الحياة: 31-10-2010
حاجة مجتمعاتنا المعاصرة إلى الانبعاث الثقافي والأخلاقي لا تتدنى عن حاجتها إلى التحرر السياسي والعدالة القانونية. لكن بينما يقتضي التحرر السياسي مواجهة الاستبداد الداخلي أو الخارجي وقيام نظم سياسية عادلة وتحررية، فإن الانبعاث الأخلاقي والثقافي يمر عبر مواجهة الديني أو الاشتباك معه، ونشوء نظم قيمية إنسانية وتحررية. هذا صراع مديد عسير، إلا أنه لا غنى عنه من أجل تجددنا النفسي وانفتاح آفاقنا الروحية. عبر الصراع مع المجمل الإسلامي، العقدي والتشريعي والتاريخي والثقافي، يمكن أن تتشكل سيادة إنسانية شجاعة، يؤسس افتقارنا إليها اليوم لوهن قيم الحرية والتحرر السياسي والاجتماعي. ويؤسس أكثر لتدهورنا المعنوي والثقافي الذي إن لم يفق تدهورنا المادي والسياسي، فإنه عامل تثبيت له (على رغم المنازعة السياسية المحتملة).