لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده إدوارد وونغ ومايكل كرولي وباتريك كينغزلي، قالوا فيه إن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وصل إلى تل أبيب يوم السبت في بداية جولة بالشرق الأوسط، وفي وقت يدفع الرئيس دونالد ترامب بخطته لطرد الفلسطينيين من غزة.
ويقول خبراء القانون الدولي، إن خطة ترامب للسيطرة على غزة بدون سكانها الفلسطينيين، هي جريمة حرب وتطهير عرقي. وقال الكتاب إن روبيو سيلتقي اليوم الأحد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط الفوضى في الشرق الأوسط بسبب مقترح ترامب السيطرة على غزة المدمرة.
وتعتبر زيارة روبيو للمنطقة هي الأولى بصفته وزيرا للخارجية، وتأتي في وقت تتفاوض فيه حماس وإسرائيل لتحويل اتفاق وقف إطلاق النار إلى اتفاق دائم ينهي الحرب. إلا أن مقترح ترامب غير القابل للتطبيق، الذي تحدث فيه عن تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” وامتلاك أمريكا لها، ستطغى على رحلة روبيو، والذي من المؤكد أنه سيتعرض لضغوط لتقديم موقف أوضح خلال جولته في إسرائيل والسعودية والإمارات.
لكن ليس من الواضح فيما إن كان وزير الخارجية الأمريكي سيقدم تفاصيل، ليس لأن خطة ترامب غامضة ومثيرة للجدل، بل فيما إن كان روبيو يتعامل مع كلام الرئيس حرفيا.
وقال روبيو، وهو عضو جمهوري سابق في مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا ولديه نظرة عالمية وموقف تقليدي أكثر من الرئيس أن المقترح هو تكتيك تفاوضي يهدف لدفع الدول العربية تحمل المزيد من المسؤولية عن الفلسطينيين. وقد فاجأ ترامب العالم في 4 شباط/ فبراير بالفكرة وذلك أثناء مؤتمر صحافي مع نتنياهو في واشنطن، وصوّرها بأنها نهج “ثوري وخلاق” يجب التعامل معها بجدية.
ولم يوافق نتنياهو على الخطة نظرا لأن بعض الإسرائيليين يرى أنها غير عملية. ومنذ ذلك اللقاء، ضاعف ترامب من الحديث والتأكيد على فكرته، حيث أخبر الصحافيين في المكتب البيضاوي في مناسبتين أخريين، وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” أنه ينوي المضي قدما في الخطة.
وبعد إدانتها من المسؤولين العرب في المنطقة على الفور، اقترح روبيو على الصحافيين أن الرئيس كان يحاول ببساطة “خلق رد فعل” و”تحريك” الدول الأخرى لتقديم المزيد من المساعدة لغزة بعد الحرب. ويوم الجمعة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن على الفلسطينيين البقاء في أرضهم.
ويقول خبراء القانون الدولي إن الطرد القسري للفلسطينيين سيكون بمثابة تطهير عرقي وجريمة حرب. وقد قتل أكثر من 47،000 فلسطيني نتيجة الانتقام العسكري الإسرائيلي في غزة ردا على هجوم قادته حماس في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1200 شخص.
ويقضي مقترح ترامب بقبول الأردن ومصر للفلسطينيين في بلديهما. وقد روج اليمين الإسرائيلي لهذه الفكرة منذ فترة طويلة، لكن القادة العرب والفلسطينيين رفضوها رفضا قاطعا، فضلا عن الرؤساء الأمريكيين السابقين من كلا الحزبين.
ورفض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني علنا اقتراح ترامب بعد اجتماع عقد يوم الأربعاء الماضي في البيت الأبيض وحضره روبيو أيضا. وفي مقابلة إذاعية يوم الخميس، تحدث وزير الخارجية الأمريكي مرة أخرى عن فكرة ترامب، وقال إنها ليست هدفا متماسكا أو ملموسا بقدر ما هي قنبلة دبلوماسية ذات رائحة كريهة استهدف فيها الدول العربية.
وقال: “كل هذه الدول تقول إنها تهتم بالفلسطينيين ولكن لا تريد أي واحدة منها أخذ الفلسطينيين. ولا أي منها لديها تاريخ في عمل أي شيء لغزة بهذا الاتجاه” و”عليه، يقول الرئيس، حسنا، هذا ما سنقوم بعمله، سنسسيطر على غزة وسننقل الناس من مكان إلى آخر.. وهي الخطة الوحيدة الموجودة الآن”، مضيفا: “الآن، لو كان لدى أي طرف خطة أفضل، ونأمل أن يكون له، ولو كان لدى الدول العربية خطة أفضل، فهذا أمر عظيم”. واقترح روبيو أن أي خطة عربية يجب أن تحتوي على كيفية معالجة المهمة الضخمة لإعادة إعمار غزة ونشر قوات متعددة الجنسيات لمحاربة ما تبقى من حماس.
وعلق: “أقول لكم إن أي خطة تترك حماس هناك ستكون مشكلة، لأن إسرائيل لن تتسامح مع هذا”. وتجنب روبيو، الحديث عن الجهود التي قادتها إدارة الرئيس جو بايدن، وبقيادة وزير الخارجية السابق، أنطوني بلينكن للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار والذي دفع به فريق ترامب الانتقالي في الشهر الماضي.
ولكن خطة بايدن ليست قابلة للتنفيذ بدون وقف دائم للنار، وتمديد للاتفاق الذي من المتوقع أن ينتهي في نهاية آذار/ مارس. ووصل روبيو إلى إسرائيل، بعد استكمال عملية التبادل السادسة، حيث أطلقت حماس ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين مقابل 369 أسيرا فلسطينيا.
وسيواصل روبيو رحلته من إسرائيل إلى السعودية، حيث يخطط هو وعدد من المسؤولين الأمريكيين لمقابلة مسؤولين روس ومناقشة خطط إنهاء الحرب في أوكرانيا. ولم تلفت رحلة روبيو أي اهتمام في إسرائيل، مقارنة مع زيارة المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
ورحب المسؤولون في إسرائيل بتصريحات ترامب الداعمة لأي قرار تتخذه حكومة نتنياهو بشأن الحرب ضد غزة. ولكن من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو يرى أن خطة ترامب لطرد سكان غزة تشكل استراتيجية قابلة للتطبيق في مرحلة ما بعد الحرب، حتى وإن كانت الفكرة قد حظيت بإشادة حلفاء نتنياهو من أقصى اليمين.
وقد تجنب نتنياهو نفسه التعليق المباشر على فرضية مشروع بناء تقوده الولايات المتحدة في غزة. وبدلا من ذلك، يبدو أن القيادة الإسرائيلية تركز بشكل أكبر على هدف قصير الأجل: تأمين الدعم الأمريكي لاستئناف الحرب إذا انهار وقف إطلاق النار. وقد قال نتنياهو أكثر من مرة، إن الحرب لا يمكن أن تنتهي قبل هزيمة حماس، ولكن سيكون من الصعب تجديد القتال دون مباركة ترامب.
- القدس العربي