صنعاء – من أبو بكر عبدالله:
هيمنت قضايا الحرب على الإرهاب والتفاعلات السياسية والأمنية الداخلية والترتيبات الجارية لمؤتمر لندن في شأن اليمن ومصير الرهائن الألمانية، على المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله أمس مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ووزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي والتي تناولت كذلك التعاون في المجالين الاقتصادي والأمني ومصير الأسرة الألمانية وصديقها البريطاني المخطوفين منذ حزيران الماضي في محافظة صعدة.
ولم يعرف ما إذا كان المسؤول الألماني حمل إلى صنعاء أفكاراً تتعلق بالسماح بوجود قوات دولية في اليمن، غير أن صنعاء أكدت في بيان بعيد الزيارة التي استمرت ساعات عدم قبولها بوجود"قوات أجنبية" لتنفيذ عمليات ضد خلايا تنظيم "القاعدة" في اليمن، إلى تأكيدها ان "التعاون القائم مع المجتمع الدولي يتركز على مجالات التدريب وتبادل المعلومات"، في ما اعتبره ديبلوماسيون إشارة إلى عدم تطابق وجهتي نظر البلدين حيال هذا الملف.
ولم يتحدث فسترفيلله في المؤتمر الصحافي الذي عقده في صنعاء عن مسألة وجود قوات دولية في اليمن في إطار الحرب على الإرهاب، وشدد على الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن قائلاً: "ننصح بالحلول السياسية والخيار العسكري حلاً وحيداً لن يكون ناجعاً، ونحن مقتنعون بأن الحل السياسي هو الخيار الوحيد الذي يجب إتباعه لتجنب تحوّل اليمن مرتعاً للإرهابيين ".
وأضاف: "نحاول ممارسة سياسة جديدة في ما يخص التنمية الاقتصادية والفرص الاجتماعية العادلة وسنستمر في دعم اليمن وسنحض أصدقاءنا الأوروبيين على دعم هذا البلد ".
وأعلن ان الرئيس علي صالح أبلغه أن أجهزة الأمن عرفت مكان الأسرة الألمانية المخطوفة" (ابو بين وثلاثة أولاد) وصديقها البريطاني، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية والسفارة الألمانية تبذلان ما في وسعهما من أجل تحرير الرهائن ووضع حد "لهذه الحال التي لا تحتمل".
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن الوزير الألماني أكد خلال لقائه الرئيس اليمني دعم برلين مبادرة الرئيس للحوار بين أطراف المعادلة السياسية ومساندة بلاده لفكرة "إنشاء صندوق أصدقاء اليمن لدعمه في المجالين الاقتصادي والأمني"، إلى تأكيده ان حكومته ستبذل جهوداً مع دول الإتحاد الأوروبي من أجل إنجاح مؤتمر لندن .
وقالت إن على صالح أكد "أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا في إطار الاتحاد الأوروبي من أجل إنجاح مؤتمر لندن والخروج بتوصيات ايجابية لدعم اليمن تنموياً وأمنياً وفي مجال مكافحة الإرهاب ".
حرب صعدة
في غضون ذلك، استمرت أمس المواجهات بين قوات الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين في عدد كبير من أحياء مدينة صعدة القديمة، غداة إعلان صنعاء أن عملية "ضربة الرأس" التي شنها الجيش على المسلحين المتحصنين في المنازل نجحت في تطهير الكثير من أحياء البلدة القديمة.
لكن سكاناً محليين افادوا أن المواجهات تواصلت بصورة عنيفة بعدما اقتحم الجيش أحياء باب نجران، التوت، المنصور، الجربة، شيبان، عليان، الدرب من اتجاهات عدة، مشيرين إلى أنه قصف بالمدفعية الثقيلة منازل يتحصن فيها المسلحون مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون، قبل أن تنسحب وحدات الجيش من تلك المواقع .
وأتهم مسؤول محلي المسلحين بشن هجمات على دوريات الجيش واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، مشيراً إلى أن الجيش وجه نداء إلى المسلحين للاستسلام، لكنهم رفضوا ذلك.
وقالت وزارة الدفاع إن الجيش سيطر على أحياء عدة في البلدة القديمة في إطار المرحلة الأخيرة من "عملية تطهيرها من الخلايا النائمة"، وأكدت أن "العديد من المسلحين قتلوا".
واضافت إن الجيش شن هجمات على أوكار المتمردين في العديد من المناطق بمحافظتي صعدة وعمران، ودمر أوكاراً وتحصينات للمسلحين، وقتل العديد منهم، إلى تدمير العديد من السيارات التي كانت تحمل أسلحة ومؤناً للمتمردين، إلى صده هجمات شنها المسلحون على مواقع عسكرية عدة في مديرية الملاحيظ الحدودية وكبدهم خسائر فادحة.
لكن الحوثيين اتهموا صنعاء "بتدمير المدينة القديمة والانتقام من ابنائها جماعياً بزعم ضرب خلايا نائمة"، ووصفوا ما يقوم به الجيش هناك بأنه "عمل إجرامي كبير".
وأصدرت محكمة البدايات الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب أمس إحكاماً بالسجن مدداً راوحت بين 10 و15 سنة على 10 من مقاتلي الحوثي دانتهم المحكمة بتشكيل عصابة مسلحة في الضاحية الشرقية للعاصمة "وسلوك سبيل العنف وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وقتال قوات الجيش بمختلف أنواع الأسلحة مما ترتب عليه مقتل وإصابة عدد كبير من أفراد الجيش والمواطنيو إتلاف الممتلكات العامة والخاصة ونهب وسائل النقل العسكرية".