننا ضمن المرشحين تحد من المرشد للشعب؟
مع الإعلان الرسمي لأسماء المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور لانتخابات الرئاسة في إيران بدأ المرشحون الحملة الانتخابية، ومجلس صيانة الدستور قبِل ترشيح كل من وزير الداخلية الأسبق مصطفى بور محمدي وعمدة طهران علي رضا زاكاني وأمين مجلس الأمن القومي الأسبق سعيد جليلي ووزير الصحة الأسبق مسعود بزشكيان والنائب في البرلمان أمير حسين قاضي زاده هاشمي، وقد رافق اعلان أسماء هؤلاء ورفض ترشيح آخرين ردود فعل واسعة في البلاد، وأعلنت الأحزاب والمجموعات التي تدعي الإصلاح دعمها لمسعود بزشكيان وقدمته على أنه “المرشح المناسب والوجه الأكاديمي والوزير المقتدر والمدير البارز”، معتبرة أنه يتمتع بصفاء روحي وجسمي وبإمكانه رفع مشعل الإصلاحات.
إنه جاء يردد كلمات من “نهج البلاغة” و”الجوشن الكبير” والتعبير عن تلبيته لأوامر مرشد النظام علي خامنئي من أجل أداء أدوار تبعث على الأمل، وكانت صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري قد أشارت في مقالة نشرت في الـ10 من يونيو (حزيران) الجاري إلى تأييد ترشيح المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، وكتبت “إذا ما هزم الإصلاحيون في الانتخابات فعليهم عدم توجيه اتهامات التزوير والفساد ضد الحكومة، وعليهم اعتبار النصر الآتي بأنه ينبع من اهتمام الناس بمرشحهم”.
أعتقد أن النسبة الكبيرة من الدعاية لمسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف وترهيب الناس من بعض المرشحين المتشددين مثل علي رضا زاكاني الذي يصف نفسه بـ “المنصهر في الولاية”، هدفها إرغام الناخبين على المشاركة في الانتخابات، لكن شعبنا العظيم قد أثبت أداء مذهلاً خلال الفترات السابقة، وإذا ما احتفل الشعب بهزيمة النظام في الانتخابات فسيكون ذلك مدعاة فخر واعتزاز.
* نقلاً عن “اندبندنت فارسية”
- إندبندنت