المؤشرات تتزاحم، بأن ثمة تفجيراً إسرائيلياً جديداً؛ تتجمع غيومه الداكنة بصورة متسارعة، في الأفق القريب. التهديدات والتصريحات المتلاحقة للمسؤولين، مع التحركات والمحاولات المتزايدة للمتطرفين اليهود في القدس؛ كلها تشي بأن في الأمر توليفة وطبخة من هذا القبيل.
يعزز هذه الأجواء، أن حكومة نتنياهو تواجه ضغوطاً من إدارة أوباما؛ بشأن الخلاف بينهما حول موضوع الاستيطان والمفاوضات. وفي هذا الصدد، تتحدث التقارير عن خلافات حادة داخل الحكومة، حول الرد على مطالب الإدارة.
وربما هدّدت بفرط الائتلاف الحكومي. الأمر الذي يرجّح كفة العدوان، كخيار ينقذ نتنياهو من خلاله حكومته ويفرض تبديل الأولويات.
التهديدات بإعادة احتلال غزة، ردّدها نتنياهو ووزير ماليته. قيادات عسكرية، تستعجل هي الأخرى، القرار السياسي لإطلاق يدها في الردّ واستئناف الاغتيالات الفلسطينية.
حكومة مهووسة بالاحتلال وبنهب الأرض لاستيطانها، لا تطيق سماع عبارة مفاوضات. ولا المطالبة بوقف ولو مؤقت لبناء المزيد من الوحدات السكنية. ناهيك بالدولة الفلسطينية والسلام.
حتى الرئيس أوباما، الذي لم تتخذ إدارته، حتى الآن، أية خطوة ملموسة رادعة لإسرائيل؛ ترى فيه مصادر نتنياهو، بأنه «أكبر كارثة».
بالترافق مع لغة الحرب، المتطايرة مفرداتها باتجاه لبنان حيناً وفلسطين حيناً آخر؛ تتوالى وبوتيرة متسارعة، هجمات عصابات المتزمتين، على المسجد الأقصى؛ في الآونة الأخيرة. أكثر من محاولة اقتحام جرت، لساحات الحرم.
وكلها بحماية قوات الأمن الإسرائيلية. أمس أعلنت جماعات منهم، عن عزمها على تكرار الاقتحام؛ بذرائع دينية. منظمة ما يسمّى ب«حركة أمناء الهيكل» اليهودية العنصرية، أعلنت هي الأخرى عن عزمها على تنظيم مسيرة باتجاه المسجد؛ في الأول من أبريل القادم؛ بهدف هدمه وبناء الهيكل مكانه.
الجهات الفلسطينية المقدسية، دبّت الصوت لحماية الأمكنة المقدسة؛ ووقف السلطات الإسرائيلية من المضي بمخطط هدم المنازل في القدس الشرقية، حيث الآلاف منها مهدّدة بهذا المصير.
وبعد كل هذه الفحش العدواني، يذهب نتنياهو بصفاقته إلى حدّ اتهام السلطة الفلسطينية «بالتشدّد». وكأن حكومته ملائكة سلام. حكومة نتنياهو تسعى وتمهّد للتفجير. إذا كان في نية واشنطن ردعها، فالوقت هو الآن. غداً قد يكون الوقت متأخراً.




















