دمشق – «القدس العربي»: اتهمت دمشق، أمس الأحد، فصائل محلية في السويداء بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في يوليو/ تموز الماضي، عبر تنفيذ هجمات على نقاط عسكرية، جرت استعادتها لاحقا، وسط سقوط عدد من القتلى من وزارة الداخلية.
ووفق ما أكد قائد القوى التنفيذية على الحدود الإدارية لمحافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، بلال أبو نبوت، لـ»القدس العربي» فإن قواته تعرضت منذ فجر الأحد، لهجوم بالأسلحة الثقيلة من قبل مجموعات مسلحة تابعة للهجري، على محور كناكر – تل الحديد – الثعلة في ريف السويداء، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من وزارة الداخلية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.
وأوضح أن الهجوم وقع في منطقة تلة كناكر الواقعة على الحدود الإدارية بين مناطق انتشار مجموعات العشائر ومجموعات الهجري، مشيرا إلى أن «مواقع انتشار القوات الأمنية هي مواقع معلومة لدى الأمم المتحدة، وقد تم إرسال إحداثياتها مسبقا لقوات الأمم المتحدة كجزء من مهمة فض الاشتباك، وفق الاتفاق المتعلق بمحافظة السويداء».
وأضاف: «قوات الأمن الداخلي لم ترد على مصادر النيران، كوننا قوة شرطية ذات تسليح خفيف، ولا نمتلك إمكانيات أو أسلحة ثقيلة. مهمتنا غير قتالية وهدفنا الأساسي هو التهدئة وفض النزاعات بين المجموعات المسلحة من العشائر والمجموعات التابعة للهجري».
وأكد أن نشر القوات الأمنية جاء بناءً على اتفاق تهدئة لوقف التصعيد ومنع الصدام المسلح في المنطقة. وأشار إلى أن القيادة الأمنية أوعزت للعناصر بالبقاء في مواقعهم، واتخاذ إجراءات الاحتماء من مصادر النيران.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية «ٍسانا» فقد أقدمت المجموعات الخارجة عن القانون على شن هجمات في عدة قرى في ريف المحافظة الغربي «في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء» جنوب سوريا.
وأفادت أن «المجموعات الخارجة عن القانون التابعة لحكمت الهجري شنت هجوماً على قرية تل حديد مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الهاون، ما أدى إلى استشهاد عنصر من الأمن الداخلي وإصابة آخرين، ورغم السعي الحكومي لإعادة الاستقرار والهدوء لمحافظة السويداء، تواصل المجموعات الخارجة عن القانون التابعة للهجري محاولة تعطيل أي تهدئة أو حلول وطنية في سعي لتحقيق أجندات انفصالية لا تنسجم مع تطلعات معظم أبناء محافظة السويداء».
وأضافت: تحاول المجموعات الخارجة عن القانون استلاب رأي أبناء محافظة السويداء ومواجهة كل من يخالفها الرأي، مع إبقاء المحافظة في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية. مشيرة إلى أن «ممثل مضافة الكرامة في السويداء الشيخ ليث البلعوس أكد أمس أن أبناء محافظة السويداء ملتزمون بوحدة سوريا وسيادتها بعيداً عن أي أجندات خارجية، ويرفضون الانجرار إلى النزاعات الطائفية أو السياسية، واعتبر أن قرار حكمت الهجري بمنع وصول الوفود الوزارية إلى المحافظة يمثل عقبة كبيرة أمام تحسين الأوضاع الإنسانية والأمنية».
كذلك قالت وزارة الداخلية السورية إن عددا من عناصر الأمن قتلوا وأصيبوا في قصف عصابات متمردة لقرى في محافظة السويداء (جنوب) بالصواريخ وقذائف الهاون.
وأفادت بأنه «منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، لا تزال الدولة السورية، بكل مفاصلها العسكرية والأمنية والمدنية والخدمية، تسعى جاهدة لتثبيت هذا الاتفاق، حرصا على إعادة الاستقرار إلى أرجاء المحافظة».
وأضافت: «وفي إطار هذا السعي، عملت الحكومة على تأمين حياة المدنيين، والتمهيد لعودة الخدمات وإعادة مظاهر الحياة إلى المحافظة بشكل تدريجي».
وأشارت إلى أنه «في مقابل الجهود الحكومية الحريصة على أمن واستقرار السويداء، لم تتوقف خلال الفترة الماضية حملات التجييش الإعلامي والطائفي التي تقودها العصابات المتمردة في المدينة». وقالت: «مع فشل هذه العصابات في إفشال جهود الدولة السورية ومسؤولياتها تجاه أهلنا في السويداء، لجأت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال شن هجمات غادرة ضد قوات الأمن الداخلي في عدة محاور، وقصف بعض القرى بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من عناصر الأمن»، دون ذكر عدد معين.
وحذرت الوزارة من أن «العصابات المتمردة تواصل محاولات جرّ المحافظة إلى التوتر والفوضى بدوافع شخصية لقادتها، من خلال سرقة المساعدات الإغاثية والاقتتال الداخلي. كما تستخدم خرق اتفاقات التهدئة للتغطية على ممارساتها التعسفية، ومنها الاعتقالات غير القانونية ضمن المدينة».
وشددت على أنها «ستواصل جهودها وواجباتها في السويداء، بما يمليه الواجب الوطني، وما تتطلبه حماية السكان وتأمين قوافل الإغاثة والمساعدات لهم».
ولاحقا، قال مصدر أمني سوري إن «قوات الأمن الداخلي استعادت السيطرة على النقاط التي تقدّمت إليها ميليشيات حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز، في ريف السويداء (جنوب)».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن المصدر (لم تسمه) قوله إنه «بعد التصدي للهجوم المنظم من قبل ميليشيات الهجري في محافظة السويداء على نقاط الأمن الداخلي المنتشرة في تل الحديد، وريمة حازم، وولغا، استعادت قوات الأمن السيطرة على النقاط التي تقدمت إليها هذه المجموعات».
وأوضح أنه «تم تأمين المنطقة من قبل قوات الأمن الداخلي ووقف الاشتباكات حفاظاً على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار».
خروقات متكررة وفي المقابل، أفادت شبكة أخبار السويداء 24» أن «الخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الولايات المتحدة» أشعلت المواجهات من جهة تل الحديد غربي السويداء ونقاط في ريف درعا الشرقي.
وأشارت إلى أن «فصائل محلية في السويداء شنت هجوماً مضاداً على تل الحديد، تمكّنت خلاله من السيطرة عليه بشكل مؤقت، بعد اشتباكات عنيفة، وذلك بعدما خرقت مجموعات مسلحة قادمة من ريف درعا الشرقي، قرار وقف إطلاق النار واستهدفت بلدة عرى في الريف الغربي للسويداء الليلة الماضية، بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، بتغطية وتمهيد من قوات تابعة للحكومة الانتقالية تتمركز في تل الحديد، وانتشرت تسجيلات صوتية للمجموعات المهاجمة زعموا فيها أن الهجوم على بلدة عرى سببه حادثة خطف، تبين لاحقاً أنها «أخبار مضللة».
وحسب المصدر فإن المواجهات اندلعت من جديد «على إثر استهداف بلدة عرى والتغطية النارية التي نفذتها قوات الأمن العام من تل الحديد للمجموعات المسلحة، حيث شنّت الفصائل المحلية في السويداء هجوماً على التل الذي يعد موقعاً استراتيجياً داخل الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وتمكّنت من السيطرة عليه موقعة خسائراً بشرية ومادية».
قصف متبادل
وتبعا للصفحة، سمع دوي انفجارات وقصف متبادل في معظم مناطق المحافظة، بينما أصدرت «غرفة العمليات العسكرية في السويداء تعميمات للفصائل المحلية بوقف التقدم ووقف إطلاق النار، بعد تدخل الأطراف الدولية والإقليمية الراعية لاتفاق التهدئة» مشيرة إلى أن «غرفة العمليات العسكرية أطلعت الدول الضامنة على تفاصيل الخروقات المتكررة من قبل المجموعات المسلحة الموالية للحكومة الانتقالية، وقوات «الأمن العام» التي كانت متمركزة في تل الحديد ومواقع أخرى، كما تحدثت المصادر عن التوصل لتوافق مع الدول الضامنة لوقف إطلاق النار، يقضي بانسحاب جميع الأطراف إلى نقاطها ومواقعها قبل اشتباكات الأحد، بما فيها تل الحديد، وذلك لاستكمال الجهود».
وشهدت محافظة السويداء على مدى أيام من الشهر الماضي اشتباكات دامية بين عشائر البدو ومجموعات مسلحة في المحافظة، أسفرت عن ضحايا وتهجير. وفي الـ 16 من الشهر الماضي، انسحبت قوات الجيش السوري من السويداء تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الحكومة السورية ومشايخ العقل في المدينة.
- القدس العربي