دمشق – «القدس العربي»: شنت قوات النظام السوري هجوماً هو الأوسع من نوعه منذ بداية العام الحالي، بالطائرات المسيّرة الانتحارية على البيئات المدنيّة في ريف إدلب الشرقي. وقالت مصادر محلية، إن قوات النظام استهدفت بـ 13 طائرة مسيّرة انتحارية سيارات لمدنيين بينها سيارة لنقل الخبز، وآلة حفر آبار، ومنازل وأراضٍ زراعية في بلدة النيرب وأطرافها وأطراف مدينة سرمين، صباح أمس الأحد.
ووفقاً للدفاع المدني السوري، فإن الهجمات أوقعت خسائر مادية كبيرة، دون وقوع إصابات بين المدنيين.
نائب مدير الدفاع المدني السوري، منير مصطفى، قال في تصريح لـ “القدس العربي” إن 13 طائرة انتحارية مسيرة انطلقت، الأحد، من مواقع قوات النظام، واستهدفت سيارات ومناطق مدنيّة في كل من بلدة النيرب وأطرافها، وأطراف مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، في هجوم هو الأوسع بالطائرات المسيّرة على البيئات المدنية شمال غربي سوريا منذ بداية العام الحالي 2024.
وكان من بين الاستهدافات 7 لسيارات مدنّية بينها سيارة لنقل الخبز على طريق سرمين – النيرب، وآلة لحفر الآبار (حفّارة)، والبقية على مبانٍ سكنية وأراضٍ زراعية، حيث تفقدت فرق الإسعاف والإنقاذ الأماكن المستهدفة وتأكدت من عدم وقوع إصابات بين المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام استهدفت بـ 12 طائرة مسيّرة “انتحارية” عدداً من السيارات، من بينها سيارة خاصة بتوزيع الخبز بالإضافة إلى آلية حفريات ثقيلة في محيط بلدتي النيرب وسرمين في ريف إدلب الشرقي ضمن منطقة “خفض التصعيد” حيث اقتصرت الأضرار على الماديات دون ورود معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية، وتزامن القصف مع تحليق لطائرة استطلاع في أجواء ريفي حماة وإدلب. واستهدفت قوات النظام، أمس، بطائرة مسيّرة “انتحارية” محيط قرية شنان جنوبي إدلب، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية وحجم الأضرار المادية، بالتزامن مع تحليق طيران الاستطلاع في أجواء المنطقة. كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة محيط قرية مجدليا جنوبي إدلب.
عمار فتوح، متطوع لدى الدفاع المدني السوري، وصف المشهد قائلا: “محزن كتير أن تتحول حياة الناس إلى رعب في بكل لحظة عايشينها، اليوم من الصبح هذا الرجل كان عم يقصد رزقه وعم ينقل خبز واستهدفته طائرة انتحارية على طريق سرمين – النيرب، هذا الاستهداف يؤكد أن لقمة العيش صارت قاسية كتير وصعب الحصول عليها، وحرب النظام وروسيا على المدنيين هدفها قتل كل أشكال الحياة ومقوماتها للسوريين، الحمدلله الله نجّا سائق السيارة من الموت بإصابات طفيفة لكن فقد مصدر رزقه ولقمة عيشه”.
بموازاة ذلك، رفضت السلطات الأمنية، السبت، تلقي بلاغ بفقدان سائح صيني في جنوب سوريا عبر صديقه الصيني المقيم في دمشق، وطلبت أن يتم تقديم البلاغ عبر أحد أفراد عائلته أو من خلال السفارة الصينية بشكل مباشر.
ونقلت شبكة “السويداء 24” عن مصدر متابع لقضية السائح الصيني المفقود منذ يوم الاثنين الماضي في جنوب سوريا، قوله: “إن رجلا صينيا آخر وهو الذي استقبل المفقود هان مينجي في دمشق، توجه إلى إدارة الأمن الجنائي يوم السبت لتقديم بلاغ بفقدانه بناءً على طلب السفارة الصينية”.
ولفت المصدر إلى أن السلطات السورية كانت متعاونة في استقباله، لكنها أخبرته بأن البلاغ يجب تقديمه عن طريق أحد أفراد عائلة المفقود بشكل مباشر، أو عبر السفارة الصينية في دمشق.
وبعد انتشار نبأ فقدان السائح الصيني هان مينجي، ظهرت معلومات جديدة تؤكد أن المفقود شوهد في السويداء، ومكث في أحد فنادقها، قبل انقطاع الاتصال معه. وتفيد المعلومات أن السائح أمضى ليلة واحدة في الفندق السياحي وسط مدينة السويداء، وغادر منه يوم الاثنين الساعة الثانية عشرة ظهراً، وهذا ما أكدته إدارة الفندق عند تواصل المصادر المتابعة لقضية السائح المفقود معها.
وقال السائح إنه سيتوجه إلى محافظة درعا قبل مغادرته من الفندق، رغم تحذير أحد الموظفين له من خطورة الوضع الأمني هناك، خصوصاً أنه كان بمفرده، دون مجموعة سياحية.
وأكد أكثر من مواطن بعدما انتشر خبر فقدانه يوم الأمس، مشاهدتهم له يتجوّل ظهيرة يوم الاثنين بالقرب من سينما سرايا وسط المدينة، وكان يلتقط صوراً بجواله، وقد حاول بعض المواطنين التقاط صورٍ تذكارية معه.
مصير مجهول
وحتى الآن، لم تظهر أي معلومات جديدة تتعلق بمصير السائح الصيني المفقود، وما إذا كان قد تعرض للخطف أو لأي مكروه آخر. إذ لا يزال الاتصال به مقطوعاً منذ يوم الاثنين الماضي، وفق المصدر.
وأفاد الرجل الصيني الذي استقبل السائح في فندق بالعاصمة دمشق بأنه أبلغ عائلة السائح في الصين بأن ابنها مفقود في جنوب سوريا.
ونشرت صفحة “السويداء 24” صورة السائح الأخيرة، مؤكدة عثورها على “الرسالة الأخيرة التي أرسلها إلى صديقه في دمشق، حيث أكد فيها وصوله إلى السويداء وارتياحه للأجواء هناك”.
وفي رسائله الأخيرة، أشار السائح أيضاً إلى اسم “فيلبوبوليس”، وهو الاسم الذي كان يُطلق على مدينة شهبا الأثرية شمال محافظة السويداء، نسبة إلى “فيليب العربي” الذي أسس المدينة في منتصف القرن الثالث الميلادي.
ورغم الجدل الواسع الذي أثاره نبأ فقدان الشاب الصيني في السويداء، فإن قضيته تحمل طابعاً إنسانياً، وعائلته وأصدقاؤه يشعرون بقلق كبير على حياته في ظل المصير المجهول الذي يواجهه.
- القدس العربي