واشنطن من هشام ملحم:
… وفي اليوم الثامن قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية انتقلت المواجهة بين المرشحين الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين الى الولايات التي تسمى بحق "ساحات المعارك" مثل ولايتي اوهايو وبنسلفانيا المحوريتين اللتين مع حفنة من الولايات الاخرى ستحسم السباق الى البيت الابيض.
وقدم اوباما في خطاب رئيسي القاه في مدينة كانتون باوهايو ما وصفته حملته بـ "المرافعة النهائية"، اذ حين عاد الى المفاهيم والمبادىء السياسية الاولية التي اطلقها في بداية مسيرته الطويلة والصعبة الى البيت الابيض، قائلا "بعد اسبوع واحد نستطيع ان نختار الامل عوض الخوف، الوحدة عوض التجزئة، وعد التغيير عوض قوة الوضع القائم. نستطيع ان نتعاون أمة واحدة وشعبا واحد، وان نختار مرة اخرى تاريخنا الافضل. هذا ما هو على المحك".
بينما عاد ماكين، ربما بتردد، الى الهاجس الاقتصادي للاميركيين، وتحديدا لسكان أوهايو الذين خسروا خلال ولايتي الرئيس جورج بوش 250 الف وظيفة ليؤكد لهم انه سيوجد "ملايين الوظائف من خلال الاعفاءات الضريبية التي ستشجع النمو الاقتصادي" .
ولا تزال استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وعلى مستوى الولايات المتأرجحة، تظهر ان اوباما متقدم ماكين، بنسب تراوح بين خمس و13 نقطة، وان تكن نسبة تقدمه في بعض الولايات المحورية تقلصت بعض الشيئ، كما هو متوقع مع اقتراب موعد الانتخابات.
ويأمل اوباما في ان يقلب الموازين الانتخابية في اوهايو التي لم يستطع أي مرشح ديموقراطي الوصول الى البيت الابيض من دون الفوز فيها منذ نحو نصف قرن. وخلال معركة الانتخابات الحزبية التمهيدية، وجد في مواجهته مع منافسته الرئيسية انذاك هيلاري كلينتون صعوبة ملحوظة في الوصول الى الطبقة العاملة التي التفت حول كلينتون.
ومع ان خطابه امس ركز على رؤيته الشمولية للتغيير في اميركا، الا انه شدد ايضا على ان لديه برامج اقتصادية وضريبية ستعيد الازدهار الى هذه الولاية التي تجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع انكماشها الاقتصادي. وقال ان منافسه ماكين "قلق لانه سيخسر الانتخابات، اما انا فانني قلق على الاميركيين الذين يخسرون منازلهم ووظائفهم ومدخراتهم". ويبلغ عدد اصوات المجمع الانتخابي في اوهايو 20 صوتا.
واتهم اوباما منافسه الجمهوري بتشويه سجله في محاولة يائسة لانقاذ حملته، واضاف: " اذا لم يكن لديك سجل كي تترشح على اساسه، عندها تدعي ان لمنافسك سجلا يجب ان يهرب الناس منه، وعندها تقود حملة انتخابية كبيرة تتعلق بمسائل صغيرة". وبعد ان توقف قليلا، قال بصوت قوي: " أوهايو، نحن هنا لنقول : ليس هذه المرة، ليس هذه السنة".
ماكين
وفي المقابل واصل ماكين، في خطاب القاه في كليفلاند، في الولاية عينها، محاولاته لتخويف الناخبين من مخاطر سيطرة الديموقراطيين على البيت الابيض ومجلسي الكونغرس، وجدد وصف الخطط الاقتصادية والضريبية لأوباما بانها نوع من الاشتراكية المصممة "لاخذ اموالكم واعطائها لناس آخرين " وسخر من قول اوباما ان خطته منصفة قائلا "ليس هناك أي شيء منصف عندما نوصل اقتصادنا الى الحضيض لاننا جميعنا سنعاني من ذلك".
وكان ماكين قبل خطابه قد التقى عددا من مستشاريه الاقتصاديين وبينهم منافسه الجمهوري السابق ميت رومني، قبل خطابه الذي واصل فيه ايضا محاولاته للخروج من تحت ظل الرئيس جورج بوش وسياساته الاقتصادية. وقال: " ساحمي مدخراتكم وحسابات تقاعدكم وسأرفع قيمة الاسهم "في البورصة".
واضاف في اشارة لافتة الى انه وأوباما "نختلف مع السياسات الاقتصادية للرئيس بوش. وتوجهي هو السيطرة على الانفاق. والفارق بيننا (اي اوباما) هو انه يعتقد ان الضرائب كانت متدنية جدا، بينما اعتقد انا ان الانفاق كان عاليا جدا".
وستنتقل المعركة بعد اوهايو التي صوتت في 2004 للرئيس بوش الى بنسلفانيا، التي تظهر استطلاعات الرأي فيها ان اوباما متقدم ماكين بنسب تصل الى عشرة في المئة، وان تكن الاستطلاعات الخاصة التي تجريها حملة ماكين تبين وفقا للحملة نسبا أقل، الامر الذي شجع ماكين على استثمار الكثير من موارده وأمواله ووقته في هذه الولاية الغنية باصوات المجمع الانتخابي (21 صوتا) والتي صوتت في 2004 للمرشح الديموقراطي جون كيري.
وأمس عادت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بايلين الى ولاية فيرجينيا التي جاء في استطلاع للرأي أجرته صحيفة "الواشنطن بوست" ان اوباما متقدم ماكين فيها بثماني نقاط. ويبلغ عدد أصوات هذه الولاية، في المجمع الانتخابي 13 صوتا وهي لم تصوت لمرشح ديموقراطي منذ 1964. وخلال وجودها في بلدة ليزبيرغ التي كانت منطقة محورية في الحرب الاهلية، التقت بايلين بالسفير الاسرائيلي في واشنطن سالاي ميريدور.
ووزع عدد من اللبنانيين – الاميركيين الذين يؤيدون اوباما رسالة للجالية اللبنانية والعربية شرحوا فيها أسباب دعمهم لاوباما ونائبه جوزف بايدن الملتزمين "القضايا التي تهم جاليتنا كثيرا مثل: الحقوق المدنية، والتحقق من خلفيات المسافرين، وايجاد سلام عادل للنزاع العربي – الاسرائيلي، وانسحاب حكيم من العراق، وتوفير دعم قوي للبنان آمن وسيد، واصلاح قوانين الهجرة وتعزيز الحقوق المدنية والانسانية في العالم العربي". وكان بينهم النائب الديموقراطي نك رحال، وفيكتوريا ريجي (زوجة السناتور ادوارد كينيدي)، وبيتر طنوس (مسجل كجمهوري) وهو خبير ومستشار مالي معروف، جمع تبرعات مالية كبيرة لاوباما، وغيرهم.
إحباط خطة لاغتيال أوباما
في غضون ذلك (رويترز) كشف مسؤ ول من مكتب الكحول والتبغ والاسلحة والمتفجرات ان قوات انفاذ القانون اعتقلت رجلين في تنيسي خططا لسرقة تاجر لبيع السلاح من أجل اطلاق النار على أوباما "وأكبر عدد ممكن من غير المنتمين الى العرق الابيض".
وقال ان الشرطة عثرت على الرجلين في جاكسون وهي منطقة في تنيسي ومعهما عدد من الاسلحة في سيارتهما. واضاف: “أرادا أن يذهبا الى مكان يمكنهما منه اطلاق النار على أكبر عدد ممكن من غير البيض"، مشيرا الى ان الرجلين كانا يخططان أول الامر لسرقة تاجر سلاح، "كما كانت لديهما خطة لاغتيال السناتور أوباما".