سعيد: مساهمة جنبلاط في إطلاق انتفاضة الاستقلال لا يستطيع أحد إلغاءها
بيروت: سناء الجاك
تحيي قوى «14 آذار» ذكرى انطلاقتها الخامسة في مؤتمر تعقده اليوم في البريستول، الذي شهد باكورة التجمع المسيحي – الإسلامي لهذه القوى، بمشاركة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل أن يغادر إلى ألمانيا، وغياب النائب وليد جنبلاط رغم توجيه الدعوة إليه، وبمشاركة نحو 250 شخصية سياسية وثقافية. مع الانشغال باللمسات الأخيرة للمؤتمر قال مصدر في «14 آذار» لـ«الشرق الأوسط»: «إن الهدف من اللقاء لن يكون إصدار وثيقة، لأن لدينا وثيقة لا نزال نعمل على تنفيذ ما ورد فيها. وقد حققنا بعض هذه البنود، ولن نتوقف قبل تحقيق كل ما فيها. ويشكل المؤتمر مساحة مشتركة لطرح نظرة القوى المشاركة لحماية لبنان، والتأكيد على منهجية عمل من أجل تنفيذ الأهداف المتعلقة بهذا الهدف والمرتكزة على ثلاث شرائح هي: الشرعية اللبنانية، الشرعية العربية، إضافة إلى الشرعية الدولية المتمثلة في مجلس الأمن وكل القرارات الدولية المتصلة بلبنان وصولا إلى القرار 1701». وقال الأمين العام لقوى 14 آذار، فارس سعيد، تعليقا على عدم مشاركة جنبلاط، أحد أعمدة التجمع في لقاء اليوم: «لجنبلاط مكانته داخل 14 آذار، لأن مساهمة جنبلاط في إطلاق انتفاضة الاستقلال هي مساهمة لا يستطيع أن يلغيها أحد». وعدّد سعيد إنجازات السنوات الخمس الماضية، فقال إن «14 آذار حققت التضامن بين المسلم والمسيحي، واستقلال البلد وأنجزت بداية الطريق لعلاقات سليمة بين لبنان وسورية، وكذلك مصالحة على مساحة لبنان، وأعادت ربط مستقبل ومصير لبنان بمستقبل ومصير المنطقة العربية، وأكدت على انفتاح لبنان على المجتمع الدولي، وهي اليوم بحاجة إلى استكمال العبور إلى مبدأ الدولة، وحماية لبنان». ليضيف: «أخفقت قوى 14 آذار بشكل غير مباشر في عدم إدراكها فائض القوة الذي تمتلكه على قاعدة احترام الرأي العام اللبناني الإسلامي – المسيحي». وأشار إلى أن «خروج البعض اليوم منها سببه السياسة. فاللبنانيون مع مشروع قوى 14 آذار إنما يحددون موقفهم ضمنها وفق الظروف السياسية وهذه تقاطعات لا تدوم».
وأشار إلى أن «المشاريع المستقبلية لفريق 14 آذار تتعلق بحماية لبنان. وسيتم ذلك من خلال إطلاق المؤتمر الذي يعقد في البريستول. في حين أن المؤتمر الأول كان في البيال تحت عنوان ثقافة الوصل، والثاني في البيال أيضا، وتم خلاله عرض البرنامج الانتخابي الموحد لقوى 14 آذار عام 2008/2009، والثالث سيكون في البريستول تحت عنوان حماية لبنان». وأضاف: «خلافا لمن يدّعى بأن حماية لبنان هي بتوازن الرعب أو نصب الصواريخ في البقاع أو في الجنوب، أو الردود في مؤتمرات صحافية أو الالتحاق بمحاور إقليمية تعرّض لبنان معها للأخطار ولا تحميه. لأن من يحمي لبنان هي المؤسسات اللبنانية الدستورية، والتمسك باتفاق الطائف والشرعية العربية، ومن يحمي لبنان هو التنفيذ الكامل لقرارات الشرعية الدولية» من جهته، رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أن «14 آذار تُجسد بالفعل روح الاستقلال اللبناني، هذا الاستقلال الموجود في روح كل لبناني منذ تكوين لبنان ولكننا لا نعرف كيف نجسده ولو أننا قد حاولنا مرارا في المراحل الماضية من تاريخنا إلى أن نجح هذا التجسيد في حركة 14 آذار، ربما لأنه لم يكن مخططا له أو مقصودا وأتى هذا التحرك بشكل عفوي جدا انطلاقا من الأحداث التي حصلت في تلك المرحلة». وأكد أن «حركة 14 آذار ستبقى مستمرة لأنها لا تُمثل مصلحة أو حزبا أو طائفة معينة بقدر ما تُمثل سعي كثير من اللبنانيين إلى قيام دولة فعلية في لبنان تكون مستقلة وسيدة بكل ما للكلمة من معنى ولها نظام ديمقراطي يتمتع في ظله الشعب اللبناني بحرية ليست موجودة للأسف بشكل كافٍ في منطقة الشرق الأوسط».
وعن اجتماع البريستول بمناسبة ذكرى 14 آذار، قال جعجع إنه «سيكون خطوة على طريق مجموع الخطوات التي قمنا بها منذ عام 2005 إلى اليوم وعلى طريق تحقيق المشروع السياسي لفريق 14 آذار، فالعمل السياسي عمل تراكمي خطوة تلو الأخرى وبقدر ما تراكم من خطوات إيجابية في اتجاه قضيتك بقدر ما تتوفر لديك حظوظ لربحها». واعتبر أن «محاولة عزل القوات لتهميشها إنما هي محاولة لفرط عقد 14 آذار أكثر مما هي محاولة لعزلنا، لأنه إذا ما سلمنا جدلا وقاموا بعزل القوات فالخطوة اللاحقة ستكون عزل وتهميش وضرب تيار المستقبل ومن ثم الأحزاب الأخرى في قوى 14 آذار وصولا إلى آخر شخصية مستقلة فيها، لأن كل هذه الحركة هي التي تحمي لبنان في الوقت الحاضر وتُجسد مفهوم الدولة المستقلة».