أحيا الفلسطينيون أمس الذكرى الـ 34 ليوم الأرض، بمسيراتٍ جابت مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وأراضي الـ 48، لم تمر من دون أن يفرغ جيش الاحتلال الإسرائيلي رصاصه بوجه المتظاهرين، حيث استشهد طفل جنوب قطاع غزة وأصيب العشرات خلال تظاهرات سلمية انطلقت باتجاه الشريط الحدودي، بينما تركزت فعاليات إحياء الذكرى في مدن الضفة الغربية بمسيرات جابت شوارعها، اضافة إلى زرع الأشجار في القرى التي يهددها الاستيطان، والتي شارك فيها رئيس الوزراء سلام فياض، في حين ساند فلسطينيو الـ 48 إخوانهم بمهرجانات مشابهة.
وذكر مدير اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة معاوية حسنين في تصريحاتٍ أمس أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار تجاه الفتى محمد زيد الفرماوي 15 عاماً أثناء وجوده بالقرب من مطار غزة الدولي شرق مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاده إحياءاً للذكرى الـ 34 ليوم الأرض الذي صادف أمس. وأضاف أنه جرى سحب جثة الفتى من المنطقة بعدما نزف حتى الموت، وفق ما أفاد به سكان في المنطقة لطواقم الإسعاف التي تحاول الوصول للمكان. وأشار إلى أن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها بشكل مفاجئ صوب فتية كانوا قرب المطار ما أدى إلى استشهاده.
في السياق ذاته، أصيب العشرات من الفلسطينيين في إطلاق نار من قوات الاحتلال على تظاهرات سلمية انطلقت في كافة محافظات القطاع باتجاه الشريط الحدودي إحياءً للذكرى ال34 ليوم الأرض. وذكرت مصادر أن غالبية الجرحى سقطوا في منطقة مخيم المغازي وبلدة عبسان شرقي خان يونس وسط وجنوب قطاع غزة، مشيرةً إلى أحد الجرحى وصفت حالته بأنها شديدة الخطورة، ودخل مرحلة الموت السريري.
وأفاد شهود عيان في المسيرات ان قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على المتظاهرين شرق خان يونس في منطقة خزاعة وفي المنطقة الوسطى في مخيم المغازي. وانطلقت المسيرات السلمية التي شارك فيها آلاف الشبان الفلسطينيين يحملون الأعلام الفلسطينية بشكل متزامن في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.
وأوضح منسق الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني محمود الزق أن «ست مسيرات سلمية انطلقت في نفس الوقت في كافة محافظات قطاع غزة باتجاه الحدود مع أراضي الـ48»، لافتاً إلى أن «مئات الشبان كانوا على تماس مباشر مع قوات الاحتلال التي كانت في حالة استنفار على الحدود».
وفي الضفة الغربية، تم إحياء المناسبة بمسيرات وتظاهرات، إضافة إلى زراعة أشجار الزيتون في مناطق مختلفة من القرى. وزار رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض أرضاً جبلية في المنطقة التي يتهددها الاستيطان الإسرائيلي في محافضة سلفيت في الضفة، وشارك الفلاحين حراثة الأرض وزراعة أشجار الزيتون. وقال إنه «شاهد التصميم على وجوه الفلاحين وهو يشاركهم حراثة أرضهم»، لكنه شاهد أيضاً «الأمل» الذي اعتبره «العنصر الأهم في البقاء».
وأضاف أن الأرض «تشكل عنوان القضية الفلسطينية»، وأن مهمة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة «هي الصمود في أرضه وحمايتها من الاستيطان. وفي رام الله، خرجت مسيرة مركزية حاشدة شارك فيها آلاف الفلسطينيين. وهتف المشاركون في المسيرة التي نظمتها القوى الوطنية والإسلامية بالوحدة الوطنية وضرورة إنهاء الانقسام بين شطري الوطن لمواجهة سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تستمر سياستها التعسفية من بناء مستمر للمستوطنات والاستيلاء على الأراضي وتهويد مدينة القدس المحتلة. وفي سلفيت، أقيم مهرجان لمقاطعة البضائع الاستيطانية.
كما خرجت مسيرات وتظاهرات جماهيرية في مدن نابلس والخليل وبيت لحم وطولكرم. وفي القدس المحتلة، دعا «الائتلاف المقدسي» إلى زراعة اشجار الزيتون في قرية الجيب التي فصلها الجدار الفاصل عن مدينة القدس، وتتعرض أراضيها للمصادرة، فضلاً عن توسيع مستوطنتي «راموت» و«غفعات زئيف».
في أراضي ال48، فأحيا الآلاف من الفلسطينيين الذكرى عبر تنظيم مهرجان جماهيري في النقب احتجاجاً على ما يعانونه هناك من مصادرة أراض وهدم بيوت، وبمسيرة مركزية في مدينة سخنين في الجليل.
وتحت عنوان «موحدون.. يوم الأرض في النقب وسخنين»، دعت لجنة المتابعة جميع الأحزاب والحركات السياسية والهيئات والمؤسسات العربية إلى أكبر مشاركة على أساس وحدوي في مهرجان شعبي أمس في قرية العراقيب جنوب مدينة راهط في النقب». وخرج الآلاف في مسيرة مركزية في مدينة سخنين في الجليل وصلت حتى النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض.
وقام عدد من ممثلي القوى السياسية وبلدية سخنين بوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء في المدينة. وذكرت اللجنة في بيان أن الذكرى السنوية «تترافق مع التصعيد الرسمي الاسرائيلي في سياسة هدم البيوت ومشاريع الاستيلاء على ما تبقى من الأرض العربية وتصاعد حملات الملاحقات السياسية المنهجية بحق القيادات العربية، وتنامي مظاهرالفاشية والعنصرية تجاه الجماهير العربية».
وتابع البيان: «وفي الجانب المكمل للمشهد، فإن التصعيد الاسرائيلي يستمر في إطلاق المشاريع والمخططات الاستيطانية والتهويدية في القدس والخليل والضفة الغربية والمساس المنهجي بالوجود العربي الفلسطيني بإنسانه وشواهده ومقدساته».
عنف
نجاة مقاومين من قصف للاحتلال
أعلنت كتائب «جهاد جبريل» الجناح العسكري لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة» أن إحدى مجموعاتها نجت الليلة قبل الماضية من قصف إسرائيلي استهدفها شمال قطاع غزة. وذكرت الكتائب في بلاغ عسكري لها أن الاحتلال «استهدف المجموعة بصاروخ أرض-أرض أثناء مهمة جهادية كانت تؤديها خلف مدرسة عمر بن الخطاب شمال بلدة بيت لاهيا».
مضيفة أن المقاومين «نجوا من القصف». في الأثناء، ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن صاروخا محلي الصنع أطلق امس على منطقة استيطانية في النقب الغربي من قطاع غزة دون الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.
عمليات قريبة ضد المقاومة
ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية ان جيش الاحتلال سيبدأ عمليات ضد فصائل المقاومة الفلسطينية بعد انتهاء الأعياد اليهودية، مشيرة إلى أن قيادة الجيش «تتعرض لضغوط كبيرة من ضباط في قيادة المنطقة الجنوبية لتوجيه ضربات إلى البنى التحتية لأجهزة المقاومة الفلسطينية».
وتشهد المناطق الحدودية بين قطاع غزة واسرائيل توتراً ملحوظاً، وذلك بعد عملية خان يونس يوم الجمعة الماضي، والتي أدت إلى مقتل جنديين اسرائيليين وإصابة خمسة آخرين بجراح.
رام الله – غزة – محمد إبراهيم وماهر إبراهيم، والوكالات
"البيان"




















