وقت لا يزال العراق يشهد حالاً من التيه السياسي بعد نحو ثمانية اشهر من انتخابات نيابية غير حاسمة، تدهور الوضع الامني في البلاد على نحو لافت في الايام الاخيرة، وهزت أمس سلسلة تفجيرات أحياء في بغداد تقطنها غالبية من الشيعة، الامر الذي أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأثار تساؤلات عن قدرة قوى الامن العراقية على حماية العاصمة، بعد يومين من اقتحام متشددين من تنظيم “القاعدة” كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة واحتجازهم رهائن في عملية انتهت بحمام دم.
ودوت التفجيرات المنسقة، والتي قدرت بنحو 14 هجوماً منفصلاً، بعد ساعات من جنازة أقيمت لبعض الضحايا من المصلين ورجال الشرطة الذين قضوا في الهجوم على الكنيسة، بينما تعهدت الحكومة العراقية تشديد الحماية للاقلية المسيحية في العراق، وفتحت تحقيقاً لمعرفة الطريقة التي تمكن بها المسلحون اقتحام الكنيسة على رغم انتشار نقاط التفتيش. (راجع ص 10)
وتثبت سلسلة الهجمات المنسقة التي حصلت أمس أن المسلحين يتمتعون بقدرة على شن هجمات على نطاق واسع أكبر مما يسلم به مسؤولون أميركيون وعراقيون.
وبدأت الهجمات الساعة 6:15، واستخدم المهاجمون سيارات مفخخة وقنابل وقذائف هاون، وفجر انتحاري واحد على الاقل نفسه على دراجة نارية. ولئن كانت أكثر الانفجارات هزت أحياء شيعية، فان اثنين استهدفا ضاحيتين سنيتين.
وامتدت الهجمات على جانبي بغداد، واستمرت ساعات، مما يشير الى درجة عالية من التنسيق لحركة تمرد كان مسؤولون عراقيون وأميركيون يقولون قبل بضعة أشهر إنها هزمت.
وتضاربت الارقام عن عدد الضحايا.
ففيما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية طلب عدم ذكر اسمه أن 63 شخصاً على الاقل قتلوا و285 آخرين جرحوا، تحدث وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي عن 36 قتيلاً و320 جريحاً، وقال الناطق باسم أمن بغداد اللواء قاسم الموسوي ان العدد الاولي للقتلى هو 40، الى 80 جريحاً. وتحدثت مصادر اعلامية عن سقوط 76 قتيلاً و200 جريح تقريباً.
واستهدف التفجيران الاكبران مطعماً ومقهى في حي مدينة الصدر الشيعي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العمليات التي تحمل، من حيث أهدافها وطريقة حصولها، بصمات تنظيم “دولة العراق الاسلامية” الموالي لـ”القاعدة”.
و ص ف، رويترز، أ ب