اتهم مهدي كروبي، أحد زعماء المعارضة الايرانية، السلطات بـ"قمع الشعوب باسم الدين"، متعهداً مواجهة التحديات، ومعلناً أنه "أعد نفسه وأبناءه لأي كارثة" قد تحل بهم.
وفي رسالة مفتوحة أوردها موقع حزبه "سهام نيوز" على شبكة الانترنت، كرر كروبي الاتهامات بالتزوير خلال الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران. وكتب: "يشهد الله كيف حولوا (الزعماء الايرانيون) خلافاً سياسياً حرباً دينية ليتمكنوا باسم الدين من قمع الناس الذين يطالبون بحقوق سياسية". وأضاف: "لم نكن نعرف أن المطالبة بأصواتنا والاحتجاج على السرقة السياسية يعادلان ان نصير أعداء الله ومفسدين في الأرض في اعين هؤلاء"، وهما صفتان تطلقهما السلطات على متظاهري المعارضة. ورأى أن على السلطات أن "تعترف، وتتوب وتطلب من الناس المغفرة" وذلك لكي تخرج ايران من أزمتها السياسية الحالية، و"على من حرموا الناس حق الاختيار وسمحوا بتغيير أصوات الناس وقمعوا احتجاجاتهم بالرصاص، ان يتوبوا".
ثم قال: "يعتقد البعض أنهم يمكنهم تعطيل مسيرة الإصلاح باقفال الصحف والزج بالإصلاحيين في السجون. لكنني سأظل ثابتاً على الطريق الذي اخترته. أعلن أن مثل هذه التهديدات لن تخيفني ولن تضعفني. لم أتراجع في وجه المضايقات والتهديدات المتزايدة، بل صرت أكثر تصميماً، وأعددت نفسي وأبنائي لأي كارثة". وشدد على ان الثورة الاسلامية "ضلّت سبيلها"، مكرراً مناشدة السلطات انهاء العنف والسماح بحرية الصحافة وإطلاق المعتقلين السياسيين من اجل إنهاء الازمة.
ورفض كروبي الاتهامات الرسمية للمعارضين بأنهم لم يحترموا ذكرى عاشوراء في 27 كانون الأول، مشيراً إلى أن المتشددين شعروا بـ"الوحدة والعزلة"، واتهمهم بإعداد "سيناريو آخر خطط له سلفاً"، من غير أن يخوض في التفاصيل. وأكد أنه وأنصاره لا يزالون يؤمنون بنظام الحكم الإسلامي، في رد واضح على المحافظين الذين يتهمون المعارضة بالسعي الى اطاحة القيادة الدينية للبلاد.
وتعرض كروبي وزعيم المعارضة الرئيسي مير حسين موسوي لضغوط متزايدة من المحافظين الذين أعلنوهما "عَدوّين لله" يستحقان القتل. وقد نجا الأسبوع الماضي من هجوم عندما اطلقت عيارات نارية على سيارته في مدينة قزوين.
وحذر الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي، وهو أيضاً من زعماء المعارضة، طرفي الخلاف من "التطرف". ونقلت عنه وكالة الأنباء الطالبية "ايسنا": "نحن في وضع سيؤدي الآن الى حلقة خطيرة من العنف اذا لم يتم ايجاد حل".
وأمر المدعي العام غلام حسين محسني إيجائي المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت أبادي بعدم إظهار "أي رحمة" مع المسؤولين عن الاضطرابات الأخيرة.
ردود على بترايوس
على صعيد آخر، وجه الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست انتقادات إلى قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس الذي كان تحدث عن إمكان توجيه ضربة عسكرية الى المنشآت النووية الإيرانية، معتبراً تصريحاته "غير مدروسة وغير مسؤولة وطائشة، ومن الأجدى ان تندرج اي تصريحات في هذا الشأن في اطار بناء". وجدّد استعداد إيران "لإجراء تبادل على دفعات" للأورانيوم المنخفض التخصيب في مقابل الحصول على وقود نووي لمفاعل طهران للأبحاث الطبية.
ووصف مقرر لجنة السياسة الخارجية والامن القومي في مجلس الشورى كاظم جلالي تصريحات بترايوس بأنها "متطرفة"، وتشير إلى ان "الرئيس الاميركي باراك أوباما لا يستطيع تطبيق الشعارات التي رفعها عن التغيير قبل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة"، فهو "لا يزال يسير على نهج سلفه الرئيس السابق جورج بوش"، و"من الطبيعي ان تحمي إيران منشآتها النووية في ظل هذه التهديدات".
كذلك ندد مجلس الشورى الايراني بتصريحات ادلى بها رجل الدين السعودي محمد العريفي مطلع كانون الثاني الجاري واتهم فيها الشيعة "بالتآمر" على السعودية من خلال دعم الحوثيين في اليمن، قائلاً انها "مهينة". وجاء في بيان للمجلس انه "مرة اخرى رفع الاميركيون صوتهم من طريق رجل دين وهابي في السعودية استغل ويا للاسف صلاة الجمعة ليتكلم ضد مصالح المسلمين في وقت تحتاج فيه الامة الى الوحدة والتضامن".
وفي إطار الضغط الدولي على طهران، نسبت صحيفة "الوول ستريت جورنال" إلى مسؤولين أميركيين اشارتهم الى ان البيت الأبيض يعكف على وضع مسودة عقوبات مالية جديدة تستهدف كيانات وأفراداً ايرانيين متورطين مباشرة في عمليات قمع المعارضين الإيرانيين، وتكون منفصلة عن لائحة الأشخاص الذين هم على صلة بالبرنامج النووي الإيراني. وقالت إن وزارة الخزانة تركز على فرق الحرس الثوري "الباسدران" الذي يعدّ القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في البلاد، فهو يملك شركة اتصالات إيران، الأكبر في البلاد، وشركة الألومينيوم الإيرانية.
ريس
وأعلن وكيل الباحثة الفرنسية كلوتيلد ريس، محمد علي مهدوي ثابت، ان الجلسة المقبلة لمحاكمة موكلته التي اوقفت في الاول من تموز 2009 لمشاركتها في تظاهرات ضد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، ستجرى في 16 كانون الثاني، آملاً في إثبات براءتها، إذ ان "السبت ستكون آخر جلسة في محاكمة موكلتي وسأمثلها".
(و ص ف، رويترز،أب، ي ب أ، أ ش أ)