واشنطن قلقة من استمرار اضطهاد طهران للأقليات الدينية
واشنطن – موسكو: «الشرق الأوسط»
تزور وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، روسيا لعقد اجتماع مع المجموعة الرباعية للوساطة من أجل السلام في الشرق الأوسط وإجراء محادثات مع المسؤولين الروس بشأن الحد من التسلح والبرنامج النووي الإيراني والعقوبات التي يناقشها المجتمع الدولي على إيران. ومن المتوقع أن يكون ذلك الموضوع هو الموضوع الرئيسي خلال محادثات كلينتون في موسكو، وعملت روسيا على تخفيف 3 قرارات سابقة لفرض عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي بسبب البرامج النووية الإيرانية، ولكن دبلوماسيين يقولون إنها أكثر استعدادا بكثير لمعاقبة إيران الآن. وقال دبلوماسيون، في وقت سابق من الشهر الحالي، إن اقتراحا غربيا لفرض عقوبات جديدة يتضمن دعوة لفرض قيود على بنوك إيرانية جديدة في الخارج، ويحث على «اليقظة» بشأن تحويلات ينفذها البنك المركزي الإيراني. ويعتقد أن وزيرة الخارجية الأميركية ستحاول في موسكو أن تنال دعم المسؤولين الروس مسودة العقوبات في حق إيران، التي تشمل أيضا شركة ملاحة إيرانية وشركات تتبع الحرس الثوري الإيراني.
ومن المقرر أيضا أن تجتمع المجموعة الرباعية التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة في 19 مارس (آذار) مع محاولة واشنطن استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة، الاثنين، أن الجانبين وافقا على مثل هذه المحادثات، فقد أثار إعلان إسرائيل، يوم الثلاثاء، عن خطط لبناء 1600 منزل جديد في القدس الشرقية، إدانة واسعة النطاق، وعرض على ما يبدو المفاوضات للخطر.
وأصدرت المجموعة الرباعية بيانا، أمس، أدانت فيه الخطوة الإسرائيلية وقالت إنها «ستراقب عن كثب التطورات في القدس، وستواصل بحث اتخاذ خطوات إضافية، ربما تكون لأزمة معالجة الوضع على الأرض».
وصرح مسؤولون أميركيون طلبوا عدم نشر أسمائهم بأن من المقرر أن تصل كلينتون إلى موسكو يوم الخميس، وأن تجري محادثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف بشأن جهود التفاوض على اتفاقية خلفا لاتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية «ستارت 1» المبرمة عام 1991. وفي يوليو (تموز) اتفق ميدفيديف والرئيس باراك أوباما على ضرورة أن تخفض المعاهدة الجديدة عدد الرؤوس الحربية النووية التي ينشرها الجانبان إلى ما بين 1500 و1675 رأسا.
ويعمل المفاوضون الروس والأميركيون منذ أشهر في جنيف لصياغة معاهدة جديدة. ولم يف الجانبان بموعد مستهدف في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) عندما تنتهي «ستارت». وأشار ميدفيديف إلى أن البلدين يمكن أن يضربا مثلا للدول الأخرى من خلال التوصل لاتفاق قبل مؤتمر لحظر الانتشار النووي يعقد في مايو (أيار). ويمكن لإبرام اتفاقية جديدة تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو، وأن يشدد على التزامهما بنزع السلاح النووي في وقت تحث فيه القوى الكبرى إيران وكوريا الشمالية على نبذ أسلحتهما النووية.
ويأتي ذلك بينما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها المتزايد بشأن «استمرار اضطهاد» إيران الأقليات الدينية ومن بينها البهائية، ودعت طهران إلى حماية حقوق الإنسان في الداخل.
وقال بي جي كراولي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن 25 بهائيا على الأقل اعتقلوا في الآونة الأخيرة، ومسجون نحو 60 شخصا في إيران، «على أساس معتقداتهم الدينية فقط». وأضاف أنه تم حرمان مجموعة من زعماء البهائيين يحاكمون بتهمة التجسس من الاتصال بمحاميهم. وقال إن السلطات الإيرانية اعتقلت أكثر من 12 مسيحيا «بعضهم محتجز دون اتهامات حقيقية». وأضاف أن «الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد بشأن استمرار اضطهاد البهائيين وطوائف الأقليات الدينية الأخرى». ونشرت الولايات المتحدة، الخميس، مراجعتها السنوية أوضاع حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم، وهو تقرير صور سجل إيران بأنه يزداد سوءا. وذكر التقرير أنه إلى جانب قمع الجماعات الدينية تواصل إيران فرض قيود على حرية التعبير والتجمع، وأن 70 شخصا قتلوا واعتقل أربعة آلاف آخرين في حملة قمع عنيفة ضد المحتجين.