أجرت «تريبيون ميديا سيرفسز» مقابلة مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أكد فيها أن الممارسات الوحشية التي أقدم عليها الرئيس الليبي معمر القذافي ضد أبناء شعبه غير مقبولة من المجتمع الدولي، وكان لا بد من التصدي لها بعمل سريع، كما أكد أن مجلس الأمن هو وحده الذي سيقرر ما إذا كان سيطبق في اليمن إجراءات مناظرة كتلك التي تم اعتمادها في ليبيا، مشددا على أنه يتابع عن كثب تطورات الموقف في اليمن. وأعرب عن اعتقاده أنه فيما تهب رياح الثورة على العالم العربي، فإنه يتعين على القادة في المنطقة انتهاز هذه الفرصة للعمل من أجل مستقبل أفضل لشعوبهم عبر إصلاحات جريئة قبل أن يفوت الأوان. وفيما يلي نص المقابلة:
هل يعد تحرك مجلس الأمن في ليبيا مقدمة للقيام بتحرك من النوع نفسه في مناطق أخرى من العالم؟ هل جاء الدور على اليمن لكي يتم فيها تدخل دولي عربي؟
لقد تابع العالم ما حدث في ليبيا حيث أقدمت القوات الحكومية، بل وبعض المرتزقة بحسب التقارير الإعلامية، على قتل الكثير من المدنيين بلا تمييز، وكان هذا موقفا غير مقبول بالمرة، وكلمات طال انتظارنا زاد عدد المدنيين الذين يتعرضون للقتل، وهذا هو السر في أن مجلس الأمن قام بناء على توصية قوية من الجامعة العربية باتخاذ إجراء سريع وحاسم، والآن إذا نظرت إلى تاريخ الأمم المتحدة فإنك ستجد أن هذا التحرك السريع لم يسبق له مثيل.
إنك تقول الآن إنه في اليمن ليس كافيا أن يقيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الحكومة، وأنت تقول أيضا أن هناك حاجة إلى المزيد فهل تريده أن يرحل؟
مستقبل قائد أي نظام سياسي لا يقرره إلا شعب بلاده، وما أدعو الرئيس اليمني إليه هو المبادرة باتخاذ قرار بإصلاح جريء.
نعم ولكنه عرض بعض الإصلاحات ثم قالت المعارضة اليمنية إن ما عرضه ليس كافيا، وقام عقب ذلك بإقالة الحكومة، وأنت قلت أن ذلك ليس كافيا، فما الذي تريده أن يقوم به؟ هل تريده أن يتنحى؟ وإذا فعل ما قام به القذافي في ليبيا وقتل المزيد من الناس، بعد أن قتل بالفعل 50 شخصا في يوم واحد، فهل تعتقد أن مجلس الأمن ينبغي أن يطبق في اليمن الإجراءات ذاتها التي طبقها في ليبيا؟
هذا هو ما سوف سيقرره مجلس الأمن، ما أدعوه إليه هو أن يقوم على الفور بإجراء حوار عريض النطاق، متذرعا بالصبر وبالمرونة وبروح الحلول الوسطى. إن السلطة التي يحظى بها القائد ممنوحة له من شعبه، وبالتالي فإنه يتعين عليه أن يدخل في حوار وأن يصغي بمزيد من الانتباه والحرص إلى تطلعات شعبه. ولقد سبق أن رأينا في الماضي قادة لا يتمتعون بذهن مفتوح ولا بالمرونة، وهذا هو السر في أن الشعوب قد انطلقت الشوارع وهتفت مطالبة بمزيد من الإصلاحات والحريات، وهذا ما يتعين على القائد أن يصغي إليه.= هل أنت على استعداد للذهاب إلى اليمن ومحاولة فتح حوار، بمعنى أن تكون قناة للحوار بين الرئيس اليمني علي صالح والمعارضة، لتجنب مثل هذا السفك للدماء؟
ـ إنني لا أزال أتابع عن كثب تطورات الموقف في اليمن، وقد دعوت في تصريحاتي إلى ضبط النفس، وأدنت قتل الناس واستخدام الذخيرة الحية ضدهم. ومن جديد فإن هذا ليس أمرا مقبولا.
لقد بعثت بممثلك السياسي إلى ليبيا، ولكنك في نهاية المطاف أيدت عملية عسكرية . فما هي وظيفة هذا الممثل الآن؟ وهل هناك نهاية عسكرية فحسب للوضع في ليبيا، أم أن هناك مجالا للسياسة أي للحل السياسي؟
لقد أجرى ممثلي السياسي مشاورات جيدة مع السلطات الليبية في طرابلس، أخيرا، وهو يلتقي مع آخرين وسيقدم إلي تقريرا بشأن ما توصل إليه، ومهمته هي أن يتبين كيف يمكننا أن نقدم معونة إنسانية عاجلة، وأيضا أن يناقش البعد الأوسع نطاقا للموقف في ليبيا.
هل هناك أفق سياسي لحل مع معمر القذافي ؟
لست أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لأي موقف سياسي، حيث يتعين أولا وقف القتال بصورة حاسمة، ويتعين علينا أن نراقب هذا الوقف، وأن نقدم دعمنا الإنساني لمن هم في داخل ليبيا، ومن يتدفقون خارجين منها.
ماذا إذا رفض القذافي التنحي، هل تخشى أن يواجه المجتمع الدولي مستنقعا دمويا، وهل هناك إستراتيجية خروج من ليبيا.
لقذافي معزول تماما وقد فقد شرعيته والليبيون هم الذين سيقررون ما يجب القيام به. علما بأن ما يقوم التحالف الدولي في ليبيا ليس عملية مفتوحة يمكن أن تمتد إلى أفق زمني بعيد.
“البيان”