قالت بثينة
قرأت المقال المنشور في جريدة الشرق الوسط في عدد الرابع عشر من هذا الشهر وتساءلت هل فعلا الدكتورة بثينة شعبان هي كاتبة المقال أم أن شخصا آخرا استعار اسمها.
تحدث المقال عن أنظمة القمع والطغيان وعمالتها للغرب ولإسرائيل واستبدادها بشعوبها مثنية على ثورتي الشباب في تونس وخاصة في مصر التي أسقطت كما قالت نظام الطغيان والاستبداد .
لا يشك أحد بأن النظام السابق في مصر له أخطاؤه الكبرى ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن ذلك النظام سمح بهامش واسع من الحرية وفي ظل هذا الهامش قامت المعارضة المصرية بكل أطيافها بالتظاهر وبنقد حاد للنظام ولرئيسه , وهذا الهامش هو الذي أتاح لشباب مصر التواصل والتنظيم وإطلاق ثورته التاريخية .
إني أسأل الدكتورة بثينة شعبان وهي المستشارة الإعلامية لرئيس الدولة والمترجمة السابقة للرئيس حافظ الأسد وهي العارفة بأحوال سوريا هل الشعب السوري في خير وهل السوريون أحرار في وطنهم وهل النظام القائم نظام ديمقراطي ؟
النظام الذي هدم مدينة حماة وقتل الآلاف من أبنائها وشرد عشرات الآلاف منهم هل هو نظام ديمقراطي أم نظام طاغ ومستبد؟
هل قتل الآلاف في السجون في تدمر وصيد نايا وسجون أخرى عمل ينسجم مع حقوق الإنسان والقانون ؟
هل تحويل سوريا إلى سجن كبير وتسليط أجهزة الأمن على المواطنين وإرهابهم من متطلبات الحرية والديمقراطية؟
هل اعتقال الآلاف من المواطنين وبينهم المئات من البعثيين لسنين طويلة لأنهم أرادوا الحرية وحقوقهم الأساسية ومحاكمتهم أمام محاكم النظام ظاهرة ديمقراطية ؟
أنت تعرفين جيدا أن قادة من حزب البعث سجنوا لأكثر من عقدين ومات بعضهم في السجن وبعضهم الآخر خارج السجن بالإضافة إلى اغتيال اللواء محمد عمران وصلاح البيطار هل هو بفعل نظام ديمقراطي ؟
هل في رأيك أن تطبيق حالة الطوارئ في سوريا لأكثر من أربعة عقود احدى متطلبات الحرية والديمقراطية أم الأمر من أجل تمكين الطغاة المستبدين في السيطرة على البلاد وإحكام القبضة على الشعب؟
أليس رئيسك هو القائل بإحدى لقاءاته الصحفية أن الشعب السوري غير مؤهل الآن لإصلاحات جدية وللديمقراطية فهل هذا من إنتاج الحرية أم الاستبداد ؟
ماذا تسمين اعتقال مجموعات من الشباب بسبب طموحهم للحرية والديمقراطية وبينهم شابة في مقتبل عمرها هل ذلك من مقتضيات حماية ديمقراطية النظام ؟
هل تعتقدين أن القارئ العربي ساذج ولا يعرف شيء عن سوريا وعن شعبها وعن طغيان وفساد نظامها؟ أليس ذلك استخفاف بعقول الناس ؟
هل قمت بزيارة الأحياء الشعبية ورأيت بعينيك بؤس الناس ومعاناتهم وفقرهم في الوقت يعيش ذئاب النظام في رفاهية بالغة بأموال نهبوها من ثروات البلاد ومواردها ومن خبز المواطنين ؟
ألم يلفتك ذلك وهل هذه الحالة حالة طغيان الفقر والجوع والبطالة على غالبية الشعب السوري وطغيان تدفق الأموال المنهوبة على ذئاب النظام؟
كنت وزيرة لشؤون المغتربين ألا تعرفين حجم السوريين الذين خرجوا أو أخرجوا من البلاد لأسباب معاشيه أو أسباب سياسية بعد أن تعرض معظمهم لملاحقات أجهزة الأمن ؟
لفت نظري أنك تحدثت كثيرا عن العدو الصهيوني وعن الاستعمار والغرب وسايس بيكو ولكنك نسيت أن تتحدثي عن الجولان الذي مضى على احتلاله أكثر من أربعة عقود ؟
لم تتحدثي عن معاناة المواطنين ولا عن فساد الدولة ولا عن حماية الفاسدين ولا عن انتشار الجريمة في سوريا ولا عن تراجع التعليم ولا عن حجم التخلف الذي أنتجه النظام في البلاد .
تحدثت عن الديمقراطية والحرية ولكنك لم تتحدثي عن ثقافة الخوف التي فرضها النظام في سوريا ولم تتحدثي عن تزوير إرادة السوريين أو عن إحجامهم في المشاركة في العمليات الانتخابية.
لم تتحدثي عن تضعضع الوحدة الوطنية والاحتقان الطائفي وبروز المشكلة الكردية في ظل نهج الانفراد بالسلطة وإتباع سياسة العزل والإقصاء والتمييز .
اطلبي من رئيسك أن يلغي حالة الطوارئ في البلاد وراقبي كم ساعة سيبقى هذا النظام إننا واثقون أن ثورة شباب سوريا آتية وأن نظام الاستبداد والفساد سينهار وأن الديمقراطية والحرية ستسود وأن شعب سوريا سينتصر ويحرر أرضه وينهض حاملا رسالته للأمة كلها
محسن صقر