يشكو بعض الباحثين من صعوبة مقاربة شروط الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية، بسبب غياب الإطار المفاهيمي المناسب. وفي هذا السياق مطلوب من كل النخب الفكرية والسياسية الانتقال من حالة التنظير السلبي إلى حالة الفعل الإيجابي، من خلال السعي لتشكيل توافقات وطنية، أو ما يُعرف بـ ” الكتلة التاريخية ” من أجل إنجاز التحول الديمقراطي. إذ ثمة احتمالان ينضجان في واقعنا الراهن: احتمال أن نذهب إلى مصالحة تاريخية بين كل الأطياف الفكرية والسياسة، تتيح انتقالاً تدريجياً وآمناً نحو النظام الديمقراطي، نقبله جميعاً لأنه من اختيارنا، واحتمال نقيض يعني تحققه ذهابنا إلى حال مفتوح على الفوضى.