أكد الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحاتٍ أمس مع اختتام القمة العربية في ليبيا استعداده لزيارة مصر في أي وقت «إن رغب المصريون» في ذلك، في وقت نفى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم وجود خلافات مع القاهرة التي وصفها ب«الشقيقة الكبرى»، متحدثاً عن «خلافات في وجهات النظر في بعض الأمور»، فيما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن بلاده ليست طرفاً في بيان لجنة متابعة مبادرة السلام العربية.
وأكد الأسد رداً على أسئلة الصحافيين بشأن إمكانية تحسن العلاقات مع مصر أن «المشكلة مع مصر يجب أن تحل»، مضيفاً رداً على ما إذا كان يعتزم القيام بزيارة إلى القاهرة لتهنئة الرئيس المصري حسني مبارك بالسلامة بعد نجاح عملية جراحية أجراها في ألمانيا: «في أي وقت متى أرادوا ذلك».
وعقب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على تصريحات الأسد بإعلان ترحيب بلاده بزيارة الرئيس السوري إذا رغب في ذلك، وقال «هذا أمر طيب، ونرحب به إذا كانت هناك رغبة من الرئيس بشار فهو رئيس عربي شقيق لدولة ارتبطت بأحسن العلاقات على مدى سنوات مع مصر وأثق بأن القيادة المصرية سترحب بذلك».
وأضاف ابو الغيط على هامش مشاركته في قمة سرت العربية «سوريا عرضت خلال القمة مقترحات لتحقيق المصالحة العربية، وتشاورنا معهم، وتم إدخال تعديلات على هذه المقترحات، ووافقنا فيها الأشقاء في سوريا، لأنها هامة وذات مغزى»، مشيرا إلى أن ملف المصالحة الفلسطينية لم يعرض على اجتماعات القمة في سرت، على الرغم من محاولات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إرسال مواقف أو رسائل للقمة، لإدراج الموضوع، إلا أن وجود الرئيس محمود عباس في القمة والموقف المصري الواضح من هذا الملف الذي يقضي بتحقيق المصالحة وفقا لما تم الاتفاق عليه.
وأكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في تصريحاتٍ على هامش القمة العربية العادية ال22 التي اختتمت أمس أنه «لا يوجد خلاف مصري قطري»، مضيفاً أن مصر «دولة عربية كبرى شقيقة تجمعنا بها أشياء كثيرة، ولكن هناك خلافات في وجهات النظر في بعض الأمور». وقال إن «حكمة القيادتين قادرة على حل هذه الخلافات».
مشيراً إلى أن الخلافات في الرأي «ستكون موجودة اليوم وغداً، لكن من المهم أنها لا تطغى وتؤدي لتخريب العلاقات بين أي دولة عربية وأخرى». وأضاف: «بالنسبة لنا، فنحن حريصون على أن تكون هناك علاقات لقطر مع كل أشقائها العرب في إطار علاقات أخوية ومتينة».
وبشأن الخلاف الذي دب سابقاً بين الدول العربية على مكان استضافة القمة العربية المقبلة، قال بن جاسم إن مسألة عقد القمة العربية المقبلة «تم التباحث بشأنها بشكل مفصل»، منوهاً إلى أن «الإطار المتبع هو أنه إذا تعذر عقد القمة في الدولة المقررة فعادة يتم نقلها لمقر الجامعة العربية في مصر وهذا ليس بغريب».
وفيما يتعلق بمدى الإجماع العربي على اقتراح إقامة فضاء للجوار العربي، أجاب بن جاسم إنه «لا يوجد خلاف على الفكرة باعتبارها فكرة طيبة وقطر تؤيدها، ولا بد لكل الدول العربية أن توافق عليها».
ورداً على سؤال عن وجود تجاوزات من جانب إيران تجاه بعض الدول العربية، قال إن «هذه الأمور ستبقى موجودة مع دول الجوار ولكن من المهم جداً كيف نتفاعل معهم، وهذا يحتاج إلى إجماع عربي .
صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس قبيل استئناف أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة العربية أن بلاده «ليست طرفاً» في أي بيان تصدره القمة بشأن المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وأوضح في تصريحات للصحافيين: «نحن لسنا طرفاً في أي بيان صدر عن القمة بشأن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل»، في إشارة إلى بيان لجنة متابعة مبادرة السلام العربية. وأضاف المعلم:
«سوريا كانت منذ اجتماع الثالث من مارس في القاهرة ضد المفاوضات غير المباشرة وكنا وحدنا. وعبرنا عن موقفنا ومازال موقفنا يثبت صحته بعد أن قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية». وشدد على أن موقف دمشق يقوم على أنه «في حال توقفت سياسة الاستيطان الإسرائيلية في القدس والأراضي الفلسطينية هناك إمكانية لاستئناف المفاوضات».
بيد أنه لاحظ أن مسألة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية «قرار فلسطيني وهم أدرى بالضمانات والتأكيدات التي تقدم لهم». في الأثناء، أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن السلام «خيار استراتيجي للعرب»، وأن أحداً «لن يغير أسلوبنا في التعامل مع مستقبلنا».
وقال في تصريحاتٍ منفصلة: «السلام هو طريقنا»، مستطرداً: «يدعونا العالم بأكمله إلى التمسك بمبادرة السلام العربية، ونحن قبل أن يطالبنا العالم متمسكون بها».
(وكالات)




















