هددت كوريا الشمالية امس بعمل عسكري ضد الجنوب ما لم تبادر حكومة سيول الى منع المنظمات المدنية من إرسال منشورات إعلامية تشجب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ ايل. فيما أعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن أمله في أن تعود كوريا الشمالية قريبا لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي انسحبت منها قبل خمسة أعوام.
وذكرت وكالة أنباء »يونهاب« ان هذا التهديد جاء على لسان ناطق عسكري كوري شمالي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء كوريا الشمالية المركزية.
وقال المسؤول »إذا ما واصل المسؤولون الدمى التعامل مع تحذيراتنا بتقديم الأعذار، فإن قواتنا العسكرية لن يكون امامها خيار سوى القيام بعمل ما كما ذكرنا ذلك خلال اجتماع العمل الذي عقد في الثاني من تشرين الأول (اكتوبر) الحالي«.
وكانت كوريا الشمالية حذرت خلال المحادثات العسكرية المشتركة التي جرت هذا الشهر من »نتائج وخيمة«على العلاقات الكورية المشتركة ما لم تقم سيول بمنع منظمات مدنية من إرسال منشورات عبر الحدود المشتركة.
يشار إلى أن أسر الكوريين الجنوبيين المخطوفين في الشمال اطلقوا اول من امس بالونا يحمل 40 ألف منشور مناهض لكوريا الشمالية بالقرب من الحدود المشتركة على الرغم من مناشدات الحكومة الكورية الجنوبية المتكررة للتوقف عن ذلك.
وهددت بيونغ يانغ بطرد الكوريين الجنوبيين العاملين في المجمع الصناعي الكوري المشترك ومنتجع كومكان السياحي الواقعان في كوريا الشمالية ، إذا لم تتدخل سيول في هذا الأمر.
في غضون ذلك، أعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس عن أمله في أن تعود كوريا الشمالية قريبا لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي انسحبت منها قبل خمسة أعوام.
غير أن مبعوثا كوريا شماليا لم يترك أي مجال للشك في كلمته أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة بأن التوترات ما زالت قائمة في العلاقات بين بيونغ يانغ والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي حملها بشكل جزئي مسؤولية الازمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
وسمح لمفتشين من الوكالة في أوائل هذا الشهر بإعادة وضع الاختام على المعدات واعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مجمع يوجبيون النووي الكوري الشمالي بعد أن أبرمت الولايات المتحدة اتفاقا مع بيونجيانج لاعادة إطلاق عملية نزع الاسلحة النووية المتعثرة.
في طوكيو، صرح رئيس الوزراء الياباني تارو آسو امس استنادا الى تقارير اجهزة الاستخبارات ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل موجود في المستشفى على الارجح لكنه لا يزال قادرا على اتخاذ القرارات.
وقال آسو امام البرلمان الياباني ان اليابان تملك »معلومات مفادها انه في المستشفى على الارجح«. اضاف »ان وضعه الصحي ليس جيدا لكننا لا نعتقد انه غير قادر على اتخاذ اي قرار«. واضاف »برأيي ان كانت هذه هي الحال فسنشهد تطورات مختلفة«.
وتنتشر شائعات كثيرة حول الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي وخلافته منذ التاسع من ايلول (سبتمبر) حيث تغيب عن حضور العرض الكبير لمناسبة الذكرى الستين لقيام نظام بيونغ يانغ.
الى ذلك، ذكرت وكالة الستخبارات في سيول امس أن جنديا كوريا شماليا انشق وعبر المنطقة منزوعة السلاح التي تنتشر فيها الالغام الارضية وتقسم شبه الجزيرة الكورية ويسعى للحصول على اللجوء في كوريا الجنوبية.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن انشقاقه والمرور عبر المنطقة العازلة الممتدة أربعة كيلومترات ويحرسها نحو مليون جندي على الجانبين هي ثالث حالة منذ عام 1998 .
وتستجوب وكالة الاستخبارات الرجل الذي يعتقد أنه في الثلاثينات أو الاربعينات من العمر الذي عبر السياج الشائك في منطقة شيولون بوسط البلاد يوم الاحد.
وكان أكثر من 14 ألف كوري شمالي فروا من الدولة الفقيرة معظمهم عبروا حدودها غير المزودة بحراسة مشددة مع الصين وسعوا لاحقا للحصول على اللجوء في كوريا الجنوبية.
(رويترز، ا ف ب، ي ب ا، ا ش ا)